مصير «جنيف 3» يحدّده اجتماع مجموعة دعم سورية
حميدي العبدالله
بات واضحاً أنّ «جنيف 3» وفق ما نصت عليه تفاهمات فيينا وقرار مجلس الأمن 2254 لن يبصر النور في الجولة الحالية التي من المقرّر أن تستمرّ مدة أسبوعين، وفقاً لما حدّده المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. وجميع القضايا العالقة التي تعترض انعقاد المؤتمر، وبينها وفد المعارضة الموحد، وتعريف المنظمات الإرهابية، ومشاركة الأكراد، إضافةً إلى جدول أعمال المؤتمر والأولويات قد رحلت إلى لقاء مجموعة دعم سورية الذي سيعقد بتاريخ 11 شباط الحالي.
ما يجري الآن لا يتعدّى جولات اللقاءات الثنائية التي اعتاد على القيام بها المبعوث الأممي مع الأطراف المعنية بما يجري في سورية، والتغيير الوحيد هو مكان عقد هذه اللقاءات. في الفترة السابقة كان المبعوث الأممي يلتقي هذه الأطراف في أماكن تواجدها الدائمة، المعارضة في الفنادق العربية والأوروبية، والحكومة السورية في دمشق، في حين أنه الآن يلتقيهم في مقرّ الأمم المتحدة في جنيف.
لكن هذه اللقاءات أبعد ما تكون عن شكل ومضمون «جنيف 3» كما وضعته تفاهمات فيينا وقرار مجلس الأمن 2254.
لكن السؤال المطروح، هل تستطيع مجموعة دعم سورية تذليل العقبات والعقد التي حالت دون عقد «جنيف 3» في موعده كما حدّدته بيانات فيينا؟ أم أنّ الخلافات ستنتقل إلى مجموعة دعم سورية، الأمر الذي قد يقوّض الأسس التي تمّ الاتفاق عليها في وقت سابق؟
من الناحية الافتراضية، فإنّ الخلافات داخل مجموعة دعم سورية لا تختلف بشدّتها عن الخلاف بين القوى السورية التي كان ينبغي أن تشارك في «جنيف 3».
مجموعة دعم سورية تضمّ روسيا والولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، وتضمّ إيران وتركيا والسعودية وقطر، ومعروف أنّ ثمة خلافات حادّة بين هذه الدول، ومن الصعب الوصول إلى تفاهمات إلا إذا كانت الولايات المتحدة تسعى جدياً إلى حلّ سياسي في سورية.
وإذا كان التقدير الأميركي أنّ عامل الوقت لا يسمح وقرار مجلس الأمن لا يسمح بتأخير انطلاق البحث عن حلّ سياسي على أسس فيينا وقرار مجلس الأمن 2254، لأنّ بديله مزيد من سيطرة الجيش السوري وحلفائه، ومزيد من الارتدادات الإرهابية خارج سورية، فإنّ الولايات المتحدة قادرة على خلق توازن قوي داخل مجموعة دعم سورية يلجم الحكومات المتطرفة التي تعمل على تخريب الحلّ لأنّ الاتحاد الأوروبي سوف ينحاز فوراً إلى جانب الموقف الأميركي، وعندها لن يكون بمقدور حكومات تركيا والسعودية وقطر الخروج عن الطاعة وعن إجماع الغالبية، لأنّ كلفة ذلك على هذه الحكومات ستكون باهظة. لكن حتى هذه اللحظة الموقف الأميركي غير واضح.