موسكو: تركيا تنتهك اتفاقية «السماء المفتوحة» بشكل منهجي
اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن انتهاكات المجال الجوي التركي من قبل الطيران الروسي هي انتهاك لأجواء الحلف.
وقال ستولتنبرغ لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء الدفاع في الاتحاد الأوروبي في أمستردام أمس: «تعزيز الوجود والنشاط الروسي في سوريا يؤدي إلى زيادة التوتر وانتهاكات المجال الجوي التركي. هذا خطر وتهديد لحلف الناتو، لأن الحديث يدور حول انتهاكات أجواء الحلف».
كما اعتبر ستولتنبرغ أن الوجود العسكري الروسي في سوريا وشرق البحر المتوسط يخل بالتوازن الاستراتيجي.
جدير بالذكر أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن تركيا لم تقدم أي دلائل تثبت اتهامها للطيران الروسي بانتهاك مجالها الجوي في نهاية كانون الثاني، ولذلك اعتبرت الوزارة الاتهام التركي دعاية لا تقوم على أساس.
وفي السياق، وزارة الدفاع الروسية أن تركيا تنتهك اتفاقية «السماء المفتوحة» بشكل منهجي، واصفة هذا الموقف بأنه سابقة خطيرة.
وسبق لأنقرة أن منعت يوم الاثنين الماضي 1 شباط مجموعة مراقبين روس من القيام بتحليق في سماء تركيا وفقاً لبنود اتفاقية «السماء المفتوحة» الدولية، من دون أن تقدم أي مبررات معقولة لهذا المنع.
وأوضح أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي في تصريحات أمس، أن هذه الحادثة لم تكن أول انتهاك أقدمت عليه أنقرة لتلك الاتفاقية الدولية المعنية بضمان شفافية النشاط العسكري.
وقال أنطونوف، إنه بدءاً من شباط عام 2013 حظر الأتراك عمليات المراقبة في السماء فوق مواقع صواريخ «باتريوت» في جنوب تركيا. وفي عام 2014 ادعى المسؤولون الأتراك باستحالة ضمان أمن التحليقات في مناطق معينة من المجال الجوي التركي، بذريعة طلعات مكثفة للطيران الحربي المشارك في عمليات مكافحة الإرهاب. وفي تشرين الأول الماضي طلبت أنقرة من موسكو»ضرورة تأجيل» بعثة المراقبة الروسية، بحجة إجراء عملية لضمان الأمن.
وأضاف أنطونوف أن الجانب الروسي، استجابة للطلب التركي آنذاك، أجل تحليق المراقبة، لكن الجانب التركي في كانون الأول الماضي منع الطائرة التي أقلت المراقبين الروس من الدخول في جزء من المجال الجوي التركي المحاذي للحدود السورية ومحيط مطار ديار بكر الذي ترابط فيه طائرات حربية تابعة لحلف الناتو.
كما ذكر أنطونوف أن المسؤولين العسكريين الأتراك لم يؤكدوا التزامهم بمذكرة التفاهم الموقعة بين موسكو وواشنطن بشأن ضمان أمن التحليقات في شماء سوريا، موضجاً أن هذا الموقف التركي برز حتى قبل حادثة إسقاط قاذفة «سو-24» الروسية من قبل سلاح الجو التركي يوم 24 تشرين الثاني.
وأعاد نائب وزير الخارجية الروسي إلى الأذهان أن الجانب الأميركي في إطار المذكرة، لم يلتزم بإبلاغ أعضاء التحالف الذي تقوده واشنطن فحسب، وبل وضمن بأن جميعهم سيفون بشكل صارم ببنود هذه المذكرة كافة.
وبالإضافة إلى ذلك، أقدم الجانب التركي بشكل أحادي على إغلاق «الخط الساخن» الذي تم استحداثه في وقت سابق بين الطرفين لتفادي حوادث جوية غير مرغوب فيها، ولم تستجب العسكريون الأتراك لطلبات عاجلة من الجانب الروسي، بحسب ما أوضحه أنطونوف، وقال: «وفي نهاية المطاف حدثت يوم 24 تشرين الثاني الماضي العملية الغادرة لإسقاط القاذفة الروسية، ما أدى إلى قتل عسكريين روسيين».
وأعاد المسؤول العسكري الروسي إلى الأذهان أنه بعد إسقاط القاذفة، نشر الجيش الروسي في سوريا مجموعة من وسائل الدفاع الجوي تضمن «الإنذار المسبق بشأن أي مخاطر تهدد الطائرات الروسية وتسمح، في حال اقتضت الضرورة، باتخاذ إجراءات مناسبة بضمان أمن الطلعات».
في غضون ذلك، كشف أنطونوف أن وزارة الدفاع الروسية عرضت على شركائها الغربيين إنشاء مركز استشاري في العاصمة الأردنية عمان من أجل التنسيق بشأن سورية، لكن واشنطن رفضت العرض.
وأضاف أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بادر إلى إجراء مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي آشتون كارتر بهذا الشأن يوم 19 كانون الثاني الماضي، لكن الجانب الأميركي ألمح بوضوح إلى أنه لا يرى أي فائدة في ذلك.
وأضاف المسؤول أن وزارة الدفاع الروسية عندما وافقت على توقيع المذكرة الخاصة بأمن التحليقات في سورية مع العسكريين الأميركيين، كانت تعتبر تلك المذكرة انطلاقة لتنسيق دولي في محاربة الإرهاب، إذ عرض الجانب الروسي على شركائه حزمة من إجراءات التعاون، بما في ذلك تبادل المعلومات حول الأهداف الإرهابية في سورية، وفتح قنوات اتصال، وبذل جهود مشتركة لإنقاذ الطيارين في حال وقوع كوارث جوية، وأضاف «لكن الأميركيين رفضوا جميع هذه المقترحات الروسية، مبررين موقفهم هذا بأن أهداف روسيا والولايات المتحدة في سوريا مختلفة تماماً».