رقصة آخر الليل
ما زلتُ أقترف خطيئة الصمت
ظلّي المزروع خلف الحائط
لم يعد يشعر بالبرد
مذ سقطت آخر الخطايا
في عتمة الرصيف
وصوتي المبلول
بطين ابتساماتك الكاذبة
ما زال يقترف خطيئة الصمت
كلّما باغتتني أصابع الحنين
أبحث عن قلبي الساقط وجعاً
في بياض السذاجة
وحلمي، في عتمة النبض
ما زال يتقن الوشاية
يرتّق ثقب الأماني
على رصيف ذاكرتي المعطوبة
بانتظار عمرٍ آخر
تأخرت يا عمر
وأنا، وظلّي المزروع خلف الحائط
ما عدنا نشعر بالبرد
تأخرت بمقدار حلمٍ وخيبة
وأنا لن أهدر حزني في العتاب
سأقتفي أثر وجهي
في فراغ الصمت
وأمضي بكامل جنوني
إلى موسم غيابٍ جديد
ما زلت هنا
ما زلت في غربتي
أضرم نار الوجع بذاكرة القصيدة
وأشرب آخر قطرةٍ من ريق الحزن
كآخر يومٍ في عمر الغياب
لم تسكرني العتمة برقصة آخر الليل
وما تراجع الحلم عن خطيئة الانتظار
ما زلت هنا
والعمر مسافة صدى، وسماء
والليل خيبة انكسار
تمنّيت أشياء كثيرة
لكنّني لم أحلم أبداً
أن أصاب بكل هذا الازدحام
وتضيع بي كل الجهات
وأعشق صوت الله!