عندما جاءت الخيل لإنعالها…

شهناز صبحي فاكوش

في المثل الشعبي في مدينتي المحاصرة الجائعة دير الزور، يُقال عندما جيء بالخيل لإنعالها، مدّ حصان إبليس رجله وقال أنا اسمي حصان… حصان إبليس يطلق على النمل الكبير، الذي يرى نفسه أكبر من باقي النمل المنتشر عادةً.

كيف للمرء أن يرى السفاهات والترّهات تتدفق حوله من كلّ حدب وصوب ويبقى صامتاً. صحيح أنّ الصمت في بعض الأوقات أبلغ من الكلام، ولكن هذا ينفع من يفهم معاني الصمت ودلالاته عندما يغيب الكلام.

أما من لا يفهم إلا بلغة الصراخ في أذنه ليسمع، ولا يعرف طبيب الأذن والأنف والحنجرة لدوائه سبيلاً… بسبب امتلاء أذنه بأوامر سادته، وزكم أنفه برائحة البترودولار، وأصبحت حنجرته على موجة ترداد ما يملى عليه من أوامر.

عندها لا بدّ أن تستخدم لغة الكلام لتعرّيه أمام ذاته وغيره، لأنّ من يفقد أبسط مقوّمات الحسّ والإنسانية. لا بدّ من وخزه بقوة علّ الإحساس المفقودَ يرتدّ إليه. ليصحو من غيبوبة لا تهلكه وحده، بل تؤذي الكثيرين ممّن لا يستحقون الأذى.

السعوديون الوهابيون… هل سيظلّ العته متلبّساً إياكم إلى مدى طويل، إنْ كان هذا خياركم، فأبشروا بالزوال تحت إرادة من تريدون إقصاءهم عن الوجود. فلا حماقاتكم تجدي ولا تهديدات أمرد خارجيتكم، فكونوا على قدر حجومكم…

لستم أكبر من حجم حصان إبليس… ونحن نستحضر قول جرير لنقول لمن تحاول الوهابية ودواعشها النيل منهم أبشر بطول سلامة يا مربع فما لم ينله الفرزدق من مربع لن يناله الدواعش من أبناء سورية ودولتهم بكلّ مقوّماتها.

الدمشقيون أيام زمان عندما وصلت الدراجة الهوائية لأسواقهم، أسموها مجازاً بحصان إبليس كبديل للخيل. ولكنها في الحقيقة لا يمكنها أن تكون كذلك، وإن تفاخر بها من يقتنيها… فالخيل الأصيلة لا يجاريها في مضمارها بديل.

هل تَعَرّفَ بعد أمثلتي هذه حصان إبليس على نفسه… إنْ كان هذا فأقول هناك أمل، وإلا فعلى الباغي تدور الدوائر. واعلموا يا ملوك الرمال أنكم وهابيون فلا السوريون بلغتم ولا العرب… لذلك احذروا فلستم سوى فقاعات صابون يفقأها هواء فم الأطفال.

أما أن تهدّدوا سورية مع من يحاول لفّ لفيفكم فهذا منتهى الهراء المضحك، أي إبليس وسوس لكم لطريق الهلاك؟ ماذا أحرزتم في اليمن الفقير لتتورّطوا بكلام أكبر من حجومكم؟ لا تدعوا غباءكم يعميكم، تلك هي نصائح العقلاء لكم.

كلّ خشاب في سورية أعدّ لكم صناديق، يقدّمونها لمن تورّطونهم مجاناً لدخول الأراضي السورية… لتكون وسيلة عودتهم لبلادهم، هذا لمن يبق منه بقية. فهل فكرتم ماذا ستقولون لأمهاتم؟

لم يعرف التاريخ لغبائكم مثيلاً، ولا لجهلكم، وهمجيتكم شبيه. أوراقكم أصبحت مكشوفة، والمؤسف أنّ من تورّطوا معكم ممن أسموا أنفسهم معارضة، ما زالت الغشاوة على أعينهم سوداء. فهل ينتظرون حكم أميركا فيهم؟

ألم يستمعوا إلى كيري وهو ينزع آخر أوراق التوت عنهم؟ مهدّداً بأنّ آخر آمالهم مرتبط بـ»جنيف 3» في جلسته المقبلة، الذي حاولوا قتله قبل أن يرى بصيص النور في انعقاده الأول، بل قبل عقد أيّ جلسة له، حيث لم يعلن دي ميستورا انعقاده.

أما أردوغان الذي خسر وما زال يخسر أوراقه السياسية، كما حدث أخيراً وليس آخراً في الاكوادور والتشيلي، حيث ناهضه الأحرار من شباب تلك البلاد، مبيّنين حقيقته صارخين في وجهه، يا قاتل الأطفال في سورية… أيها الإرهابي.

وما يزيد الطين بلّة هو العنف الذي مارسه مرافقوه على هؤلاء الشباب، ما أساء لعلاقات تركيا مع دول أمريكا اللاتينية… خساراته الاقتصادية أضاف إليها علامات التثقيل بخسارة سياسية. واليوم أميركا تنبّهه أن يفكر مليّاً بتصرفاته، مع كرد بلاده.

يهزأ الأستاذ زياد أندراوس المحلل السياسي في الأرض المحتلة فلسطين.. من «النكتة البايخة»، التي أطلقتها السعودية أنها ستتدخل عسكرياً في سورية، حقاً أيها الأستاذ الفاضل هي «نكتة بايخة» من أغبياء تورّطوا في المستنقع اليمني وما زالوا غرقى.

السؤال إلى متى سيبقى المغفلون يتحكّمون بمصائر الشعوب؟ والمهووسون بالغطرسة يفتحون أفواههم بما لا يعقلون؟ على أيّ حال ما زال خشابونا يهيّئون صناديق الخشب… وجيشنا العربي السوري ضارباً في الأرض بعزيمته لتحريرها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى