الناتو ينضم رسمياً إلى التحالف الدولي ضد «داعش» ويوافق على خطط للانتشار السريع لقواته من دون قواعد عسكرية
صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بأن 28 وزير دفاع من الدول الأعضاء في الحلف وافقوا على توسيع الوجود العسكري في شمال البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، وقال ستولتنبرغ: «اتفقنا على توسيع الوجود البحري لحلف شمال الأطلسي في شمال البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود».
وأضاف ستولتنبرغ أن الحلف ليس لديه بعد خطة لتعزيز مراقبة الحدود التركية من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، موضحاً أنه «من السابق لأوانه الإجابة على هذا السؤال».
وفي السياق، أكد أمين عام حلف «الناتو» أن أعضاء الحلف وافقوا على إرسال طائرات إنذار مبكر» أواكس» إلى سورية لتقديم المساعدة في محاربة تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن الحلف سيعمل على تشديد الرقابة عند الحدود السورية التركية.
ستولتنبرغ أكد أن الحلف بقراره إرسال «طائرات أواكس»، ينضم رسمياً إلى عمليات التحالف الدولي في سورية، مؤكداً أن القرار سيسمح للولايات المتحدة بسحب طائرات «أواكس» الخاصة بها وبعض وسائل المراقبة الأخرى من العمليات الجارية في سورية.
تجدر الإشارة إلى أن «الناتو» في الوقت الراهن لا يشارك في الحرب ضد «داعش» بصورة مباشرة، لكن العديد من أعضائه انضموا إلى التحالف الدولي المناهض للتنظيم والذي تقوده واشنطن.
يذكر أن طائرات « أواكس» تستطيع مراقبة المجال الجوي على مسافات تتجاوز 400 كيلومتر بفضل رادارات قوية على متنها، بالإضافة إلى تقديمها المساعدة في ضمان الاتصالات اللاسلكية بين القيادات الموجودة في الجو والبحر والأرض.
وفي وقت سابق وافق الحلف على نشر طائرات من هذا الطراز في تركيا لتعزيز دفاعات المجال الجوي لتركيا عند حدودها مع سورية. ومن غير الواضح حتى الآن، ما إذا كانت هذه الطائرات ستشارك في الحرب ضد «داعش» أم سترسل طائرات أخرى.
وبشأن الإجراءات الأخرى التي يمكن أن يلعب «الناتو» دوراً بواسطتها في محاربة «داعش»، كشف ستولتنبرغ أن الحلف سيطلق قريباً برنامجاً لتدريب ضباط عراقيين في أراضي الأردن، مضيفاً: «سيمثل هذا البرنامج مساهمة جديدة من جانبنا في محاربة تنظيم «داعش»، من دون أن يشير إلى أعداد محددة للضباط الذين سيشاركون في التدريب.
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع البولندي أنتوني ماتشيرفيتش إن «بلاده ستشارك في قتال داعش»، مشيراً إلى أن مستوى المشاركة سيتوقف على رد حلف «الناتو» على تهديدات روسيا المتكررة للحدود الشرقية للحلف.
وأكد الإعلان الذي أصدره ماتشيرفيتش بعد اجتماع مع نظيره الأميركي آشتون كارتر في بروكسل ما ورد في تقرير سابق لوكالة «رويترز» بأن بولندا ستعزز مشاركتها في الشرق الأوسط في محاولة لإقناع حلفائها بتحريك قوات الحلف شرقاً.
وقال ماتشيرفيتش للصحافيين «بولندا ستنضم للعمليات، وهي الآن مهمة للغاية على الجبهة الجنوبية»، مضيفاً: «بالنسبة إلى التفاصيل سنواصل مناقشتها خصوصاً ونحن ندرسها في سياق دراسة شاملة لوضع حلف الأطلسي. على أمل أن تدعم الولايات المتحدة والحلف بشكل عام بولندا ودولاً أخرى على الطرف الشرقي.. بوجود دائم».
وفي أكثر خطواته جرأة وافق الحلف على خطط للانتشار السريع لقوات جوية وبحرية وبرية من دون الحاجة لقواعد عسكرية من حقبة الحرب الباردة.
الى ذلك، قام خبراء أميركيون بتحليل ماذا سيحدث في حال وقوع الحرب بين «الناتو» وروسيا بعد أن عرضت قناة «bbc» موضوع عن هجوم روسيا على لاتفيا، وتطورت الأحداث إلى وقوع كارثة نووية.
وجذب خبراء من مركز «راند» للأبحاث الاستراتيجية الأميركية الموظفين السابقين والحاليين في «البنتاغون» ووزارة الخارجية وخبراء خارجيين لتنفيذ لعبة استراتيجية، ووفقاً للعبة، روسيا تغزو دول البلطيق. وكانت النتائج مخيبة للآمال نظراً إلى الحالة الراهنة، قوات حلف شمال الاطلسي لن تكون قادرة على الصمود في وجه الهجوم الروسي لمدة طويلة.
إذا دخلت الدبابات والمشاة الروسية دول البلطيق غدًا، فإن قوات «الناتو»، أقل قوة من القوات الروسية في الأرقام والقوة النارية، وبالتالي ستهزم في أقل من ثلاثة أيام. وجميع المحاولات السابقة في وضع سيناريو كهذا أدت إلى النتيجة نفسها.
وأظهرت الألعاب العسكرية التي لعبت على الطاولة، التي أجريت في 2014-2015 أن القوات الروسية بعد 36-60 ساعة ستتواجد على أبواب تالين أو ريجا، والقوات الأميركية ودول البلطيق، وكذلك القوات الجوية الأميركية لم يتمكنوا من كبح هجوم القوات الروسية بل تكبدوا خسائر فادحة.
وخلص المحللون الغربيون إلى أن تحسين هذا الوضع يمكن فقط عن طريق زيادة في التمويل لزيادة الوجود العسكري الأميركي في المقام الأول، في المنطقة.