خلية الأزمة: من يشارك في اجتماعات «أونروا» خارجٌ عن الإجماع الفلسطينيّ

عقدت خلية الأزمة المنبثقة عن القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان، اجتماعها الدوري أمس، في مقر أمانة سر حركة فتح ـ الانتفاضة، بحضور الأعضاء: حسن زيدان، صلاح اليوسف، أحمد عبد الهادي، أبو إياد الشعلان، أبو اسحق، محمود حمد، غسان أيوب وأبو سليمان.

وقوّم المجتمعون برنامج التحرك الماضي، كما أقرّوا برنامج الإسبوع المقبل، الذي سيبدأ تنفيذه، اعتباراً من لبيوم الاثنين 15/2/2016، وأصدروا بياناً، تقدّموا في مستهلّه من جميع أبناء جماهير شعبنا الفلسطيني، في كلّ المخيمات والتجمّعات الفلسطينية في لبنان، بالشكر الكبير، لالتزامهم بالمشاركة النشيطة والفاعلة في كافة النشاطات والفعاليات التي نظّمتها خلية الأزمة الأسبوع الماضي، رفضاً لقرارات وكالة «أونروا» وإجراءاتها، وقدّروا عالياً حفاظهم على منشآت وكالة «أونروا» واحترامهم لأبنائنا الموظفين والعاملين في الوكالة. متمنّين أن تستمرّ جماهيرنا بالمشاركة في البرامج المقبلة بالروحية العالية ذاتها.

وثمّن المجتمعون روح العمل الوحدوي، التي تجلّت بين أعضاء اللجان الشعبية والأهلية، وكلّ الحركات الشعبية الشبابية، في تنفيذ برنامج خلية الأزمة للأسبوع الماضي، شاكرين هذه الروحية الوطنية المعطاء.

وتقدّم المجتمعون بالتحية من الأسير البطل الصحافي محمد القيق، الذي يخوض معركة الأمعاء الخاوية ضدّ الاعتقال الإداري الصهيوني منذ 25/11/2015، داعين القيادة الفلسطينية إلى تنظيم أوسع حملة تضامن معه على كل المستويات العربية والدولية، من أجل الضغط على العدو الصهيوني لإطلاق سراحة فوراً.

وأقّر المجتمعون برنامج التحرّكات الاحتجاجية على قرارات وكالة «أونروا» وإجراءاتها على الشكل التالي:

الاثنين 15 شباط: إغلاق كلّي للمقر الرئيس لوكالة «أونروا» في لبنان. بيروت ـ بئر حسن من المدخلين الشرقي والغربي. اعتصام للأطفال الساعة الحادية عشر صباحاً، على المدخل الشرقي للمركز الرئيس لوكالة «أونروا» في بيروت، لمدة ساعة فقط، على أن تنحصر مشاركة رياض الأطفال من صيدا وبيروت. إغلاق كلّي لمكاتب مدراء المخيّمات في وكالة «أونروا».

الثلاثاء 16 شباط: إغلاق كلّي لمكاتب مدراء المناطق في وكالة «أونروا». إغلاق مواقف السيارات والآليات، في كلّ المناطق باستثناء سيارات الأطباء وباصات معهد سبلين التقني وأقسام الصحة ـ النظافة.

الأربعاء 17 شباط: إغلاق كلّي للمركز الرئيس لوكالة «أونروا» في لبنان. بيروت ـ بئر حسن، من المدخلين الشرقي والغربي. إغلاق مكاتب مدراء المخيّمات في وكالة «أونروا». مؤتمر صحافي لخلية الأزمة الساعة 11 صباحاً أمام المدخل الشرقي للمركز الرئيس لوكالة «أونروا».

الخميس 18 شباط: اعتصام أمام مفوضية الاتحاد الأوروبي في بيروت، وتسليم مذكّرة الساعة 11 صباحاً، على أن يكون الحشد جماهيري لا يقلّ عن ألف شخص. إغلاق كلّي لمكاتب مدراء المناطق في وكالة «أونروا». إغلاق المواقف في جميع المناطق، ومنع السيارات والآليات من الدخول والخروج منها وإليها باستثناء سيارات الأطباء وباصات معهد سبلين التقني وآليات أقسام الصحة ـ النظافة.

الجمعة 19 شباط: إغلاق كلّي لمكاتب مدراء المناطق في وكالة «أونروا». إغلاق مواقف وكالة «أونروا» في كافة المناطق، ومنع الدخول والخروج منها وإليها، باستثناء سيارات الأطباء وباصات معهد سبلين التقني وآليات أقسام الصحة ـ النظافة. اعتصامات على مداخل كافة المخيّمات والتجمّعات الفلسطينية في لبنان.

وأعلن المجتمعون أنه يستثنى من برنامج التحرّكات الاحتجاجية: المدارس، العيادات، أقسام الصحة ـ النظافة ومراكز الشؤون الاجتماعية. وأعربوا عن خشيتهم من أن يقوم مدير عام «أونروا» ماثياس شمالي، بدعوة مؤسّسات المجتمع المدني إلى لقاءات هنا أو هناك، بعيداً عن الفصائل والقوى الوطنية الإسلامية الفلسطينية، بهدف ضرب الموقف الفلسطيني الموحّد، «ولذلك فإننا في خلية أزمة أونروا ندعو إلى مقاطعة مثل هذه اللقاءات، ويعتبر من يشارك فيها خارج عن الإجماع الفلسطيني».

اعتصام في مخيم البصّ

إلى ذلك، نظّمت الفصائل واللجان الشعبية والأهلية ومؤسّسات المجتمع المدني السبت، اعتصاماً جماهيرياً في مخيم البصّ، ضمن سلسلة من التحرّكات المقرّرة في وجه قرارات «أونروا» التعسّفية.

وتكلّم باسم اللجان الشعبية محمود عوض، فأكد تمسّك اللاجئين الفلسطينيين بهذه المؤسّسة وخدماتها، من باب الحرص والتمسّك بالحقوق الوطنية، وأنّ هذه القرارات تريد أن تنال من كرامة اللاجئ الفلسطيني وتجعله يتسوّل أمام أبواب المستشفيات والمؤسسات.

وأكّد حق اللاجئ الفلسطيني بالاستشفاء الكامل واللائق وحق الاستشفاء وحق التعليم غير قابل للمساس أو المساومة، كما طالب أمين عام الأمم المتحدة بوضع ميزانية ثابته لوكالة الغوث وعدم تركها لمزاجية الدول المانحة، بعيداً من المزايدات السياسية أو استعمال هذه المؤسّسة كورقة ضغط هنا أو هناك. وأكد أنّ بديل هذه المؤسسة وخدماتها أمر واحد وهو عودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم.

كما ألقى نائب رئيس اللجنة الأهلية خالد بديوي كلمة، طالب فيها الأمم المتحدة تخصيص موازنة ثابتة لوكالة «أونروا» كسائر المنظمات الدولية، كي لا يبقى اللاجئ الفلسطيني عرضة للابتزاز السياسي من قبل الدول المانحة. مؤكداً الاستمرار في التحرّكات الاحتجاجية حتى تتراجع «أونروا» عن قراراتها، وتأمين استشفاء كامل لأبناء شعبنا.

وقال: على «أونروا» زيادة عدد المِنح الجامعية التي تقدّمها للطلاب الفلسطينيين في لبنان بما يلبّي الحاجة.

ولفت إلى ضرورة إعادة النظر في المعايير التي تعتمدها وكالة «أونروا» في التعاطي مع حالات العسر الشديد، بالاستناد إلى المعايير الإنسانية الدولية والعمل على استيعاب كافة العائلات والأفراد الذين يعانون من الفقر والتي تصل نسبتهم بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى ما فوق 65 في المئة وفق الدراسة التي أجرتها الجامعة الأميركية بالتعاون مع وكالة «أونروا» في لبنان.

وطالب بديوي الدولة اللبنانية بالتدخل والضغط على الدول المانحة ومجلس الأمن الدولي لتأمين الموارد المالية لدعم ميزانية «أونروا» واستمرار خدماتها تجاه شعبنا لحين عودتنا إلى ديارنا في فلسطين، باعتبار قضية اللاجئين قضية سياسية بامتياز.

… وفي مخيّم الرشيدية

نظّمت الفصائل الفلسطينية واللجنتين الشعبية والأهلية وفاعليات المجتمع المحلي، في مخيم الرشيدية جنوب لبنان، اعتصام جماهيري حاشد عند مدخل المخيم، وذلك احتجاجاً على تقليص «أونروا» خدماتها الصحية والتعليمية.

شارك في الاعتصام أعضاء وممثلون عن اللجان الشعبية والأهلية والجمعيات والمؤسسات الأهلية، ورجال دين وفاعليات، وحشد من أهالي المخيم.

بدايةً، كانت كلمة اللجان الشعبية والأهلية وخلية أزمة «أونروا»، ألقاها الشيخ أحمد اسماعيل، وجاء فيها: تستمر «أونروا» بتقليص خدماتها والتي بدأت بوضع الطلاب في الصفوف بأعداد كبيرة، واليوم تخرج علينا بموضوع تخفيض الخدمات الصحية في لبنان.

وأضاف: علينا أن نرفع الصوت عالياً، وأن نتحرّك. فأبناؤنا يُحتجزون في المستشفيات ومرضانا يموتون على أعتاب المستشفيات، والسبب أنها سياسة «أونروا» التعسّفية، التي لا تخدم مصالح اللاجئ الفلسطيني. إننا في هذا الاعتصام نرفع الصوت عالياً بِاسم الأحزاب الوطنية واللجان الشعبية والأهلية وفاعليات المجتمع بكامله، كي تتراجع «أونروا» عن هذه القرارات.

وأضاف: أولاً: نقول لـ«أونروا» ولأمينها العام، أن يتراجع عن هذا القرار الظالم والمجحف بحق كّل لاجئ فلسطيني.

ثانياً: لن نملّ حتى تملّوا، ولن نعود حتى يعود الحق لأصحابه.

ثالثاً: نطالب هذه المؤسسة بأن تعيدنا إلى ديارنا وإلى أرضنا فلسطين، وأن ننعم كمواطن يعيش على أرضه وفي وطنه، بدلاً من الذلّ والهوان، الذي نتجرّعه من هذه المؤسسة وغيرها.

وأخيراً على الجهود أن تتكاتف، وعلى الأصوت أن تعلو وعلى الأيادي أن تتشابك، حتى يعود الحق إلى أصحابه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى