الجعفري لتركيا: يجب إنهاء صفحة الانتهاك لسيادتنا

أكد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، أمس، أن أي مبادرة بين العراق وتركيا يجب أن تسبق بخطوات إيجابية ومواقف تصب بمصلحة البلدين، فيما شدد على ضرورة إنهاء صفحة الانتهاك للسيادة العراقية من سجل العلاقات بين البلدين.

وقال موقع وزير الخارجية في بيان نقله موقع «السومرية نيوز» إن «الجعفري استقبل، سفير تركيا لدى العراق فاروق قايمقجي»، مبيناً أنه «جرى خلال اللقاء بحث التطورات الجارية، وتأثيرها في العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا».

ونقل المكتب عن الجعفري قوله إن «أي مبادرة بين العراق وتركيا يجب أن تسبق بخطوات إيجابية، ومواقف تصب بمصلحة البلدين، واحترام السيادة»، مشدداً على «ضرورة الإعلان عن قرار انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية، وإنهاء صفحة الانتهاك للسيادة العراقية من سجل العلاقات العراقية – التركية».

وأشار الجعفري إلى أنه «لا يمكن الحصول على أي مكسب من العراق إلا من خلال احترام سيادة، ووحدة العراق، وتبادل المصالح المشتركة»، موضحاً أن «العراق يصر على بناء علاقاته مع دول الجوار على أساس الثقة، وتبادل المصالح، ومواجهة المخاطر المشتركة، وقاعدة حسن الجوار التي لا تقبل بوجود أي قوات تحمل السلاح، وترتكب عمليات في دول الجوار انطلاقاً من الأراضي العراقية».

يذكر أن المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي أعلن، في 7 كانون الاول 2015، أن من حق العراق استخدام كل الخيارات المتاحة بسبب دخول قوات تركية الى الأراضي العراقية، فيما بين أنه سيلجأ الى مجلس الأمن الدولي في حال عدم انسحاب هذه القوات خلال 48 ساعة.

وفي السياق، دعت النائبة عن ائتلاف دولة القانون فردوس العوادي، الحكومة العراقية الى استدعاء السفير السعودي في بغداد وتسليمه رسالة احتجاج، عازية السبب الى تدخل السعودية «السافر» في الشؤون الداخلية للعراق، فيما اعتبرت أن ظهور السعودية بمظهر الوصي على العراق في مؤتمر ميونيخ «إهانة» كبيرة لحجم العراق.

وقالت العوادي في بيان بحسب «السومرية نيوز»، إن «السعودية عادت مرة أخرى للتدخل بالشأن العراقي بشكل سافر وعلني، وتظهر بمظهر الوصي عليه والمتحكم بمصيره»، مشيرة الى أن «كلمة وزير خارجية نظام آل سعود عادل الجبير ب مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ52، والتي تطرق خلالها للشأن العراقي، ما هي إلا اعتراف بطائفيتها المقيتة وكشف لنيتها بإثارة النعرات داخل العراق».

وأضافت العوادي: «في الوقت الذي تعد فيه دولة آل سعود مصدراً ومنطلقاً للفكر الوهابي التكفيري الى العالم، يأتي وزير خارجيتهم ليحدد مصير داعش في العراق بالإصلاحات التي ينوي العراقيون القيام بها»، معتبرة أن «إنهاء داعش مرتبط بإنهاء الفكر الوهابي الذي يرعاه آل سعود وقد فتحوا له مدارس كاملة تعلم الأطفال قبل الكبار طرق القتل والإرهاب».

وأشارت العوادي الى أن «ظهور السعودية بمظهر الوصي على العراق، يعد إهانة كبيرة لحجم وتاريخ العراق الذي سبق السعودية وباقي دول المنطقة»، مبينة أن «هذا التدخل يستوجب عدم الاكتفاء بالاعتذار الرسمي، وإنما طرد أي تمثيل دبلوماسي لها في العراق».

على صعيد آخر، أكد مصدر دبلوماسي استخدام مسلحي تنظيم داعش الإرهابي غاز الخردل خلال مهاجمتهم قوات كردية في العراق.

وأعلن مصدر في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أمس، أن الاختبارات المعملية جاءت إيجابية لاستخدام غاز الخردل بعد إصابة نحو 35 من المقاتلين الأكراد في ميدان المعركة، في آب العام الماضي.

وأُخذت العينات من الجنود الذين تعرضوا للإصابة خلال قتالهم مسلحي «داعش» في جنوب غربي أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي.

ميدانياً، تواصل القوات العراقية مواجهة الإرهاب الداعشي، إذ أعلن آمر لواء 18 في الشرطة الاتحادية العميد شاكر، أمس، صد هجوم لتنظيم «داعش» غرب مدينة الرمادي، مشيراً إلى تدمير آليتين مفخختين للتنظيم.

وقال شاكر في حديث صحافي «إن أبطال لواء 18 من الشرطة الاتحادية ومديرية الطرق الخارجية في شرطة الأنبار تمكنوا، من صدِّ هجوم لـ«داعش» على قاطع الكيلو 70 الطريق الدولي السريع غرب الرمادي».

وأضاف شاكر: «إن القوات تمكنت من تدمير آليتين مفخختين، وكبدوا عناصر التنظيم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد».

يُذكر أن قوة من الفرقة العاشرة بالجيش اشتبكت، اليوم، مع عناصر من داعش شمال منطقة البوذياب شمال الرمادي، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر من التنظيم وتكبيده خسائر مادية.

وكان عناصر «داعش» ينوون التعرض لقطعات الجيش بالفرقة العاشرة المتواجدة في منطقة البوذياب وتم التصدي لهم وإجبارهم على الفرار.

يذكر أن القوات الأمنية ومقاتلي العشائر يسيطرون على مناطق البوفراج والبوذياب والجرايشي والبوعيثة شمال وشمال شرق الرمادي، فيما تصدُّ تلك القوات عدداً من الهجمات لتنظيم «داعش» وتوقع خسائر مادية وبشرية بهم.

وفي السياق نفسه، استهدفت قوات الحشد الشعبي تجمعاً لتنظيم «داعش» قرب الشرقاط بمحافظة صلاح الدين بوابل من الصواريخ الموجهة، ما أدى إلى مقتل عدد من مسلحي التنظيم وجرح آخرين.

يذكر أن تنظيم «داعش» بنقل عشرات العوائل التابعة لقادته في قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك الى محافظة نينوى، وذلك خشية العمليات العسكرية الجارية لتحرير المنطقة من قبل قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي.

في موازاة ذلك، أكد قائد جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، جاهزية القوات الأمنية التابعة للجهاز لتحرير الأراضي المتبقية من محافظة الأنبار من تنظيم «داعش».

وقال الأسدي: «إن ملامح العملية العسكرية لا تزال مبهمة ولم تحدد بعد»، مشيراً إلى أن جميع الاحتمالات العسكرية مطروحة كانطلاق عملية تطهير الفلوجة أو من جانب كبيسة وهيت وحديثة.

وأمس، أعلن رئيس مجلس قضاء الخالدية بمحافظة الأنبار علي داود، عن مقتل القائد العسكري بتنظيم «داعش» لمنطقة كرطان و15 من معاونيه بقصف جوي شرق الرمادي.

وقال داود في حديث صحافي: «إن طيران التحالف الدولي قصف، مساءً، أحد مقار تنظيم داعش في منطقة كرطان التابعة لجزيرة الخالدية 23 كم شرق الرمادي »، موضحاً أن «المقر كان يتواجد فيه تجمع لعناصر التنظيم».

وأضاف داود أن «القصف تم بالتنسيق مع عمليات الأنبار ووفق معلومات استخباراتية وأسفر عن مقتل القائد العسكري لمنطقة كرطان المدعو ضياء عادل خليل العكاوي و15 من معاونيه».

وينفذ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، منذ أكثر من عام غارات جوية تستهدف مواقع وأوكاراً تابعة لتنظيم «داعش» في العراق وسورية، من دون الإفصاح عن حجم خسائر التنظيم البشرية جراء هذه الضربات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى