لماذا جنود الإمارات يُقتَلون وحدهم في اليمن؟

في ذروة انشغال القوى الإقليمية والعالمية بالملف السوري بشقيه السياسي والعسكري، يمكن القول إن هناك حرباً منسية في اليمن توشك أن تدخل عامها الثاني، وتحظى بالقليل من الاهتمام أيضا رغم أحداثها وتطوراتها المتسارعة.

وبحسب موقع «رأي اليوم»: «هناك ثلاث محطات، أو تطورات رئيسة لا بد من التوقف عندها في هذا الملف، فرضت نفسها في اليومين الماضيين:

المحطة الأولى: إعلان بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية عن مقتل جندي وإصابة آخر أثناء مشاركتهما في العمليات العسكرية في اليمن، ما يرفع أعداد القتلى الإماراتيين الى أكثر من سبعين جندياً وضابطاً على الأقل.

المحطة الثانية: قصف طائرات التحالف السعودي لمعمل خياطة في صنعاء، ما أدى الى مقتل عاملين أحدهما صبي عمره 14 سنة، وإصابة 15 عاملاً آخرين، وحرق المعمل بالكامل.

المحطة الثالثة: تأكيد بيان رسمي سعودي على التصدي لصاروخ سكود أطلق على مدينة خميس مشيط وتدميره، من قبل بطاريات صواريخ «باتريوت» الأميركية التي نصبتها المؤسسة العسكرية السعودية في المنطقة.

اللافت في المحطة الأولى أن دولة الإمارات اعترفت بمقتل أحد جنودها، مثلما تفعل عادة، الأمر الذي يطرح سؤالاً مهماً، وهو عن خسائر الدول الأخرى المشاركة في هذا التحالف، وتقاتل قواتها على الأرض، فلم نسمع مطلقاً عن أرقام خسائر القوات السودانية والقطرية والكويتية والبحرينية، ناهيك عن قوات مرتزقة كولومبية، ومن جنسيات أخرى، جندتها شركة «بلاك ووتر» المتخصصة في هذا الميدان.

هناك احتمالان أساسيان، الأول أن هذه القوات تقاتل فعلاً في ميادين القتال، وتتكبد خسائر بشرية من قتلى وجرحى، ولكن يتم التعتيم على أرقام الضحايا، ويتم دفنهم بصمت ودون أي تغطية إعلامية، أو أن هذه القوات لا تقاتل فعلاً، ووجودها رمزي فقط، لا نملك إجابة واضحة في هذا الصدد في ظل التعتيم الإعلامي السائد، والشح المتعمد في المعلومات بالتالي.

وما هو أخطر من كل ما تقدم، مطالبة قيادة التحالف منظمة الصليب الاحمر الدولي، ومنظمات إنسانية أخرى سحب العاملين من مناطق يمنية معرضة للقصف، وهو ما رفضته هذه المنظمات بشدة، لأنها تريد أن تقوم بواجباتها في إغاثة الملايين من أبناء اليمن الذين يتعرضون للقصف يومياً، ولأنهم يدركون أيضاً أن هذا الطلب الهدف منه هو إفساح المجال للمزيد من أي رصد أو توثيق دولي لجرائم الحرب هذه.

ميدانياً، استشهد 11 مواطناً وأصيب 4 آخرون بجراح في استهداف طيران العدوان السعودي لمعمل خياطة بمديرية شعوب بأمانة العاصمة صنعاء فجر أول من أمس.

وبحسب «سبأ نت»، أوضح مصدر محلي في مديرية شعوب، أن طيران العدوان السعودي استهدف معمل للخياطة والتطريز خاص بأحد المواطنين وأدى إلى استشهاد أحد عشر مواطناً من عمال المعمل وإصابة أربعة آخرون.

وأدى قصف العدوان السعودي لمنطقة شعوب الآهلة بالسكان لاندلاع حريق هائل في المعمل الذي دمر بالكامل، كما ألحق أضراراً بالغة في معهد الفندقة وعدد كبير من منازل المواطنين المجاورة.

واستنكر المصدر بشدة استمرار استهداف طيران العدوان السعودي للأحياء السكنية المكتظة بالسكان والقتل المتعمد بحق اليمنيين، إضافة إلى الحصار الجائر الذي تسبب في انعدام الاحتياجات الضرورية كافة من الغذاء والدواء والمشتقات النفطية.

وجدد مطالبته للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية إزاء جرائم العدوان السعودي بحق الشعب اليمني وقتل أبنائه وتدمير مقدراته وبنيته التحتية على مدى 11 شهراً.

واستهدفت طائرات العدوان السعودي آبار المياه ومضخاتها في مختلف محافظات البلاد، حيث أعلنت وزارة البيئة اليمنية أن خسائر قطاع المياه بلغت نحو 16 مليون دولار، وكشفت أن اليمن يشهد أزمة شديدة ونقص في المياه الصالحة للشرب، خاصة مع استمرار استهداف خزانات المياه في مختلف المحافظات وآخرها خزان منطقة النهدين جنوب العاصمة صنعاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى