أنا كمواطنة سورية!

اسمي علياء محفوظ علي… أريد أن أتحدث عن التطورات الأخيرة في بلدي سورية.

صرّح رئيس الوزراء التركي مؤخراً «سنرد الدين التاريخي لاخوتنا في حلب فلقد ساعدونا في استرجاع مدننا ساني أورفا، غازي عنتاب وكهرمان، تركيا تقف دوماً بجانب المدافعين عنها».

من الواضح أن رئيس الوزراء يشير إلى القرن العشرين والحرب العالمية الأولى ولكنه لم يذكر أن الأترك تورطوا في الحرب بسبب مطامع العثمانيين الإمبريالية وهزموا شر هزيمة على أيدي القوات الروسية الموجودة في الساحة الجنوبية للحرب. كما فشل سيادته في تذكر أن المدن الثلاث التي تحدث عنها قد شهدت المجزرة بحق الأرمن والأقليات الأخرى والتي ما تزال أنقرة تنكرها إلى يومنا هذا.

أنا كمواطنة سورية أود أن ألفت انتباه رئيس الوزراء إلى أن هذه المدن كباقي هضبة كيليكيا هي أراض سورية ما زالت تحت الاحتلال التركي. أما بالنسبة إلى «الدين التاريخي لحلب» فقد قدمتم الكثير يا سيادة رئيس الوزراء. منذ 2012 وحتى الآن تقوم حكومتكم الكارثية بسرقة معامل حلب وإغراق المدينة بجميع أنواع الفصائل الإرهابية التي تقصف المدنيين بالصواريخ بينما تقطع خطوط الإمداد الحيوية من ماء وكهرباء وغذاء.

مثل هذه التصاريح مرفقة بحملة إعلامية كبيرة حول الوضع الإنساني تتصاعد بشكل سحري كلما تعرضت المجموعات الإرهابية في سورية لخسائر فادحة وتراجعت نحو الحدود التركية.

كما تعمل الماكينات الإعلامية الضخمة على شيطنة إنجازات الجيش السوري المدعومة من القوات الجوية الروسية.

بما أن سيادة رئيس الوزراء قام باستذكار الحرب العالمية الأولى، فلنقم بزيارة سريعة للتاريخ. يعد يوم السادس من حزيران 1944 من أشهر التواريخ في الحرب العالمية الثانية وهو يوم «إنزال النورماندي» الذي شكل بداية تحرير وسط أوروبا من النازيين. اشترك الحلفاء الأميركيون والبريطانيون والكنديون بالإضافة للجيش الفرنسي بقيادة شارل ديغول في هذه العملية.

فلنفترض أن الإعلام في ذلك الوقت قام بشن حملة كبيرة تصف الحلفاء بالمحتلين وعملية التحرير بالاجتياح. مثل هذه الحملة تعني الاعتراف بالنازية وحماية مصالحها. وبمقاربة بسيطة مع الوضع الحالي يمكننا وصف الإعلام المعادي لتقدم الجيش السوري بالاعتراف بتنظيم داعش وحماية مصالحه.

عندما يتم تداول عبارة «الجيش السوري يهاجم حلب» فكأنك تقول إن «الجيش الروسي 1943 هاجم ستالينغراد لأن الألمان احتلوا قسماً كبيراً منها.

بالنظر إلى التاريخ التركي وممارساته الحالية في سورية، يمكننا القول وبثقة إن تركيا هي آخر من يحق له أن يعظ بحقوق الإنسان ويطالب بالحرية. العثمانيون الجدد كأجدادهم لا ينتمون لهذا العالم. حلب ستعود يا سيادة رئيس الوزراء وهذه اللحظة التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر وسيكون لانتصارنا طعم العلقم لأعداء سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى