«المستقبل» رحّبت بالتدخّل العسكري السعودي في سورية زاسيبكين: انتخاب الرئيس قرار لبناني
اعتبرت كتلة «المستقبل» النيابية في بيان بعد اجتماعها الدوري أمس برئاسة الرئيس سعد الحريري، أنّ قدوم الأخير إلى لبنان «يُسهم من جهة أولى في استعادة وحدة قوى الرابع عشر من آذار، كما يُسهم من جهة ثانية، وبقوة، في استعادة أولوية قضية إنهاء الشغور الرئاسي».
ورأت أنّ هناك «ضرورة ملحّة لإعادة الاعتبار والاحترام لنص وروح اتفاق الطائف والميثاق الوطني، وإلى الأُسُس الدستورية التي يتمسّك بها اللبنانيون». وأكّدت «التمسّك بالدعوة المتجدّدة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري بوجوب مشاركة جميع النوّاب في جلسات مجلس النوّاب من أجل ممارسة الحق والواجب الدستوري والطبيعي لنوّاب الأمة في انتخاب رئيس الجمهورية»، مشدّدة على «ضرورة الالتزام الكامل من قِبل الجميع بالقواعد الديمقراطية البرلمانية المستندة إلى الدستور اللبناني، وبنتائج الانتخابات، ورفض منطق التعيين والتعطيل».
وحيّت الكتلة ما وصفته بـ«الجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية لإنقاذ الشعب السوري من أهوال القتل والتهجير الطائفي، ولمحاربة الإرهاب، وفرض الملاذ الآمن للمهجرين»، في إشارة إلى التدخلّ العسكري السعودي المحتمل في سورية.
زوّار
وكان الحريري استقبل في منزله بوادي أبو جميل، الرئيس ميشال سليمان، وأقام على شرفه مأدبة غداء، تمّ خلالها التطرّق إلى مختلف مواضيع الساعة، والأوضاع المحلية والإقليمية.
واعتبر الحريري في دردشة مع الإعلاميين، أنّ «أهم أمر يجب أن نعمل من أجله هو إنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جمهورية، لأنّ انتخاب الرئيس هو الأمر الوحيد الذي يجعل لبنان يستقيم».
وقال: «في لبنان لدينا نظام ديمقراطي ولعبة ديمقراطية، وهناك ثلاثة مرشّحين، وعلينا النزول جميعاً إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس، فليربح من يربح من هؤلاء ونحن سنهنّئه أيّاً كان».
ووصف الحريري المصالحة التي تمّت بين رئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بالأمر الجيّد، معتبراً أنّ «من حق جعجع الدستوري أن يرشّح من يشاء لرئاسة الجمهورية، ونحن أيضاً أحرار بترشيح من نشاء، ويجب أن تكون هناك واقعية وتوازن في البلد، وليتذكّر الجميع أنّه لم يكن هناك من يتطرّق إلى ملف الانتخابات الرئاسية قبل أن أقوم بمبادرتي».
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان يتّهم حزب الله بتعطيل الانتخابات الرئاسية، أجاب: «علينا ألّا نقول إنّ الحزب لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية، فالحزب برأيي يستمهل ويأخذ وقته».
وأشار إلى أنّ الرئيس فؤاد السنيورة هو الذي سيشارك في طاولة الحوار الوطني اليوم.
وعرض الحريري مع كل من وزراء: الصحة وائل أبو فاعور والسياحة ميشال فرعون والاتصالات بطرس حرب، الأوضاع السياسية في البلاد وتطوراتها.
زاسيبكين
كذلك استقبل الرئيس الحريري السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسيبكين، بحضور نادر الحريري ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان. بعد الاجتماع قال زاسيبكين: «نحن مسرورون جداً بوجود الرئيس الحريري في لبنان، وبحثنا اليوم في العديد من القضايا الإقليمية والدولية واللبنانية، مع التركيز على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أقرب وقت، وهذا هو الموقف المبدئي لروسيا طوال هذه الفترة، ونحن نؤكّده اليوم. كما بحثنا في بعض الأمور التي تتعلّق بالقضايا الثنائية».
وردّاً على سؤال، قال: «نحن نريد انتخاب رئيس جمهورية، ونشجّع الجهات المعنيّة والأحزاب والفئات السياسية اللبنانية على ذلك، ولكنّ هناك حدوداً معيّنة نتصرف من ضمنها، لأنّ انتخاب الرئيس شأن داخلي لبناني، وتقويمنا للوضع الآن أنّ هذا الموضوع يمكن أن يكون قراراً لبنانياً بغضّ النظر عمّا يحصل في المنطقة، أو بغضّ النظر عن نفوذ الأطراف الإقليمية والدولية، ونتمنّى أن يتمّ ذلك».
وعن موضوع ترحيل النفايات، أكّد زاسيبكين «أنّنا كسفارة خارج هذا الموضوع، ولا توجد لدينا المعلومات، لأنّه يبدو أنّ هناك شركات تعمل على هذا الموضوع».
وبحث الحريري مع سفير الأردن نبيل مصاروه، في الأوضاع المحلية والإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
كما استقبل الحريري السفير المصري محمد بدر الدين زايد، الذي اعتبر أنّ من الضروري في هذه المرحلة الإقليمية الدقيقة أن يُصار إلى الانتهاء من الشغور الرئاسي «ليتمكّن لبنان من النهوض مجدّداً».