أكد لـ«البناء» و«توب نيوز» أن لا «جنيف 3» ما لم تتوقف العمليات القتالية
حاوره سعد الله الخليل
رأى أمين عام هيئة العمل الوطني الديمقراطي محمود مرعي «أنّ مسار جنيف 3 لم يبدأ بعد»، لافتاً إلى «أنّ كلّ ما جرى في جنيف يندرج في الدور التحضيري».
وفي حوار مشترك لصحيفة «البناء» وشبكة «توب نيوز» قال مرعي: «جال المبعوث الأممي إلى سورية استيفان دي مستورا بين الفنادق والوفود، ورغم إعلانه انطلاق المباحثات إلا أننا لم نشهد أي جولة مباشرة أو غير مباشرة، وما جرى كان عبارة عن مشاورات وتبادل لوجهات النظر بين الوفود المعارضة أو الوفد الحكومي مع المبعوث الأممي». وأضاف: «إنّ انسحاب وفد الرياض دفع دي ميستورا إلى تعليق مباحثات جنيف 3 في حين أوجد لقاء ميونيخ خطوات عملية يمكن أن تشكل بداية عملية للسير بالأزمة السورية نحو الحلّ السياسي».
لا انسجام بين وفود المعارضة
ولفت مرعي إلى إشكالية وفود المعارضات والتدخل العربي والإقليمي والدولي الذي فرض وجود «ثلاثة وفود معارضة غير منسجمة، وهذه الوفود ليست متفقة على التمثيل ولا على ماذا تريد وهذا ما أظهر أنّ المشكلة في المعارضة وليست في الحكومة السورية التي بدا وفدها جاهزاً للمباحثات ومتماسكاً في المواقف في الوقت الذي عطل وفد الرياض مباحثات جنيف 3». وأضاف: «ساير دي ميستورا وفد الرياض كثيراً حتى أنه رفض استقبال المبعوث الأُممي في الموعد الذي حدّده ثم ألغى اللقاء وكان قد فرض شروطاً مُسبقة قبله لإفشال جنيف 3 وبدا أنه لا يريد حلاً سياسياً بل حسماً عسكرياً وهذا ما بدا واضحاً منذ إرسال السعودية لقواتها إلى قاعدة «إنجرليك» في تركيا، ما يشير إلى أنّ تقدم الجيش السوري في حلب كان المسبب الأساسي للقلق السعودي ـ التركي».
وحول ما أُثير عن حضور أعضاء وفد معارضة الداخل السوري بصفة مستشارين وليس مفاوضين، قال مرعي: «المفاوضات لم تنطلق بعد لنفرِّق بين مفاوض ومستشار وكلّ القوى التي حضرت جنيف التقاها دي ميستورا بشكل مباشر أو عبر مكتبه». وأضاف: «حدّد المبعوث الأممي موعداً للقاء وفد معارضة الداخل عبر مديرة مكتبه خولة مطر وأُلغي الموعد إرضاء لوفد الرياض الطفل المدلل للأمم المتحدة والدول الداعمة، ما دفعنا إلى عقد مؤتمر صحافي في الفندق لشرح ضرورة تمثيل معارضة الداخل وأخرجنا الصوت الداخلي للمعارضة في جنيف لفضح القوى التي كانت تريد أن تحصر التمثيل بوفد الرياض كما جنيف 2 لكنها فشلت».
وأشار مرعي إلى «أنّ وفد الرياض أضاف إلى عناصره السياسيين قادة لجهتين عسكريتين «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» وهما مُدرجتان على لائحة الإرهاب العالمي، لذلك فإنّ وصول محمد علوش إلى جنيف يطرح تساؤلات كثيرة».
حجاب ووفد الرياض يبيعون الوهم
أما بالنسبة إلى ما طرحه رياض حجاب في مؤتمر ميونخ الثاني والخمسين حيث طالب «بإخراج المقاتلين الأجانب ووقف روسيا وإيران عملياتهما في سورية وإطلاق عملية تحول سياسي بهيئة حكم انتقالية لا مكان فيها للرئيس بشار الأسد»، قال مرعي: «وفد الرياض ما زال يطرح وهماً لم يعد موجوداً في أدبيات فيننا ولا في قرار مجلس الأمن 2254 ولا في بيانات فيينا وميونيخ، التي أجمعت على أنّ سورية دولة علمانية ويحقّ للرئيس بشار الأسد أن يشارك في الانتخابات، في إطار العملية السياسية». وأكد أنّ وفد الرياض ورياض حجاب «يبيعون الشعب السوري وهماً وليس لديهم إلا بيع الوهم».
وحول تصريحات وزير الحرب «الإسرائيلي» موشي يعلون من ميونيخ قبل اجتماعه إلى نظرائه الأوروبيين وملك الأردن عبد الله بضرورة تقسيم سورية وفق معايير طائفية ومذهبية، أكد مرعي «أنّ الكيان الصهيوني ليس الوحيد الذي يريد تقسيم سورية وفق أسس طائفية بل هناك أيضاً دول إقليمية وعالمية تريد تفتيت بنية الدولة السورية طائفياً ومذهبياً». وقال: «إنّ وفد المعارضة الوطنية في جنيف أصرّ على وحدة الشعب السوري أرضاً وشعباً كمسلّمة من المسلّمات التي لا يجوز المساس بها. من يريد تقسيم سورية هو مجرم بحقّها كما وبنية الجيش السوري لا يمكن المساس بها. نحن نريد أن نحافظ على بلادنا واحدة موحّدة وأنّ نقف جميعاً، موالاة ومعارضة، ضدّ تقسيمها وتفتيتها، فمؤامرة تقسيم سورية واضحة».
مشاركة الأكراد حقّ ومسلّم الأفضل تمثيلاً
وأشار مرعي «أنّ إشكالية تشكيل الوفد المعارض لم تحلّ بعد»، مطالباً بأنّ يكون هناك وفدان نظراً للخلاف في الأفكار والطروحات حول مستقبل سورية بين مكونات المعارضة». وقال: «وفد الرياض لا مشكلة لديه بأن تُقسَّم أو تُدمَّر سورية ويصرِّح تصريحات لا تخدم الشعب السوري، فيما يقدم وفد موسكو طروحات جيدة، لكنّ انسحاب هيثم مناع، لعدم مشاركة المكون الكردي، خلق إشكالية ويجب عدم إقصاء المعارضة الداخلية وهي الأقدر على فهم طبيعة الشعب السوري ومشاكله وطموحاته».
ورأى «أنّ المعضلة الكردية تُحلّ بتمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي بقيادة صالح مسلم»، لافتاً إلى أنّ تركيا تمنع ذلك لأنها تخشى الحزب كونه امتداد لحزب العمال الكردستاني بقيادة عبد الله أوجلان، لكنّ هذا لا ينفي تواجده القوي على الأرض السورية».
ولفت إلى لقاء وفد معارضة الداخل مع نائب وزير خارجية الروسي غينادي غاتيلوف في جنيف وتأكيده أنّ قرار 2254 واضح بوجوب تمثيل المعارضة الداخلية تمثيلاً حقيقياً والمكون الكردي أيضاً، مشيراً إلى «أنّ الاعتراض التركي والتهديد بالانسحاب حال دون ذلك». وأضاف: «من ميونيخ وضعت الولايات المتحدة وروسيا أسساً جديدة لبدء العمل السياسي منها وقف إطلاق النار وبدء العمليات القتالية، وقد وُضعت الخطوات العملية». وأعرب مرعي عن اعتقاده بأنّ العمليات القتالية «قد تتوقف في بعض الأماكن في الجغرافية السورية مستثنية وقف الإطلاق النار في الأماكن التي تتواجد فيها جبهة النصرة وداعش، لكنها تحتاج إلى وقت، وإلى وساطة أُممية وجهود روسية وترتيبات»، مشيراً إلى «أنّ وقف العمليات القتالية في مناطق معينة يمكن أن يبدأ فقط في ريف دمشق أو محافظة درعا لكن في حلب والرقة وإدلب هناك صعوبة كبيرة لتداخل داعش والنصرة والدعم التركي السعودي لبعض الفصائل، خاصة أنّ تركيا والسعودية هما القوتان الفاعلتان لما لهما من تأثيرات على بعض الفصائل وتنظيم داعش له تأثير في دير الزور والرقة وهناك مساحة جغرافية معينة يمكن أن تكون خارج وقف العمليات، ما يعني أنّ المنطقة تتجه نحو المزيد من التصعيد الميداني خلال أسبوع».
ورداً على سؤال عن ردود الفعل السورية الروسية المتوقعة، أجاب مرعي: «الجيش السوري والقوة الجوية الروسية هدّدا بقصف تركيا إن حصل تدخل بري عسكري سعودي ـ تركي، ما يعني أنه ستكون هناك حرب عالمية ثالثة وهو ما لن تسمح به أي من القوى العالمية وما نشهده من تدخل تركي هو مجرد الحصير للتفاوض على صفيح ساخن في منطقة متوترة وربما نشهد تصعيداً كبيراً خلال الأيام المقبلة من دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة».
لا مغامرات أميركية قبل الانتخابات
وحول الموقف الأميركي ممّا يجري من تطورات، أوضح مرعي «أنّ واشنطن تستطيع أن توكل مهمّات الملف السوري للسعودية وتركيا من دون أن تتدخل في سورية، بحسب ما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري لوفد الرياض: «لن نحارب من أجل أحد في سورية إلا أنّ ذلك لا يعني بالمطلق السماح لها باقتراف حماقات تورط واشنطن». وأضاف: «واشنطن على أبواب الانتخابات وأي خلل عسكري ضدّ أميركا يمكن أن يؤدي إلى تفوق حزب على آخر لذلك لن يغامر الرئيس باراك أوباما ويورط الجيش لضمان فوز حزبه في الانتخابات المقبلة».
وختم مرعي مشدّداً على «أنّ الحلّ السياسي هو الذي سيخرج سورية من أزمتها والتصعيد العسكري قد يفاقم الأمور ويعقدها أكثر رغم أنه يخدم الأميركيين و«إسرائيل»، لذلك تسعى السعودية وتركيا إلى إطالة أمد الأزمة وكله يصبّ بالنتيجة في خدمة العدو الصهيوني».
وقال: «إن لم تتوقف العمليات القتالية خلال عشرة أيام لا يوجد جنيف 3 وتدخل سورية في مرحلة رفع مستويات».
http://topnews-nasserkandil.com/final/radio.php
وعبر البث المباشر لتوب نيوز عبر اليوتيوب
https://www.youtube.com/watch?v=hFeke5rGLew