مكتبة «البناء»
«الدم السوري بين الوازع والرادع» بحث تطبيقي عالج فيه الدكتور علي الشعيبي مختلف جوانب الأزمة التي ألمت بسورية منذ بدئها حتى اليوم، معتمداً منهجاً صحيحاً وأسساً تطبيقية، وخالصاً إلى نتيجة أن منظومة الوازع والرادع لا يمكن أن تقوم بها الدولة وحدها. فلا بد من دور كبير للمجتمع الأهلي يساعد في نجاح هذه المنظومة عبر خطط مشتركة بين الدولة ومجتمعاتها للوصول إلى أهداف البناء المطلوبة. ويوضح الدكتور علي الشعيبي أن هذا البحث يتناول المؤامرة الكبرى على سورية وكشف حقيقة ما يحصل وكيف ولماذا وما الدوافع وما النتائج التي يريدون الوصول إليها من خلال استهدافهم سورية، وما دور الوازع والرادع في ما جرى وفي عودة الأمن والأمان من جديد، وما دورهما في النهضة السورية المرتقبة بعد انتهاء الحرب الكونية عليها؟
يفسّر الشعيبي كلمة الوازع والرادع ليكون القارئ على بينة من الدوافع وراء الهجمة الكونية على سورية، وماهية المؤامرة، والجهلة الذين تلقّفوا أسسها، كاشفاً شيئاً من جرائمهم والرأي الشرعي من مسألة القتل والتدمير والنهب والسلب الذي مارسه هؤلاء الجهلة، إضافة إلى بيان مقاصد الشريعة من تحريم الدماء ووجوب المحافظة عليها.
يعرّي الشعيبي في كتابه التكفيريين، مشيراً إلى دور الوازع والرادع في محو ذاكرة السوء والشر من ذهنية الأطفال والشباب الصغار الذين تشوهت صورة الدين وصورة الإنسانية والمواطنة والحياة الصحيحة لديهم كي تكون شخصياتهم سوية ويكونوا أصحاء نفسياً وقادرين على متابعة حياة سليمة.
يوضح الشعيبي في بحثه أن مراكز البحوث والدراسات الصهيونية الأميركية بعد العدوان على لبنان عام 2006 خرجت بخلاصة علمية سياسية عسكرية انتهت إلى نتيجة مفادها أن الجيل المؤسس لـ«إسرائيل» والجيلين اللذين جاءا بعده انتهوا، وأن الأجيال «الإسرائيلية» المعاصرة خسرت المعركة أمام المقاومة الوطنية اللبنانية وأن زمن انتصارات «إسرائيل» على المقاومة العربية انتهى، فلا بد من تبني مشروع براند رسل الصهيوني الأميركي القديم بإعادة تقسيم البلاد العربية مرة أخرى.
يبيّن الشعيبي في كتابه أن الدراسات الصهيونية والأميركية ارتأت اعتماد الحرب بالوكالة، إذ تشن على سورية حرباً باسم «معارضة» ومطالب ثم إثارة فتنة وتسلل إرهابيين من عدد كبير من الدول، معتقدين أنهم سيصلون إلى أهدافهم خلال أشهر معدودة. وفشلت هذه المخططات بفضل صمود الجيش العربي السوري والتفاف الشعب حول قيادته.
يشدّد الشعيبي على أهمية كشف من ساهم في سفك الدم السوري، مستعرضاً همجية الأتراك في العصرين القديم والحديث ودورهم إلى جانب الكيان الصهيوني وأميركا، مؤكداً ضرورة الاعتماد على تنشيط دور العلماء والكتاب في الردع الفكري من خلال كشف الفكر الوهابي الدموي وفضحه والرد على التكفيريين ونبش ماضيهم الأسود.
صدر الكتاب في منشورات «دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع» في 227 صفحة قطعاً وسطاً.
رواية «إذا سورية سألت» للميس بلال
تقدم الأديبة لميس بلال في روايتها الثانية «إذا سورية سألت» محورين، أولهما سياسي، والثاني أسطوري تخييلي، إضافة إلى قصة معاصرة لفتاة وحيدة في المجتمع تحاول بناء حياتها مثلما ترغب وتبحث عن الحب بشكله الفطري من دون مصالح أو غايات فحسب، لأجل العطاء والبقاء والاستمرار.
تقول الكاتبة الشابة إنها لم تخرج في هذه الرواية على محور الأنوثة المقدسة التي تطابق في نظرها السلام والأمومة والاستقرار والطفولة، وتنحرف بشدة عما يعرف هذه الأيام بالأنوثة المكافئة لرغبات الرجال وما أرادوه لها بعد استلاب إرادتها ووعيها وفتح مسارات وحيدة لعيشها على هواهم وبما يوافق مصالحهم الغريزية والفكرية. ولا تهدف في كتاباتها إلى أن تحشد حقداً نسوياً ضد الرجل المستبد، مثلما غلب على كتابات النساء منذ القرن الماضي، بل على العكس تحاول أن تقدم صورة جديدة لرجل وامرأة متكافئين متعادلين ندين يحضّ كل منهما الآخر على ابتكار عوالم جديدة أو استعادة عوالم بدائية كانت سعيدة لخلوّها من الظلم والتعدي واستخدام القوة.
في رواية «إذا سورية سألت» تناقش بلال الحوادث الراهنة في سورية من خلال نقل صورة تسجيلية مبسطة جداً لحياة الناس خلال الأزمة، محاولة أن تربط ما يحدث بأصل المشكلة، كفقدان الروح واستعلاء المادة وإلغاء القيم المتوارثة من دون استبدالها بما ينوب عنها. وتربط كل شيء بما تعرضت له الأنثى مذ أزيلت من الكتب القديمة بفعل فاعل، كما في أسطورة ليليث. وتوضح الكاتبة أن ليليث هي أسطورة المرأة التي خلقت من تراب مثلما خلق آدم، لتكون له رفيقةً وسنداً لإنشاء الكون، ثم خرجت على أوامره فاستعطف ربه أن يهبه رفيقة أخرى لها شكل ليليث نفسه، لكنها لا تتمرد. وكانت حواء من ضلعه تابعةً له ورفيقة تنفذ أوامره ولا تخرج على سلطته. خرجت حواء من الجنة وفق الأسطورة وتبعها آدم ليعمرا الأرض ويملأاها بالحياة، مشيرة إلى أننا نستطيع أن نرى هذه الأسطورة مثلما هي في جميع الكتب، باستثناء ليليث التي جندت بعض الأقلام في الماضي لتشويه صورتها الرمزية وتحويلها إلى مسخ أو شيطان جالب للشر، أو أفعى، ثم أزيلت تماما.
ترى بلال أن روايتها لم تنل الاهتمام الذي تستحقه، وهذا متوقع في بلادنا إذ تقع مسؤولية الطباعة والنشر والتوزيع والترويج على عاتق الكاتب نفسه، لافتة إلى أن نسخ الرواية التي طبعتها مكدسة عندها في البيت ولا مكان ترسل المهتمين إليه ليحصلوا عليها، مشيرة إلى أنها تبحث عن مشروع فكري جديد لتحمله روايتها القادمة.
«ديمقراطية الكربون:السلطة السياسيّة في عصر النفط»
صدرت حديثًا لدى «القومي للترجمة»، النسخة العربية من كتاب «ديمقراطية الكربون: السلطة السياسية فى عصر النفط»، تأليف تيموثي ميتشل، ترجمة بشير السباعي وشريف يونس.
يشير الكتاب 427 صفحة ، إلى أن أساس الديمقراطية الحديثة على مدار القرن الماضي تربط دول الشرق الأوسط المنتجة للنفط بديمقراطيات الغرب الصناعي، ويذهب المؤلف إلى أن ديمقراطية الكربون فى الغرب قامت على فرضية أن النفط غير المحدود سوف ينتج نمواً اقتصادياً لا نهاية له، ويخلص إلى أن هذا النموذج لا يمكنه أن يصمد لنفاد الوقود أولاً، ثم للتغير المناخي المرتبط بوجوده.
يرى المؤلف أنه في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، نوقش على نطاق واسع أن أهم السمات المميزة للشرق الأوسط افتقاره إلى الديمقراطية، إذ رأى كثر أن لافتقار الشرق الأوسط إلى الديمقراطية صلة ما بالنفط، فالبلدان التي تعتمد على موارد بترولية للحصول على قسم كبير من إيرادتها تميل إلى أن تكون أقل ديمقراطية، والدليل على ذلك موجة الانتفاضات التى انتشرت فى العالم العربى فى 2011، إذ أكدت هذه الصلة بين الإيرادات الكبيرة من النفط وصعوبة المطالبة بحياة أكثر ديمقراطية ومساواة، فالحقيقة التى يوردها الكتاب هي أنه كلما كان إنتاج النفط أقل وأسرع في الهبوط، نمت النضالات لأجل الديمقراطية أسرع، فتونس ومصر، حيث بدأت الاتنتفاضات، واليمن حيث انتشرت الانتفاضات سريعاً من أصغر الدول المنتجة للنفط في المنطقة.
يتحدث الكاتب عما أسماه «لعنة النفط»، وهو في ذلك لا يتعرض لطبيعة النفط وتركيبه وكيفية إنتاجه وتوزيعه واستخدامه، ولا يناقش النفط بل المال النفطى، أي بعد تحول البترول إلى دخل حكومي وثروة خاصة. والأسباب التي يقدمها المؤلف حول خصائص النفط المعادية للديمقراطية تركز على الدخل الفائض، إذ يعطي الحكومات الموارد اللازمة لكبت الانشقاقات أو لشراء التأييد السياسي أو لتخفيف الضغوط المطالبة بتقسيم للثروة أكثر عدلاً، باللجوء إلى صرف إعانات للجمهور ودعم للسلع والخدمات. وبحسب المؤلف، فإن محور المناقشات المتعلقة بالشرق الأوسط داخل الولايات المتحدة مرتبطة بكيفية صنع أنواع جديدة من المواطن، ففى المناقشات حول الإصلاح الاقتصادي أو الإسلام السياسي أو انتشار المعاداة للولايات المتحدة الأميركية، تجد الولايات المتحدة نفسها مهتمة بكيفية إنتاج نوع جديد من الفاعل السياسي، وبكيفية تشكيل جماعة من المواطنين ترفض إباحة السلطوية، وكيفية التعليم أو التدريب المطلوب الذي يولد أشكال اقتصاد قائمة على فاعلين يتصرفون وفقاً لمصلحة الدولة وليس وفقاً للفساد والمحسوبية، وأيضاً كيف تنتج أشكال سياسية قائمة على الثقة المتبادلة واحترام الخصوم وليس على الريبة والقمع.
المؤلف تيموثي ميتشل أستاذ في جامعة كولومبيا، من مؤلفاته، «استعمار مصر»، و«مصر في الخطاب الأميركى» و«الديمقرلطية والدولة في العالم العربي»، إلى دراستين حول التراث والحداثة.
«27 يومًا: كيف أسقط المصريّون الإخوان» لمصطفى شحاتة
بين 30 حزيران و26 تموز من عام 2013، 27 يومًا شهدت الكثير من الحوادث المهمة التى صنعت حاضر مصر وتؤثر كبيراً في مستقبلها. وقبل أن ينسى المصريون تفاصيل تلك الأيام والحوادث المتلاحقة التي شهدتها، صدر لدى «دار المصري للنشر والتوزيع» كتاب «27 يومًا: كيف أسقط المصريون الإخوان»، للصحافي مصطفى شحاتة.
يرصد الكتاب كواليس ما حصل في تلك الفترة، مفنداً التفاصيل التي ربما غابت عن المتابعين بسبب تدافع الوقائع، ويحلل تلك الحوادث وأبطالها من الشخصيات التي كان لها دور بشكل أو بآخر في العملية السياسية أو في تغيير مجريات الأمور. ويرصد مشاعر المصريين فى تلك الفترة لحظة بلحظة، بدءًا من الرابعة عصر يوم الثلاثين من حزيران، وكيف كان يتغير ميزان القوة بين ساعة وأخرى، حتى وصلنا إلى خلع محمد مرسي، لتبدأ فترة جديدة مليئة أيضًا بالحوادث التي جعلت من مصر مسرحًا سياسيًا العيون كلّها تلاحقه.
الصحافي الكبير إبراهيم عيسى، وضع مقدمة الكتاب ومما جاء فيها: «مهمة هذه اليوميات هي إنقاذ الذاكرة. الذاكرة في مصر تخون أبناءها، والمصريون لم يتوقفوا يومًا عن خيانة ذاكرتهم. حين لا تتذكر تنسى. وحين تنسى تجهل، فيتبدد كل شيء». مَهمَّة هذه اليوميات هي تقديم الصورة الكاملة. إحدى مشاكل هذه الحوادث أنك بطل فيها، أحد صُنَّاعها، يوم غَضِبتَ ويوم نَزَلتَ، ويوم ثُرْتَ، ويوم وَقَفتَ في الميدان، ويوم أَحَطْتَ بالاتحادية، ويوم رَفَعتَ لافتةً… وفي ذلك كلّه كنتَ جزءًا من كُلٍّ، وكنتَ زاويةً منصورة، وكنت خطًّا من لوحة. مَهَمَّة هذا الكتاب أن يقدِّم بقية الكل والزوايا والخيوط».
صدر لمصطفى شحاتة، «نهارك حسب الظروف» 2011 ، و»كتاب الفلول» 2012 في طبعتين.