إعلان الرياض عدم تحديد موعد زيارة الملك السعودي إلى روسيا
حميدي العبدالله
أعلنت موسكو في وقت سابق أنّ الملك السعودي سوف يقوم بزيارة إلى روسيا في شهر آذار المقبل ويعقد قمة مع الرئيس الروسي. ولكن وبشكل مفاجئ أعلن وزير خارجية المملكة العربية السعودية، أنّ موعد الزيارة لم يتحدّد بعد.
لا شك أنّ إعلان موسكو عن الموعد التقريبي للزيارة كان في ضوء مشاورات مع حكومة المملكة العربية السعودية المعنية بترتيب موعد وجدول أعمال الزيارة، ومن الصعب على موسكو الانفراد حتى بتحديد موعد تقريبي لعقد القمة لو لم يكن هناك اتفاق مبدئي على ذلك. هذا يعني أنّ شيئاً ما قد حدث وهو الذي دفع وزير خارجية السعودية للإعلان عن عدم تحديد موعد. والإعلان عن عدم تحديد موعد محدّد يعني أنّ الزيارة قد تتمّ في الوقت الذي أشارت إليه موسكو وقد لا تتمّ في هذا الموعد، وقد يتمّ إلغاؤها أو تأجيلها إلى وقت طويل، وكلّ شيء مرتبط بما يطرأ على العلاقات الروسية السعودية.
الأرجح أنّ ما دفع وزير خارجية تركيا إلى الإعلان عن عدم تحديد موعد زيارة الملك السعودي إلى موسكو هو حدوث تطورات عكّرت صفو العلاقات بين البلدين، واستدعت المزيد من التشاور. في هذا السياق يمكن التكهّن بماهية هذين الحدثين: الحدث الأول، استمرار اتهام السعودية وإعلامها لروسيا باستهداف طائراتها للمدنيّين في سورية، ومعروف أنّ روسيا قد ردّت على هذه الاتهامات بطلب طرح قضية الانتهاكات السعودية في اليمن على مجلس الأمن، ومن الطبيعي أن يؤدّي ذلك إلى إثارة غضب السعودية، وبالتالي فإنّ إعلان الرياض عدم تحديد موعد لزيارة الملك إلى موسكو هدفه عرض مقايضة مع الحكومة الروسية مفادها أنه مقابل تراجع روسيا عن عرض قضية اليمن يتمّ الالتزام بالموعد الذي حدّد سابقاً لزيارة الملك، وإذا لم تلتزم موسكو بذلك فإنّ الزيارة لن تتمّ في موعدها وقد يتمّ الإعلان عن إلغائها.
الحدث الثاني، هو الحديث السعودي عن تدخل بري في سورية، ومعروف أنّ روسيا وعلى لسان كبار المسؤولين فيها أعلنت معارضتها لمثل هذا الدخول، وأعلنت أنّ ذلك سوف يعني إطالة أمد الحرب وتوسيع نطاقها.
هذان الحدثان هما اللذان أثرا على العلاقات السعودية الروسية، وهما اللذان قد يؤدّيان إلى إلغاء زيارة الملك وليس فقط عدم الالتزام بالموعد الذي حدّدته موسكو.