عدوان «الجرف الصامد»
نعيم إبراهيم
«الجرف الصامد» عدوان صهيونيّ جديد بدأ ضدّ غزة ولن ينتهي في الأيام القريبة المقبلة، وهو آخر ما تفتقت عنه الذهنية الصهيونية على لسان وزير الحرب موشيه يعلون.
السؤال الآن، كما في كلّ زمان من عمر الصراع العربي الصهيوني: متى توقّف العدوان الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني وضدّ الأمّة؟ أليس بقاء كيان الاحتلال حتى هذه اللحظة العربية الحرجة، عدواناً بكلّ ما للكلمة من معنى؟
65 عاماً على النكبة الكارثة بفعل الجريمة الدولية الكبرى لم يتوقف العدوان الصهيوني خلالها لحظة واحدة قتلاً وتدميراً وتشريداً وسرقة في حق الأرض والإنسان في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
إذن العدوان مستمرّ وبوتيرة متصاعدة نتيجة «بركات» «الفوضى الخلاقة» و»الشرق الأوسط الجديد» أو «الكبير». لا تهمّ التسميات طالما أنها تقود إلى نتيجة واحدة هي موت العرب العربي الجيد هو العربي الميت برؤية وفكر وايديولوجية وقناعة بني صهيون وأربابهم وأذنابهم في المنطقة والعالم. ومع ذلك يحدثونك دوماً عن السلام والاخضرار في كلّ محطة من محطات العدوان والاحتراب والفتنة التي أيقظوها اليوم بعد نوم ملّه الصهاينة وحلفاؤهم.
المحطة الراهنة من العدوان لا تختلف عن سابقاتها لناحية الأسباب والعوامل والنتائج، وكلّها تلوكها الألسن، عربية كانت أو أعجمية، عبر الأبواق المرئية والمسموعة والمقروءة جهاراً نهاراً، مترافقة مع حديث المونديال وحروب بني قحطان وعدنان الربيع العربي .
في غزة اليوم، كما في الضفة الغربية وعموم فلسطين التاريخية، يدفع الفلسطيني الثمن من دمه وألمه وعرقه، من ماضيه وحاضره ومستقبله، من كونه كائناً إنساناً متعقلاً يأبى الاستكانة أمام الظلم والعدوان.
حكومة بنيامين نتنياهو الصهيونية تبتغي من هذا العدوان جباية ثمن غال جداً من الشعب الفلسطيني الذي رفض ولا يزال الاحتلال، والمساومة معه على مقاومته وصموده في وطنه وشتاته، وعدم تنازله عن هدف تحرير أرضه وإنسانه.
رفض الشعب الفلسطيني جميع تكتيكات السلام المزعوم مع العدو الصهيوني قبل وبعد اتفاقات أوسلو التي هزمت غصن الزيتون الرسمي الفلسطيني وما هزمت البندقية الفلسطينية غير المأجورة للبترودولار وللاحتراب الفلسطيني الفلسطيني أو الفلسطيني العربي أو العربي العربي.
لهذا السبب تحديداً كانت الجولة الجديدة من العدوان الصهيوني والثمن الفلسطيني المبتغى، وما تبقى تفاصيل ترسم على مقاسات المرحلة… وما مقتل المستوطنين الصهاينة الثلاثة إلاّ ذريعة وكفى.
أدرك الاحتلال الصهيوني أنّ الشعب الفلسطيني بات يملك المبادرة أكثر من ذي قبل، رغم الحريق العربي المشتعل اليوم المُراد منه انتشال الكيان الصهيوني من حفرة الموت المحتوم التي حفرتها المقاومة العربية، وفي مقدمها تلك رأسها المسلحة، بدعم من شرفاء الأمة والعالم، الممتدّة جذورهم من سورية حتى الصين.
لذا كان العدوان الصهيوني الجديد على غزة والقدس والضفة، وما عدا ذلك لغو وكذب وتدجيل واهتراء للعقل والقيم النضالية والإنسانية… والذين يخالفون هذا الرأي أقول لهم: هاتوا برهانكم!
كاتب وإعلامي ـ دمشق