أردوغان… وعشّ الدبابير الكردي
نظام مارديني
ليس غريباً أن يتزامن التفجير الدموي الذي ضرب ساحة «كيزيلاي» في وسط أنقرة مع التصريحات التركية التي تدعو تارة إلى تدخل بري، بحجة منع قوات الحماية الشعبية الكفار من التقدم نحو «اعزاز»، وتارة تدعو إلى إقامة منطقة حظر جوي، مشفوعة بتأييد الحجة الألمانية لأنجيلا ميركل. ولكن الغريب هو أن تتوجه أصابع الاتهام إلى دمشق وحزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية بالمسؤولية عن التفجير، في حين تبين أن من قام بهذا التفجير هو انتحاري «النصرة» صالح نجار، وهو ليس من سكان عامودة، كما أدّعى أوغلو.
هو هو جنون العظمة الأردوغاني المستمر منذ بدء انتصارات الجيش السوري قبل أكثر من شهر في ريفَي اللاذقية وحلب، وهو جنون يختلف عن جنون حكام آل سعود وإن تقاطعوا في عناوين الحمى السورية التي أصابتهم… هو جنون مَن يلاحق أنصار الـ Bkk في كل بيت ودار وزنقة.
وداء العظمة مصطلح تأريخي، وهو حالة مرضية ذهانية، ترقى أحياناً كثيرة إلى مرض عقلي يتقمّص «البارانويا» وهو كاعتقاد جازم بفكرة خاطئة عندما يقع المرء في شراك وهم غير حقيقي بأنهُ شخصٌ عظيم ومهم للغاية، كحالة أردوغان الذي أدعى بأنّه «البطل المخلص»، رغم أنه تتجمع فيه جينات العرقية والأسلمة السياسية والطائفية، ولا بد من التذكير هنا بواحدة من خطاباته «مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا، وهذا الجيش المقدّس يحرس ديننا».
يعيش أردوغان حالة معقدة وغامضة ما بين النشوة بالأخونة حتى تجسيد دور السلطان المقدس، الذي يسعى لتعيين نفسه «أباً للشعب»، وقد جاء هذا الموقف الأول خلال الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية التركية، حينما دشّن قصره الرئاسي الجديد في أنقرة، الذي تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع وكلفته أكثر من 600 مليون دولار، ما أثار ولا يزال، الكثير من الجدل في تركيا. حتى أن موقع صديقه الصهيوني «والا» تساءل عما إذا كان أردوغان مصاباً «بنوبة جنون العظمة العثمانية».
بات يقيناً أن استمرار جنون أردوغان على هذا النمط سيدفع تركيا إلى مأزق تاريخي إقليمياً، وهذا ما سيحتم على الشعب التركي وضع حد لهذا الطاغية الذي يسير بتركيا والدول المجاورة إلى حافة الانفجار وهو قادر على ذلك إذا تحمل مسؤوليته، كما تحملها في وجه رئيس الوزراء عدنان مندريس الذي أطلق جنون الإسلام السياسي في الخمسينيات من القرن الماضي ما كلّفه عنقه على حبل المشنقة.
فهل يدفع الغرب وواشنطن، أنقرة إلى التورط والمغامرة لتكون «كبش الفداء»؟ أم أن السؤال الذي سيبقى يتردّد هو إلى أين سيسير مجنون تركيا؟
من دون شك، يسير أردوغان نحو عشّ الدبابير الكردي! ..فمرحى به وبِئسَ المصير!