فياض لـ«أل بي سي»: المعركة في فلسطين المحتلة قد تقلب الموازين
رأى الكاتب حبيب فياض في حواره ضمن برنامج نهاركم سعيد: «أن المعركة في فلسطين المحتلة اليوم قد تؤدي إلى قلب الموازين بين الجانبين الفلسطيني و»الإسرائيلي» إذا أخذنا في الاعتبار التطور النوعي لدى المقاومة خصوصاً أن الأراضي المحتلة كافة تحت مرمى المقاومة»، وأضاف أنها قد لا تؤدي إلى تحولات كبيرة ولكن ستؤدي إلى تحول نوعي وسنصل في لحظة معينة يتم فيها وضع «إسرائيل» على سكة الانهيار، لأن «الإسرائيلي» ليس لديه القدرة على تحمل توازن الرعب وقدرة المقاومة على التدمير».
وتابع فياض: «إن المقاومة يمكن أن تشل حركة العدو لا أن تمتلك القدرات العسكرية نفسها»، مضيفاً أن «من نتائج عمليات المقاومة الحالية أن حكومة نتنياهو استنفذت 120 مليون دولار للتعويض عن خسائر الحرب، فكل جندي «إسرائيلي» يكلف 160 دولاراً يومياً إضافة إلى الهجرة العكسية لليهود». وأشار إلى «أن هذه المعركة أوصلت رسالة «للإسرائيليين» انه «لم يعد هناك مكان آمن لليهود».
وقال فياض: «لا يستبعد أن تمتلك حماس طائرات إيرانية من دون طيار في غزة ولكن طائرة أبابيل A1B على الأرجح أنها تصنيع محلي». وأضاف: «أن حماس استطاعت تحقيق إنجازات تاريخية من خلال صد العدوان على غزة، فسابقاً كانت «إسرائيل» تستغل السياسية لتحقيق مكتسبات ميدانية على الأرض، أما اليوم فالعكس هو الجاري. فمن خلال الوساطة المصرية تسعى «إسرائيل» إلى التهدئة». وأوضح أن هذه المرة الأولى منذ 40 عاماً التي تستهدف فيها الأراضي الفلسطينية المحتلة بالكامل من قبل المقاومة فلا يوجد خطوط حمر في المعركة».
وأشار الكاتب إلى أن «شروط حماس الخمسة لوقف إطلاق النار ذات سقف عال جداً لأنها في موقع القوة، وأي مراقب حالياً يمكن أن يسأل ما هي الخيارات المتاحة أمام حكومة نتنياهو للتعامل مع الأزمة الحالية؟ ويصل إلى نتيجة أن الخيار الوحيد المتاح هو التحرك دولياً وإقليمياً للضغط على حركة حماس للقبول بوقف إطلاق النار وبالتالي الخيارات سياسية وليست ميدانية»، مضيفاً أن «ما يجري في غزة هو امتداد لمعركة تموز 2006».
وعن دور كل من السعودية ومصر وتركيا وقطر، قال: «إن هذه الدول تلتقي في المسألة السورية فقط، وما يجعل الأتراك والقطريين يضغطون على حماس أن واحدة من نتائج العدوان على غزة غيرت المشهد الأول في المنطقة إعلامياً إضافة إلى المقاربة النفسية لدى الشعوب العربية».
وعن الوضع اللبناني قال فياض: «قبل أحداث العراق الأخيرة كان القول إن لبنان ينتظر تسوية كبرى في المنطقة بين إيران والسعودية أما بعد العراق فهناك العديد من الخطوات إذ أن الوضع الإقليمي لن يشهد انفراجاً في المدى المنظور»، موضحاً: «أن التوافق الخارجي شرط لازم لإنجاز الحل في وضع لبنان، ولكن اتفاق اللبنانيين بين بعضهم هو شرط أساسي لحل الأزمة». وأشار إلى أن «الرئيس بري اللبارحة كان يتحدث بطريقة سوداوية لم يتحدث بها من قبل، إذن لا يوجد أمل بانتخاب رئيس للجمهورية أو إجراء انتخابات نيابية».
وقال فياض: «السعودية لم تدعم عون للرئاسة لسببين. الأول، أن الحوار بين تيار المستقبل والتيار العوني لم ينطلق من نيات سليمة تعمل على إيصال عون إلى الرئاسة بدليل أن الحوار وصل إلى طريق مسدودة. والثاني، السعودية لا تريد أن تقدم تنازلات على مستوى الساحة اللبنانية من دون أن تقبض الثمن».
وعن الظواهر السلفية في المنطقة رأى فياض: «أن هناك عوامل عديدة لظهور السلفيين منها الأنظمة القمعية والتخلف والجهل والتشدد الديني والتدخل الخارجي في المنطقة، ما أدى إلى تكوين عقل سلفي يفهم النص الديني بطريقة حرفية بعيداً من الاجتهاد».