بغداد: تحرير قضاء هيت بات قريباً جداً

بدأت القوات العراقية بالانتشار في حزام اللاين الفاصل بين محافظتي الأنبار وصلاح الدين لتأمين المنطقة من هجمات «داعش» انطلاقاً من منخفض الثرثار واستعداداً لما بعد اللاين.

وكان «داعش» الإرهابي هاجم منطقة الكيلو 35 في مدينة الرمادي مركز محافطة الأنبار العراقية إلا أن هجومه باء بالفشل، وقتل أكثر من 18 من عناصره وقطعت القوات العراقية خطوط إمداد التنظيم بين مدينة الفلوجة وقضاء هيت في محافظة الأنبار غرب البلاد. وأفادت مصادر عسكرية بأن عملية تحرير قضاء هيت باتت قريبة جداً.

وفي الرمادي وعلى غربها شن السلاح الجوي العراقي غارة استهدفت مركزاً لإرهابيي «داعش» داخل إحدى المزارع في حي البكر، أسفرت عن مقتل 30 منهم وتدمير 8 سيارات تابعة لهم، بينها 3 مفخخة.

وفي الصقلاوية شمال الفلوجة، قصفت الوحدات الصاروخية لقوات الحشد الشعبي تجمعاً لـ «داعش» بعشرة صواريخ «غراد» أدت الى مقتل العديد من إرهابيي التنظيم.

وفي سياق متصل، قطعت القوات العراقية المشتركة خطوط إمداد «داعش» الإرهابي بين مدينتي الفلوجة وهيت في محافظة الأنبار.

وذكرت مصادر عسكرية أن القوات العراقية نفذت عملية انتهت بالسيطرة على الطريق السريع شمال منطقة الحامضية التي كان «داعش» يستخدمه لنقل إمداداتها العسكرية بين الفلوجة وهيت.

وفي ما يخص عملية تحرير قضاء هيت أفادت مصادر عسكرية بأن عملية تحرير القضاء باتت قريبة جداً، وأشارت الى أن القوات الأمنية العراقية تحاول فتح ممرات آمنة في القضاء لخروج العوائل الى مناطق أخرى تحت سيطرتها قبل البدء بالعملية العسكرية.

وعلى خلفية معلومات استخباراتية شن الطيران العراقي غارة على معقل «داعش» في قضاء الرطبة في أقصى غربي العراق، ما أسفر عن مقتل قيادي مع 19 آخرين معظمهم من الجنسية الروسية.

وفي السياق، أعلن قائممقام المدير الإداري مدينة الفلوجة سعدون الشعلان عن سيطرة عشائر عراقية على شمال وجنوب المدينة، بعد معارك ضارية خاضتها ضد تنظيم «داعش».

وقال الشعلان لـ «السومرية نيوز» أمس، إن «قبيلة الجميلة ومعها العديد من العشائر تقود معارك ضارية ضد تنظيم داعش في مناطق شمال وجنوب الفلوجة وقد كبدتهم خسائر فادحة بالأرواح والمعدات»، مضيفاً أن «المعارك تدور الآن في أحياء الشهداء وجبيل ونزال».

وأكد: «نحن بانتظار إعلان ساعة الصفر لدخول الجيش والشرطة إلى المدينة ودعم العشائر المنتفضة بالسلاح والعتاد».

وشهدت الفلوجة الواقعة شرق محافظة الأنبار و50 كم غرب بغداد، اشتباكات الجمعة بين أبناء عشائر المدينة وعناصر التنظيم الذي يسيطر على المدينة منذ نحو عامين والمحاصرة من قبل القوات العراقية حتى اللحظة.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية العراقية أن اشتباكات وقعت «بين أبناء عشائر الفلوجة وعناصر تنظيم داعش»، مضيفاً أن «مواجهات حدثت بين عدد من أفراد عشيرة الجريصات وعناصر الحسبة التابعين لعناصر داعش في سوق النزيزة» وسط المدينة.

وتابع البيان أن «المواجهات حصلت بالأيدي والسلاح الأبيض وتطورت إلى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة حيث ساندت عشائر المحامدة والحلابسة عشيرة الجريصات في مواجهة عناصر التنظيم، وتمت السيطرة على أجزاء من منطقة حي الجولان وأطرافها من قبل الأهالي».

وقال مسؤول محلي لوكالة «فرانس برس» إن «اشتباكات وقعت بين أبناء عشيرة المحامدة والجريصات ضد جماعة الحسبة وقتل عدد من عناصر داعش، وأن الوضع متوتر».

من جهته صرح ضابط في شرطة الأنبار التي تضم الفلوجة، بأن «عشرات من أبناء عشائر الجريصات والحلابسة والمحامدة في الفلوجة، اشتبكوا مع عناصر تنظيم داعش وفرضوا سيطرتهم على قسم من منطقة الجولان، في شمال غرب المدينة، وحي الجولان يخضع تماماً لسيطرة تنظيم «داعش».

من جهة أخرى، أعلن وزراء وبرلمانيون عراقيون الأربعاء بمشاركة سياسيين ومثقفين وقادة رأي عن تشكيل خلية أزمة خاصة لتحرير الفلوجة وإنقاذ 10 آلاف عائلة يحتجزهم تنظيم «داعش» كرهائن في المدينة.

وقال مسؤول الخلية وزير التخطيط سلمان الجميلي الذي ينتمي للفلوجة إن: «وزراء ونواب وسياسيين وقادة رأي ومثقفين وجميعهم يمثلون المدينة جرى اختيارهم والاتفاق على اجتماع دوري لتزويد الحكومة والتحالف الدولي والمنظمات الإنسانية بتفاصيل دقيقة عما يعانيه المدنيون المحتجزون بالفلوجة من أوضاع مأساوية وعددهم يزيد عن 10 آلاف عائلة وبواقع 50 ألف نسمة فارق الحياة منهم خلال الأسبوعين الماضيين 200 مدني جراء انقطاع الغذاء والدواء عنهم وبينهم أطفال وكبار سن ونساء مرضى».

وأضاف الوزير أن «تشكيل هذا الاجتماع الطارئ جاء بتوجيه من رئيس الحكومة حيدر العبادي بالتنسيق مع أهل الفلوجة لإعادة تحريرها والنظر بأوضاع المحتجزين وسبل إنقاذهم وكذلك إيجاد الخطة التي يمكن بها تحقيق عملية التحرير وإعادتها لحضن الدولة دون المساس بحياة وأرواح المدنيين بداخلها».

يذكر أن الفلوجة كانت أول مدينة وقعت تحت سيطرة التنظيم المتطرف قبل الهجوم الشاسع الذي شنه التنظيم على مدينة الموصل شمال البلاد والتي احتلها في حزيران 2014 وانهارت على إثرها وحدات الجيش العراقي ليحتل التنظيم بعدها مناطق تلو أخرى تصل مساحتها ثلث مساحة العراق.

وبعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي بدأت القوات الأمنية بانتهاج استراتيجيات جديدة لاستعادة المناطق التي خسرتها وتعززت قوتها خاصة بعد تشكيل قوات مساندة من المتطوعين أطلق عليها الحشد الشعبي، وبعد ذلك تمكنت القوات المشتركة من الجيش والشرطة والحشد من تحرير العديد من المناطق في محافظتي صلاح الدين والأنبار كان أهمها مدينة الرمادي مؤخراً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى