فنّ الحبّ والطموح
قالت له: دعنا نصحو من غفوة الماضي، ونواجه صراع اللحظات في الحاضر، فالمستقبل بانتظارنا، والوصول إليه فنّ الطموح، لا رغبة ولا استسلام.
قال لها: لقد مللت فنّ المواساة، وتعبت الاستعداد لأمل صار وهماً، ولفرحة ماتت قبل أن تولد بساعات وأيام.
قالت له: أنت تقتل أحلامي، وترمي روحي في غياهب الظلام. فحزني أكبر من حزنك بكثير، لكنّ يأسك جعل منه مرضاً سقيماً.
قال لها: أنت أميرتي الجميلة، ولا يليق بك إلا الغنج والدلال والتمايل حولي مثل فراشة تتباهى بألوانها، والنظر إليها يكفيني حتى أشفى من جرحي مهما كان بليغاً وعميقاً.
قالت له: أنت حبيبي، وأنت من أتفيأ بظلّه ليلاً ونهاراً، وأختبئ في حضنه من غدرات الزمان. فكيف لي أن أشعر بالأمان وأنت مهزوز الكيان والفؤاد؟
قال لها: أنتِ تصيبين في روحي مقتلاً بسبب هذا الكلام، فليُمحَ كياني من الوجود، وليشطب يوم ميلادي من التاريخ إذا كانت حبيبتي الصغيرة تشعر بالخوف وقلبي لا يزال ينبض بالحياة.
قالت له: هل تقبل دعوتي الليلة؟
قال لها: اختاري يا ملكتي، أنا ماردك وحارسك وأنا فارس أحلامك. فإلى أين تنوين الذهاب؟
قالت له: إلى حيث عاهدتك وعاهدتني ألّا نعود إلى الوراء، وأن نجعل من الحاضر إطلالة لمستقبل يفوق الخيال روعة وجمالاً. فأنا أستحق منك الدلال، وأنت تستحق منّي التضحية والانحناء.
سناء أسعد