اليمن: «القاعدة» يتمدَّد ويسيطر على أحور بأبين
سيطر تنظيم القاعدة على مديرية أحور الساحلية في محافظة أبين بجنوب اليمن بعدما قتل مسلحوه ثلاثة مقاتلين من ميلشيبات الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي فيها، على ما أفاد سكان ومسؤولون عسكريون.
وهاجم عناصر من التنظيم المتطرف مديرية أحور الواقعة في محافظة أبين فجر السبت ومن ثم استولوا على عدد من المباني العامة وسيطروا على المدينة التي كانوا يحتلون بعض أحيائها منذ أسابيع.
يذكر أن تحالف العدوان السعودي قد دعم تنظيم القاعدة منذ بداية حملته على اليمن الذي سانده في حربه للسيطرة على عدن، والآن ظهرت الخلافات بين الطرفين بسبب النزاع على مناطق السيطرة، وهو ما نجم عنه عمليات اغتيال لقيادات ميلشيا هادي تجري بين الحين والآخر.
وبسيطرة القاعدة على أحور يطون قد التنظيم وجوده في محافظة أبين التي يسيطر فيها أيضاً على عاصمتها زنجبار ومديريتي جعار وشقرة.
وهو ما يسمح للتنظيم بإحكام قبضته على الطريق الساحلي بين مدينة المكلا، التي تعتبر معقله في الجنوب الشرقي، ومدينة زنجبار.
وإلى جانبِ التفجيراتِ في عدن والتوسعِ اللافت للجماعات المتشددة في المناطق اليمنية الجنوبية تنتشر ظاهرةُ التصفيات الجسدية لتزيد من الفوضى العارمة ومعاناة اليمنيين في تلك المناطق.
فقد اغتال مسلحون مجهولون أحد أبرز شيوخ القبائل في عدن داخل حي المنصورة وسط المدينة جنوب اليمن. ليسود منطق الاغتيالات في الجنوب ودموية الهجماتِ وإرهاب الجماعات المتشددة.
وأفاد شهود عيان ومصادر طبية بأن الشيخ مازن عقربي قتل برصاص مسلحين اثنين كانا يستقلان دارجة نارية في شارع عام وسط حي المنصورة، أطلق أحدهما النار عليه العقربي الذي كان يستقل سيارة خاصة وأصابه بطلقات عدة نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات المدينة لكنه توفي لاحقاً.
وذكر الشهود العيان أن العقربي كان يتردد يومياً على محطة إكسبرس لشراء القات في مثل هذا الوقت، وشوهدت الدراجة وهي تحوم حول سيارته مرات عدة قبل أن تطلق الرصاص عليه ومن ثم لاذت بالفرار.
ويعد الشيخ العقربي أحد أبرز الشيوخ القبليين في عدن حيث يسيطر على مناطق شمال غرب المدينة، كما تولى خلال الفترة الأخيرة حماية فندق القصر قبل تفجيره، وينضوي تحت إمرته العشرات من المسلحين.
إلى ذلك، يتواصل مشروع العدوان التدميري في استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية على الشريط الساحلي غرب اليمن بعد فشل العدوان في عملياته البحرية والبرية ليزيد بذلك من تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي على المواطنين خصوصاً على المناطق الساحلية التي أصبحت هدفاً لنيران العدوان.
على امتداد الشريط الساحلي الغربي من مضيق باب المندب إلى مدينة المخاء وحتى ميناء الحديدة كثف العدوان قصفه البحري والجوي على المناطق السكنية والموارد الحوية بعد فشل محاولات إنزاله البحري في مخطط لنقل سيطرته من خليج عدن إلى السواحل الغربية.
استهداف الصيادين والمدنيين من أبناء المناطق الساحلية وقصف الموانئ البحرية وإيقاف حركة الملاحة عكس أهداف العدوان التدميرية وتضليله الاعلامي بعد انكساراته على جبهات القتال، محاولاً بذلك بث الرعب بين المدنيين لإخلاء مناطقهم السكنية وخلق مزيدٍ من العبء الاقتصادي ومفاقمة الوضع الإنساني.
وصرح احد المواطنين: نحن كنا نظن أنهم يضربون أهدافاً عسكرية، ولكن تأكدنا أنهم يقصدون الأهداف المدنية، كل الأهداف المستهدفة مدنية.
وأمام تصعيد العدوان وقصفه المكثف على المدنيين في المناطق الساحلية تزداد يقظة الجيش وجهوزيته العسكرية في حماية المدنيين والتصدي لزحوفات العدوان ورصد تحركاته البرية والبحرية واستهدافها بعمليات نوعية تكبده مزيداً من الهزائم والخسائر العسكرية والبشرية.
زحف بري وزحف بحري ينكسر أمام صمود الأبطال وانتصارات على وسائل الإعلام ، فيما الأرض تبقى لأصحاب الأرض، وتبقى الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت والانتصارات.
وفي السياق، وسط تزايد عدد الجنود الإماراتيين الذين يسقطون قتلى في العدوان اليمن، أعلنت الإمارات، أمس، مقتل أحد جنودها في السعودية خلال مشاركته ضمن التحالف الذي تقوده المملكة السعودية ضد الشعب اليمني.
وبحسب «رأي اليوم»، أفادت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية، في بيان مقتل أحد الجنود الإماراتيين «في حادث تدهور آليته العسكرية خلال أدائه واجبه الوطني أثناء وجوده في المملكة العربية السعودية للمشاركة في عملية «إعادة الأمل» ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة للوقوف مع «الشرعية» في اليمن»، بحسب البيان.
يذكر أن الإمارات خسرت العشرات من جنودها وضباطها منذ بداية مشاركتها تحت الراية السعودية في العدوان على اليمن.
وكشف مصدر دبلوماسي في أيلول الماضي بأن السعودية تمارس ضغوطاً كبيرة على أبوظبي لمنعها من سحب القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف السعودي في ظل حالة من الغضب الشعبي تشهدها الإمارات بسبب مقتل الجنود الإماراتيين خلال العدوان على اليمن.
وكشف تقرير صحافي عن تزايد حالات التململ والقلق بين الإماراتيين بسبب تورط نظامهم في غالبية نزاعات المنطقة.