النمسا ترسل تعزيزات من الجيش إلى الحدود لمواجهة تدفق المهاجرين

دان عدد من المسؤولين الألمان أعمال الشغب التي قام بها مناهضون للهجرة شرق البلاد عبر إشعال النار في مكان كان معداً لاستقبال اللاجئين، واصفين هذه الأفعال بـ»المثيرة للاشمئزاز».

فمن جانبهم، أعرب أعضاء في الائتلاف الحكومي برئاسة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن غضبهم لتلك الحوادث. وكتب نائب وزير الخارجية مايكل روث على صفحته على تويتر: «العنصريون هم مخالفون للقانون وعار على بلادنا. عار عليكم».

وقال وزير العدل هايكو ماس في تغريدة على موقع تويتر: «إن من يهتفون فرحين عند احتراق المنازل ويرعبون اللاجئين يقومون بسلوك مثير للاشمئزاز».

وذكر ماس أنه ذهل لجرأة الجماعات اليمينية، معتبراً أنها تجاوزت حدود حرية التعبير لتصبح تهديداً للسلامة العامة، مضيفاً أن «التطرف اللفظي هو مقدمة للعنف الجسدي».

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ» نقلاً عن وزير الداخلية توماس دي ميزيير قوله إن «من غير المقبول بتاتاً أن يتلقى أناس يسعون إلى الحصول على الحماية من الاضطهاد، مثل هذه الكراهية والتحريض».

وأضاف ميزيير: «كما أن هناك مستوى أساسياً من اللياقة واحترام القانون يجب عدم انتهاكه، وفي هذه الأحداث التي وقعت في ساكسونيا، فإن هذا المستوى قد انتهك».

وكانت مجموعة مكونة من 20 إلى 30 شخصاً عبرت عن فرحتها بحريق اندلع في فندق سابق كان يجرى العمل على تحويله لمأوى لطالبي اللجوء في هجوم تخريبي في بلدة بوتزن بمقاطعة ساكسونيا ليلة السبت على الأحد، فيما حاول عدد من أفراد تلك المجموعة عرقلة عمل فرق الإطفاء التي وصلت إلى الموقع لإخماد الحريق، بحسب الشرطة.

وذكر متحدث باسم الشرطة أن المجموعة أظهرت «فرحاً شديداً» لاندلاع النار وانتقدت جهود احتواء النيران، واشتبهت بأن الحادث متعمد وعثرت على آثأر مادة تساعد في الاحتراق في المكان. ولم يصب أحد في الهجوم، فيما اعتقل شابان بشكل مؤقت لعصيانهما أوامر الشرطة.

وتأتي هذه الحوادث بعد ليلتين من محاولة نحو 100 من سكان في بلدة كلوسنيتز في مقاطعة ساكسونيا منع وصول حافلة تقل نحو 20 من طالبي اللجوء إلى مأوى للاجئين، حيث أطلق هؤلاء شعارات من بينها «نحن الشعب» وهو الشعار الذي شاع في الثورة السلمية التي أدت إلى سقوط جدار برلين في 1989.

يذكر أن نحو مئة شخص شاركوا في «مسيرة تضامن» مع اللاجئين في كلوسنيتز في وقت متأخر من السبت حملوا خلالها لافتات تدعو إلى تأمين ظروف آمنة وإنسانية لطالبي اللجوء، بحسب الوكالة الألمانية.

في غضون ذلك، أعلنت النمسا أنها ستعزز وحدات الجيش على حدودها للمساعدة في وقف تدفق المهاجرين مع إرسال 450 جندياً إضافياً.

ويرتفع بذلك عدد القوات الأمنية إلى 1450 جندياً وعنصراً من الاحتياطي، ويأتي هذا بعدما واجهت النمسا انتقادات الأسبوع الماضي إثر إعلانها أنها ستقبل 80 فقط من طالبي اللجوء وستسمح بمرور 3200 مهاجر عبر البلاد يومياً.

وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أن هذه القوات ستساعد الشرطة في عمليات تفتيش الأشخاص والسيارات التي تدخل البلاد وكذلك في مراقبة الحدود والقيام بأعمال رقابة.

وأضافت الوزارة أن فرقة من الشرطة العسكرية مقرها في سالزبورغ أيضاً «ستكون جاهزة للتدخل لمواجهة أية أعمال عنف من قبل أشخاص أو مجموعات ومنعهم من عبور الحدود».

وجاء في بيان الوزارة أن «هذه القوات ستكون قادرة على الانتشار في مختلف أنحاء البلاد وتتدخل باستخدام مروحيات الجيش حين تطلب وزارة الداخلية ذلك».

ووافقت الحكومة في أيلول على نشر ما يصل إلى 2200 عسكري للمساهمة في مواجهة حركة تدفق المهاجرين بشكل مضبوط والحفاظ على الأمن والنظام في البلاد.

واستقبلت النمسا السنة الماضية 90 ألف طالب لجوء ما يجعلها إحدى الدول الأوروبية التي استقبلت أكبر عدد من المهاجرين مقارنة مع عدد السكان.

وقررت حكومة الوسط برئاسة المستشار النمساوي فرنر فايمان الأسبوع الماضي وفي مواجهة استياء الرأي العام والمعارضة اليمينية المتطرفة، تحديد سقف جديد للمهاجرين في محاولة لخفض عدد طالبي اللجوء هذه السنة إلى 37,500.

ونقلت وسائل إعلام عن فايمان قوله إنه «فوجئ» بالانتقادات لهذه القرارات بعدما انتقد المفوض الأوروبي المكلف بالهجرة ديمتريس افراموبولوس قرار فيينا معتبراً أنه «يتناقض بشكل واضح» مع القانون الأوروبي والقانون الدولي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى