إرسال تركيا قوات برية إلى سورية قد يجرّ حلف «الأطلسي» إلى مواجهة عسكرية مع روسيا
ملفات متنوعة شكلت محور اهتمام الصحافة العالمية أمس، كان أبرزها التركيز على السياسة التركية في سورية ونتائجها على المنطقة والعالم، بعد أن تحوّلت تركيا إلى ممرٍ لانتشار التنظيمات الإرهابية بسبب تورط الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالعمل على اسقاط النظام السوري، كما عبرت صحيفة «الفايننشال تايمز»، التي اعتبرت أن «الحديث عن ارسال تركيا قوات برية إلى سورية قد يجر حلف شمال الاطلسي إلى مواجهة عسكرية مع روسيا»، بينما تحولت السياسة الخارجية للقيادة التركية بالنسبة لأنقرة إلى كابوس استراتيجي حقيقي، كما قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
أما صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية فقد انتقدت ما وصفتها بلعبة بريطانيا مع أوروبا في اجتماع بروكسل، وحذرت من أن أوروبا مهددة بالانهيار تحت تدفق اللاجئين، والمخاطر الإرهابية أو الركود الاقتصادي.
أما صحيفة «لوفيغارو» فقد انتقدت غياب المِلفان المتفجّران في منطقة الشرق الأوسط ، سورية وليبيا، عن اجتماع الاتحاد الأوروبي، مشددة على أن الدور الأوروبي في الأزمة السورية تراجع لصالح قوى أخرى هي تركيا وإيران وخاصة روسيا، وتتساءل «لوفيغارو»: متى تهتم أوروبا بالأزمة الليبية وسط غرق هذا البلد في فوضى أدت إلى دخول ما بين 3000 الى 4000 مقاتل من تنظيم «داعش» قد يهددون استقرار منطقة المغرب العربي وأوروبا؟
على صعيد آخر، خصصت صحيفة «الاندبندنت» افتتاحيتها لانتقاد قرار الحكومة البريطانية بحرمان مجالس المدن والبلدات من الانخراط في حملة مقاطعة البضائع «الإسرائيلية» التي تُنتج في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
«إنترناشونال هيرالد تريبيون»: مقتل 140 على الأقل بتفجيرات في دمشق وحمص
وفي السياق، وتحت عنوان سلسلة تفجيرات في دمشق وحمص تسفر عن مقتل 140 على الأقل، أشارت صحيفة «إنترناشونال هيرالد تريبيون» الأميركية إلى «أن العاصمة السورية دمشق ومدينة حمص تعرّضتا الى سلسلة من التفجيرات أسفرت عن مقتل نحو 140 شخصاً على الأقل، وفق ما أعلنت وسائل إعلام حكومية ونشطاء، وضربت أربعة تفجيرات حي السيدة زينب جنوب دمشق مما أدى إلى مقتل 83 شخصاً على الأقل، وفق ما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية، وكان الحي تعرض لتفجيرات مماثلة الشهر الماضي، قتل فيها 71 شخصاً، وتبناها ما يسمى بتنظيم «داعش» الإرهابي أيضاً.
وأضافت الصحيفة انه في مدينة حمص، أدى انفجار سيارتين مفخختين إلى مقتل 57 شخصاً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، وتزامنت التفجيرات مع إعلان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، التوصل إلى «اتفاق مبدئي» مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، لوقف الأعمال العدائية في سورية. وقد اتفقت قوى دولية مطلع هذا الشهر، على السعي «لوقف الأعمال العدائية» في سورية، ولكن مضى موعد يوم الجمعة الذي حدد لبدء تنفيذ الاتفاق، من دون أن يتم ذلك، وقال كيري إنه اتفق مع لافروف على مبادئ وقف الأعمال العدائية.
«نيويورك تايمز»: 6500 مقاتل في صفوف «داعش» ليبيا
لم تمنع الخلافات مع الحركات الإرهابية الأخرى في العراق وسورية وفي طليعتها خلافه وصراعه مع النصرة فرع القاعدة الرسمي في سورية، تنظيم «داعش» من التنسيق والتحالف مع الحركات المتطرفة المنتمية لفصائل مُعادية لـ»داعش»، في أفريقيا، مثل الشباب الصومالية والقاعدة في المغرب الإسلامي إلى جانب بوكو حرام، بهدف استقطاب مقاتلين من القارة في صفوفه في معقله الجديد ليبيا، حسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وأوضحت الصحيفة أن «داعش» كما تؤكد المخابرات الأميركية يستند في الوقت الحالي إلى قوة تعدادها 6500 مسلح، وهو رقم أكبر بكثير من كل الأرقام السابقة التي تداولتها التقارير الأمنية والصحافية خاصة في ظل تناقص أعداد المسلحين في صفوف التنظيم في سورية والعراق بعد تزايد الضربات الجوية والخسائر في المواجهات العسكرية. وأكدت الصحيفة أن «داعش»، يأمر رسمياً أتباعه في أفريقيا بالبقاء في ليبيا، والامتناع عن محاولة السفر إلى سورية أو العراق، لتعزيز التنظيم الذي بات يتطلّع إلى التمدد، وتعزيز نفوذه على كامل البلاد.
وكشفت الصحيفة تزايد عدد المقاتلين الأفارقة في صفوف التنظيم، خاصة من دول غرب القارة، مثل السنغال وتشاد ووصولاً إلى السودان، وعدد من دول سائر شرق أفريقيا، بهدف إنشاء نموذج جديد لدولته في ليبيا على غرار السلطة التي أقامها في سورية والعراق.
«واشنطن بوست»: أردوغان دفع بتركيا إلى حفرة لا مخرج منها
ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية أن السياسة الخارجية للقيادة التركية تحولت بالنسبة لأنقرة إلى كابوس استراتيجي حقيقي.
ووفقاً للصحيفة، فإن تركيا كانت منذ فترة ليست بالبعيدة قوة إقليمية مهمة، أما الوضع الحالي لها فيقربها من الكارثة، وذلك لأن أنقرة تشاجرت مع الجميع تقريباً. وقالت الصحيفة: «أصبحت تركيا الآن معزولة تماماً: فهي لا تخرج من مأزق إلا وتقع في مأزق آخر، وفي كثير من الأحيان بسبب خطأ منها. أفسدت تركيا العلاقات مع الجميع وهي الآن ليست قادرة على إقناع أي أحد على فعل شيء مهما كان. ولم يعُد لكلمات السلطة التركية أي قيمة. أنقرة تخدع، لا تفعل ما تعد به، وقد تشاجرت مع الجميع، بما في ذلك حلفاؤها».
ويهدد الرئيس رجب طيب أردوغان بالبدء بعمليات عسكرية في سورية، على الرغم من أن أياً من سكان الدولة، ولا الجيش لا يدعمه في هذه المسألة. لذلك فهو يدفع تركيا إلى «حفرة عميقة لا مخرج منها».
ووفقاً للرئيس، تركيا لديها كل الحق في القيام بعمليات في سورية، حيث تتواجد الجماعات الإرهابية، وذلك لأن هذه حرب ضد التهديدات التي تواجه أنقرة.
«الفايننشال تايمز» سعي أردوغان إلى إسقاط النظام السوري حوّل تركيا ممراً لـ«الجهاديين»
خصصت صحيفة زاوية الرأي الخاصة بها لتناول السياسة التركية حيال الأزمة السورية، فقالت الصحيفة إن «التفجير الذي وقع في انقرة يوم الاربعاء الماضي وأودى بحياة العشرات يظهر كيف أن تركيا بدأت تغرق في دوامة العنف التي تعصف بجارتها الجنوبية سورية»، وذكرت الصحيفة قراءها بأن أردوغان قد تنبأ في عام 2011 بأن الانتفاضة الشعبية في سورية ستسقط النظام الحالي، وهي النبوءة التي ثبت عدم صحتها.
فبحسب «الفايننشال تايمز» سورية تتنازع السيطرة على أراضيها أكثر من جهة ومن بينها الجهاديون الذين يسيطرون على نصف أراضيها، مشيرة الى «أن سعي اردوغان إلى اسقاط النظام أدى إلى أن تحويل تركيا ممراً للجهاديين الذي يقصدون سورية في الوقت الذي تدخلت فيه روسيا».
وحذرت الصحيفة من أن «الحديث عن ارسال تركيا قوات برية إلى سورية قد يجر حلف شمال الأطلسي إلى مواجهة عسكرية مع روسيا».
وختمت الصحيفة المقال بالقول إنه يجب على واشنطن أن تطمئن أنقرة حيال أهمية الدعم الأميركي للأكراد في سورية في المواجهات ضد تنظيم داعش، الذي تراه الفايننشال تايمز، الخطر الأكبر في المنطقة.
لكن الصحيفة تعود وتقول إنه يجب على الرئيس الأميركي أيضاً أن يحد من التطلعات الانفصالية لحلفائه الأكراد لكي تطمئن أنقرة.
«الاندبندنت»: الحكومة البريطانية تمنع مقاطعة البضائع «الإسرائيلية»
خصصت صحيفة «الاندبندنت» افتتاحيتها لانتقاد قرار الحكومة البريطانية بحرمان مجالس المدن والبلدات من الانخراط في حملة مقاطعة البضائع «الإسرائيلية» التي تُنتج في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت الحكومة قد بررت قرارها بالقول إن حملة مقاطعة البضائع «الإسرائيلية» تقوض السلم المجتمعي وتشكل خطراً على الأمن الدولي وهو الأمر الذي تستنكره الصحيفة.
وقالت «الاندبندنت» إنه وعلى الرغم من اتفاقها مع الحكومة حول القلق حيال ارتفاع مشاعر معاداة السامية في البلاد إلا أنه يجب التمييز بين معاداة السامية وانتقاد السياسة «الإسرائيلية».
واشارت الصحيفة إلى أن «الكونغرس الأميركي قد وافق في العام الماضي على قانون يطلب من الممثلين التجاريين للولايات المتحدة أن يثنوا الدول الأوروبية على مقاطعة البضائع «الإسرائيلية»، ما قد يدفع البعض إلى الربط بين قرار الحكومة البريطانية والمساعي الأميركية لتقويض حملة مقاطعة البضائع «الإسرائيلية»».
وقالت الصحيفة إن «ما ينبغي على «إسرائيل» فعله لرفع المقاطعة الغربية لبضائعها هو أمر بسيط يتلخص في منح الفلسطينيين الحرية والسيادة اللتين يستحقونهما».
«لوفيغارو»: الدور الأوروبي في الأزمة السورية تراجع لمصلحة قوى أخرى
علقت «لوفيغارو» على الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في قمة بروكسل، قائلة: إن ديفيد كاميرون والقادة الأوروبيين لعبوا في الوقت الإضافي للتوصل إلى اتفاق بين لندن والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني لم تغمض عينه تقريباً لمدة ثلاثين ساعة، شأنه شأن نظرائه في القارة… إنها حرب استنزاف، كتبت الصحيفة.
وتابعت اليومية الفرنسية أنّ «بروكسل شهدت في الماضي اجتماعات للقادة الأورةبيين أكثر توتراً، كان أخرَها حول خطة الإنقاذ الثالثة لليونان في تموز الماضي، ولكن عاصمة الاتحاد الأوروبي نادراً ما شهدت قمة بهذا الطول.
المِلفان المتفجّران في منطقة الشرق الأوسط ، سورية وليبيا، كان من المفترض ـ كما تنقل صحيفة «لوفيغارو» ـ أن يخصص لهما اجتماع مطول برئاسة فريديكا موغريني وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، ولكن تم تقليصه تحت ضغط المناقشات بشأن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن الوضع في سورية وليبيا له علاقة وثيقة بأزمة اللاجئين وبريطانيا التي وضعتها من بين شروط بقائها في الاتحاد.
وترى الصحيفة أن الدور الأوروبي في الأزمة السورية تراجع لمصلحة قوى أخرى هي تركيا وإيران وخاصة روسيا، وتتساءل «لوفيغارو» متى تهتم أوروبا بالأزمة الليبية وسط غرق هذا البلد في فوضى أدّت إلى دخول ما بين 3000 الى 4000 آلاف مقاتل من تنظيم «داعش» قد يهددون استقرار منطقة المغرب العربي وأوروبا.
«ليبراسيون»: أوروبا مهددة بالانهيار تحت تدفق اللاجئين
بدورها صحيفة «ليبراسيون» انتقدت ما وصفتها بلعبة بريطانيا مع أوروبا، قائلة إن إقناع بريطانيا للبقاء في الاتحاد تطلب يومين كاملين من مناقشات حادة ومفاوضات ماراثونية لتهدئة البريطانيين، في حين أن أوروبا مهددة بالانهيار تحت تدفق اللاجئين، والمخاطر الإرهابية أو الركود الاقتصادي، فهذه الملفات الهامة تم إرجاؤها إلى وقت لاحق، تضيف الصحيفة.