توافق روسي أميركي لبدء الهدنة اعتباراً من السبت المقبل يستثني التنظيمات الإرهابية

صدر بيان مشترك من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية بصفتهما المشاركين الرئيسين للمجموعة الدولية لدعم سورية، حول الهدنة أو وقف الأعمال العدائية في سورية. وجاء في نص البيان:

إن الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية، بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سورية ISSG ، وسعياً منهما لتحقيق تسوية سلمية للأزمة السورية، مع الاحترام الكامل للدور الأساسي الذي تضطلع به منظمة الأمم المتحدة، عازمتان تماماً على تقديم أقوى دعم لديهما لإنهاء النزاع السوري وتهيئة الظروف لعملية انتقال سياسي ناجحة يقودها السوريون، بتيسير من الأمم المتحدة، لأجل التنفيذ الكامل لبيان ميونيخ الصادر عن المجموعة الدولية لدعم سورية في الـ 11 من شباط 2016، وقرار مجلس الأمن الدولي ذي الرقم 2254، وتصريحات فيينا لعام 2015 وبيان جنيف لعام 2012.

في هذا الصدد، وتعزيزاً للقرارات التي اتخذتها المجموعة الدولية لدعم سورية في الـ 11 من شباط، تعلن الولايات المتحدة وروسيا، بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سورية ومجموعة عمل وقف إطلاق النار، في الـ22 من شباط 2016، عن تبني شروط الهدنة في سورية، المرفقة كملحق مع هذا البيان، وتقترحان أن يتم الشروع بوقف الأعمال العدائية في الساعة 00:00 بتوقيت دمشق من يوم الـ27 من شباط 2016. وسينطبق وقف الأعمال العدائية على أطراف الصراع السوري التي تعلن التزامها وقبولها بشروطه.

وتمشياً مع قرار مجلس الأمن الدولي ذي الرقم 2254 وتصريحات المجموعة الدولية لدعم سورية، فإن الهدنة لن تنطبق على «تنظيم داعش»، «جبهة النصرة»، أو أي منظمات إرهابية أخرى يحددها مجلس الأمن.

يقوم أي طرف منخرط في عمليات عسكرية أو شبه عسكرية في سورية، باستثناء «تنظيم داعش»، «جبهة النصرة»، أو أي منظمات إرهابية أخرى يحددها مجلس الأمن بالإعلان لروسيا الاتحادية أو للولايات المتحدة، بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سورية، عن التزامه وقبوله بشروط الهدنة في موعد لا يتعدى الساعة 12:00 بتوقيت دمشق من يوم الـ26 من شباط 2016.

ومن أجل تنفيذ وقف الأعمال العدائية بطريقة تعزز الاستقرار وتحمي الأطراف المشاركة فيه، فإن الولايات المتحدة وروسيا مستعدتان للعمل معاً لتبادل المعلومات ذات الصلة مثل: البيانات المجمعة التي تحدد الأراضي التي تنشط فيها المجموعات التي تعلن التزامها وقبولها بالهدنة، ومركز تنسيق لكل جانب، بغية ضمان التواصل الفعال ووضع الإجراءات الضرورية لمنع تعرض الأطراف المشاركة في وقف الأعمال العدائية إلى هجوم من قبل القوات المسلحة الروسية، التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، القوات المسلحة التابعة للحكومة السورية والقوى الأخرى التي تدعمها، والأطراف الأخرى المشاركة في عملية وقف الأعمال العدائية.

العمليات العسكرية، بما في ذلك الضربات الجوية من قبل القوات المسلحة التابعة للجمهورية العربية السورية، والقوات المسلحة الروسية، والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش ستستمر ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة وأي منظمات إرهابية أخرى يحددها مجلس الأمن. كما أن الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية ستعملان معاً، ومع الأعضاء الآخرين في مجموعة عمل وقف إطلاق النار، حسب الاقتضاء ووفقاً لقرار المجموعة الدولية لدعم سورية الصادر في الـ11 من شباط 2016، لتحديد الأراضي الواقعة تحت سيطرة «داعش» و«جبهة النصرة» وأي منظمات إرهابية أخرى يحددها مجلس الأمن، والتي هي مستثناة من وقف الأعمال العدائية.

من أجل تعزيز التنفيذ الفعال لوقف الأعمال العدائية، تم تشكيل مجموعة عمل وقف إطلاق النار، التي تشترك في رئاستها الولايات المتحدة وروسيا، تحت إشراف الأمم المتحدة، والتي تضم مسؤولين سياسيين وعسكريين من الرئيسين المشاركين والأعضاء الآخرين في مجموعة العمل ويتولى مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص OSE مهمة السكرتارية العامة.

المهام الأساسية لمجموعة العمل، كما ورد في بيان المجموعة الدولية لدعم سورية في الـ11 من شباط، هي:

أ تحديد الأراضي الواقعة تحت سيطرة «تنظيم داعش» و»جبهة النصرة» وأي منظمات إرهابية أخرى يحددها مجلس الأمن الدولي.

ب ضمان التواصل بين جميع الأطراف لتعزيز الامتثال ونزع فتيل التوترات على وجه السرعة.

ج حل المزاعم المتعلقة بعدم الامتثال.

د إحالة السلوك غير الممتثل على نحو مستمر من قبل أي من الأطراف إلى وزراء المجموعة الدولية لدعم سورية، أو من يعيّنهم الوزراء، لتحديد الإجراء المناسب، بما في ذلك استثناء هذه الأطراف من ترتيبات الهدنة وما توفره لهم من حماية.

إن الولايات المتحدة وروسيا، بصفتهما الرئيسين المشاركين لمجموعة عمل وقف إطلاق النار وبالتنسيق مع بقية أعضاء مجموعة عمل وقف إطلاق النار التابعة للمجموعة الدولية لدعم سورية، على استعداد لوضع آليات فعالة لتعزيز ومراقبة الامتثال لوقف إطلاق النار من قبل كل من القوات الحكومية للجمهورية العربية السورية والقوى الأخرى الداعمة لها، ومجموعات المعارضة المسلحة.

ولتحقيق هذا الهدف وتعزيز وقف فعّال ومستدام للأعمال العدائية، ستقوم روسيا الاتحادية والولايات المتحدة بإنشاء خط اتصالات ساخن، حسب الضرورة والاقتضاء، وفريق عمل لتبادل المعلومات ذات الصلة بعد أن تكون الهدنة قد دخلت حيز التنفيذ.

وعند معالجة حالات عدم الامتثال، يجب القيام بالجهود الممكنة كافة لتعزيز التواصل بين جميع الأطراف بغية استعادة الامتثال ونزع فتيل التوترات على وجه السرعة، ويجب استنفاد الوسائل غير القسرية كلما أمكن ذلك قبل اللجوء إلى استخدام القوة. وستقوم الولايات المتحدة وروسيا بصفتهما رئيسين مشاركين لمجموعة عمل وقف إطلاق النار التابعة للمجموعة الدولية لدعم سورية بصياغة هذه الآليات الإضافية والإجراءات التنفيذية المعيارية التي قد تكون ضرورية لتنفيذ هذه المهام.

إن الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية تدعوان معاً جميع الأطراف السورية، والدول الإقليمية والآخرين في المجتمع الدولي إلى دعم الوقف الفوري للعنف وإراقة الدماء في سورية وللمساهمة بتنفيذ سريع وفعال وناجح لعملية الانتقال السياسي التي تيسرها الأمم المتحدة، طبقاً لقرار مجلس الأمن الدولي ذي الرقم 2254، وبيان المجموعة الدولية لدعم سورية الصادر في الـ11 من شباط، وتصريحات فيينا الصادرة عن المجموعة الدولية لدعم سورية في عام 2015، وبيان جنيف لعام 2012.

شروط الهدنة

تسري الهدنة في عموم البلاد على أي طرف مشترك حالياً في عمليات قتالية، عسكرية أو شبه عسكرية، ضد أية أطراف أخرى باستثناء «تنظيم داعش» و «جبهة النصرة»، وأي منظمات إرهابية أخرى يحددها مجلس الأمن الدولي.

مسؤوليات المعارضة السورية المسلحة مبينة في الفقرة 1 أدناه. ومسؤوليات القوات المسلحة التابعة للجمهورية العربية السورية، وجميع القوى الداعمة لـ أو المرتبطة بالقوات المسلحة التابعة للجمهورية العربية السورية مبينة في الفقرة 2 أدناه.

1. للمشاركة في الهدنة وقف الأعمال العدائية، ستؤكد مجموعات المعارضة المسلحة للولايات المتحدة الأميركية أو لروسيا الاتحادية اللتين ستشهدان على هذه التأكيدات لبعضهما البعض بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سورية في موعد لا يتعدّى الساعة 12:00 بتوقيت دمشق من يوم الـ26 من شباط 2016 التزامها وقبولها بالشروط التالية:

التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن ذي الرقم 2254، الذي تم اعتماده بالإجماع في الـ18 من كانون الأول 2015، بما في ذلك الاستعداد للمشاركة في عملية المفاوضات السياسية التي تيسّرها الأمم المتحدة.

وقف الهجمات بأي نوع من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ، ومدافع الهاون، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، ضد القوات المسلحة التابعة للجمهورية العربية السورية، وأي قوات مرتبطة بها.

التوقف عن كسب أو السعي إلى كسب أراضٍ من الأطراف الأخرى المشاركة بوقف إطلاق النار.

السماح للمنظمات الإنسانية بوصول سريع وآمن ودون عراقيل في جميع أنحاء المناطق الواقعة تحت سيطرتها العملياتية والسماح فوراً بوصول المساعدات الإنسانية إلى كل من يحتاجها.

الاستخدام المتناسب للقوة أي ما لا يزيد عما هو مطلوب للتصدي لتهديد مباشر إذا وعندما يكون الرد في حالة دفاع عن النفس.

2. سيتم مراعاة الالتزامات المذكورة أعلاه من قبل مجموعات المعارضة بعد أن تؤكد القوات المسلحة التابعة للجمهورية العربية السورية، وجميع القوات الداعمة أو المرتبطة بالقوات المسلحة التابعة للجمهورية العربية السورية، لروسيا الاتحادية بصفتها رئيساً مشاركاً للمجموعة الدولية لدعم سورية، في موعد لا يتعدى الساعة 12:00 بتوقيت دمشق من يوم الـ26 من شباط/فبراير، 2016، التزامها وقبولها بالشروط التالية:

التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن ذي الرقم 2254، الذي تم اعتماده بالإجماع في الـ18 من كانون الأول 2015، بما في ذلك الاستعداد للمشاركة في عملية المفاوضات السياسة التي تيسّرها الأمم المتحدة.

وقف الهجمات بأي نوع من الأسلحة، بما في ذلك القصف الجوي من قبل القوة الجوية التابعة للجمهورية العربية السورية والقوات الجوية الفضائية الروسية، ضد مجموعات المعارضة المسلحة بحسب ما سيؤكد للولايات المتحدة أو لروسيا الاتحادية من قبل الأطراف المشاركة في الهدنة .

التوقف عن كسب أو السعي إلى كسب أراضٍ من الأطراف الأخرى المشاركة في وقف إطلاق النار.

السماح للمنظمات الإنسانية بوصول سريع وآمن ودون عراقيل في جميع أنحاء المناطق الواقعة تحت سيطرتها العملياتية والسماح فوراً بوصول المساعدات الإنسانية إلى كل من يحتاجها.

الاستخدام المتناسب للقوة أي ما لا يزيد عما هو مطلوب للتصدي لتهديد مباشر إذا وعندما يكون الرد في حالة دفاع عن النفس.

إن روسيا الاتحادية والولايات المتحدة، بصفتهما رئيسين مشاركين للمجموعة الدولية لدعم سورية ولمجموعة عمل وقف إطلاق النار التابعة للمجموعة الدولية لدعم سورية، مستعدتان للعمل معاً من أجل ضمان التواصل الفعال ووضع الإجراءات اللازمة لمنع تعرض الأطراف المشاركة في الهدنة لهجوم من قبل القوات المسلحة الروسية، والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، والأطراف الأخرى المشاركة في الهدنة.

كما تتعهد جميع الأطراف بالعمل على الإفراج المبكر عن المعتقلين، وخصوصاً النساء والأطفال.

يمكن لأي طرف توجيه انتباه مجموعة العمل إلى حدوث أو احتمال حدوث خرق للهدنة، إما من خلال مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية OSE أو عبر الرئيسين المشاركين. سيضع مكتب المبعوث الأممي OSE والرئيسان المشاركان ترتيبات للتواصل مع بعضهما البعض ومع الأطراف، وسيقومان بالإعلام بشكل عام عن الكيفية التي يمكن من خلالها لأي طرف توجيه انتباه مجموعة العمل إلى الخروقات. تؤكد الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية بصفتهما الرئيسين المشاركين بأن تتم مراقبة الهدنة/ وقف الأعمال العدائية بطريقة حيادية وشفافة وتحت تغطية إعلامية واسعة.

تطورات الميدان السوري

ميدانياً، أكد مصدر عسكري سوري أمس استعادة الجيش سيطرته على طريق حلب – خناصر، بعد أن شن تنظيم «داعش» ليلا هجوماً على الطريق ما تسبب بانقطاعه.

وأضاف المصدر أنه رغم استعادة السيطرة على الطريق، لكنه لا يزال مقطوعا، مع استمرار المعارك شمال مدينة خناصر، حيث قد يتمكن مسلحو التنظيم من استهداف الطريق.

وأشار إلى أن الإرهابيين تمكنوا خلال سيطرتهم من زرع الألغام على الطريق، موضحاً أن خبراء في الجيش بدأوا بإزالة الألغام هناك.

وكانت مصادر أفادت في وقت سابق أن التنظيم شن هجوماً عنيفاً على نقاط تفتيشية أمنية عدة للجيش السوري على طريق حلب خناصر من محورين: الأول عند الحمامات جنوبي خناصر بـ 15 كم والثاني قرب قرية رسم النفل شمالي خناصر.

وبنتيجة الهجوم سيطر «داعش» على ثلاث نقاط، إلا أن الجيش السوري، قطع الطريق الدولية واستقدم التعزيزات العسكرية لاستعادة النقاط التي خسرها.

وطريق خناصر هي مسلك موقت يعبر ريف حلب وصولاً إلى السلمية في حماة، ويصل شمال البلاد بالداخل والساحل، وقد أحكمت القوات السورية سيطرتها عليه بعد معركة شرسة الصيف الماضي.

على صعيد آخر، أكدت سورية أن استمرار صمت مجلس الأمن عن إدانة الأعمال الإرهابية التي تستهدف سورية يوجه رسالة للإرهابيين وداعميهم ومموليهم للاستمرار في اعتداءاتهم.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي تلقت «سانا» نسخة منهما اليوم إن تنظيم «داعش» الإرهابي قام أول من أمس بتفجير سيارة من نوع تويوتا مفخخة بكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار في سوق شعبي مكتظ بالسكان في مدينة السيدة زينب أعقبه تفجيران تمثل الأول بتفجير جرة غاز والثاني بقيام انتحاري بتفجير نفسه بأحزمة ناسفة في جموع المدنيين الذين تجمعوا لإسعاف جرحى التفجير الأول… وأسفرت هذه التفجيرات الإرهابية الثلاثة عن استشهاد عشرات المواطنين وجرح المئات معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. بعضهم يرقد في المشافي في حالة خطرة. كما تسببت الانفجارات بإلحاق أضرار مادية فادحة في الممتلكات والبنى التحتية في المكان.

وفي السياق، ارتفعت حصيلة التفجيرات التي هزت حي السيدة زينب في ريف دمشق، إلى 120 شهيداً. كما ارتفع عدد شهداء التفجير الإرهابي المزدوج في شارع الستين وسط مدينة حمص إلى أكثر من 50 شهيداً وعشرات الجرحى.

وقد لاقت التفجيرات الإرهابية إدانة دولية، ودانت وزارة الخارجية الروسية التفجيرات بشدة، معتبرة تلك الهجمات البشعة محاولة لنسف التسوية السياسية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى