إعلام… مقاومة

ليست المرّة الأولى التي تنشغل فيها القنوات الفضائية والمحلية ببرامج تافهة ومملّة، متناسية الواقع المؤلم الذي يعيشه الوطن. والأسوأ من ذلك بكثير، الاكتفاء ببعض الأخبار العاجلة التي تنتهي أهميتها بانتهاء موسيقى الخبر العاجل، وكأن العاصفة المشتعلة تهدأ لحظة العودة إلى الدراما الرمضانية أو بعض الأغاني التي تحقّق نسبة مشاهدة عالية.

هنا تعليق من بعض الزملاء حول طريقة تغطية الأحداث في غزّة. إذ تكتفي القنوات بعرض ما يحدّث في نشراتها الإخبارية أو في خبر عاجل يمرّ على الشاشة مرور الكرام، والقلّة القليلة تخصّصّ وقتاً كاملاً للنقل الحيّ والمباشر تضامناً مع أرواح الشهداء التي تسقط في كل ثانية على يد العدوّ «الإسرائيلي». وكما يقال: «كلّ يغنّي على ليلاه»، كذا القنوات الفضائية، كلّ واحدة تغنّي على ليلاها وتنفّذ وصايا مؤسّسيها وداعميها.

Post

كيف للبعض أن يطالب بأمر كهذا، فتخصيص وقت لنقل الأحداث ومتابعتها بصورة مباشرة لن يحقق مكاسب مادية، والكلّ يعلم أنّ بعض الإعلام اليوم بات تجارة فحسب، وأن الإنسانية لدى البعض انعدمت.

دعوة

تحت شعار فلسطين تقاوم، أطلق الناشطون عبر «فايسبوك» دعوة للتظاهر أمام السفارة الأميركية في عوكر الأحد المقبل عند الساعة الحادية عشر صباحاً تضامناً مع غزّة واستنكاراً للدعم الأميركي لـ«إسرائيل». وتبادل الناشطون الدعوة على صفحاتهم الخاصة للحصول على أكبر عدد من المشاركة، كما حدّد مكان التجمّع والانطلاق من أمام ساحة الشهيد جورج حاوي في وطى المصيطبة. وطلب الجميع تكثيف الحضور للحصول على أكبر دعم ممكن لدعم غزّة.

«خلّونا نفرفش قبل ما توصل داعش»!

انتشر منذ عدّة أيام على بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية مقال يفضح ما يجري على الشواطئ اللبنانية من عري وابتذال ورقص، في مشهد يتخطّى حدود المنطق، وقد انتقد البعض هذا الخبر على اعتبار أننا في بلد الحريات ولا يحقّ لأيّ أحد منع الآخرين من التصرّف بحرية خاصة في الأماكن العامة طالما أن ما يحدث لا يتخطّى الحدود المسموح بها في البلد.

هنا تعبير آخر عن الرقص في الشواطئ للزميلة كريستين حبيب لكنه مختلف قليلاً عمّا ورد في تلك الانتقادات، فهي لم تطاول موضوع الرقص من ناحيته الخاصة، بل ذهبت أبعد من ذلك لتصف الموقف بطريقة كوميدية صحيحة، إذ بتنا، وفي زمن ثورة التخلف والتكفيريين، نخاف أن يتغيّر ما اعتدنا عليه في بلد الحريات. لذا فلنستمتع بأيامنا الأخيرة قبل دخول «الدواعش».

ربّما آن الوقت

أحياناً يبلغ بنا اليأس والتشاؤم أقصى حدودهما، لدرجة التكهّن بأسوأ الأمور من أساسيات الكلمات التي ننطق بها ونلفظها. على ما يبدو أن الأمور البشعة التي اعتدنا عليها يومياً في نشرات الأخبار دفعت بيوسف الخال إلى كتابة مقطع ضمّنه عدداً من الرسائل. اعتمد على عبارة السقوط التي يمكن ربطها أحياناً بالجاذبية وأحياناً بالنزول إلى أعماق أماكن لا نريد الذهاب إليها. لم يأخذ من السقوط المعنى الإيجابي، بل اتّجه إلى كل ما ينذر بانتهاء الحياة. أو الفشل فيها على حدّ سواء. وبحسب رأيه، يبدو أن هذا السقوط ليس إلاّ إنذاراً بإسقاط الارض لنا، لكن بأيّ معنى يا ترى؟

في المآسي والحروب والويلات لا يمكن لأفكار التشاؤم إلاّ وأن تكون هي سيدة الموقف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى