الكاميكاز التركيّ وعارض الطاقة «الإسرائيلي»

محمد أحمد الروسان

تعتمد تركيا بشكل كبير حيوي واستراتيجي وبإدمان مزمن على مصادر الطاقة الخارجية، خاصةً النفط والغاز، وبحسب المعلومات تستورد أنقرة أكثر من 75 في المئة من احتياجاتها من مصادر الطاقة المتنوعة، وتدفع ثمن ذلك أكثر من 65 مليار دولار سنوياً.

بعبارة أخرى، إنّ ما تنفقه تركيا أكثر من ربع فاتورة وارداتها الإجمالية، وهذا يعتبر أهم معضلة تواجه تركيا، لما لها من علاقة بالأمن القومي التركي. وتحت عنوان عريض: «أمن الطاقة ومحاولات الكيان الصهيوني اللعب بأمن الطاقة التركي»، كما سنرى لاحقاً، أن نجحت عودة المياه إلى مجاريها على طول خط العلاقات التركية ـ «الإسرائيلية» نلحظ كافة وضعيات الكماسوترا على طول خط العلاقات بين أنقرة وتل أبيب الآن ، بعد هندستها على المستوى الأمني المخابراتي، لتقود إلى مستويات سياسية وديبلوماسية متقدمة وتنسيقات عسكرية ومخابراتية، خاصةً بعد التحولات في الميدان لصالح الجيش السوري العقائدي، ومحاولة الأخير إغلاق الحدود مع تركيا بقوّة النيران بمساعدة حلفائه، خاصة روسيا وإيران.

ألم يقل «فخامة» الرئيس التركي علناً «إنّ تركيا بحاجة إلى إسرائيل، وإسرائيل بحاجة إلى تركيا في المنطقة»؟ الحوارات تجري على قدم وساق على طول خطوط علاقات مجتمع المخابرات «الإسرائيلي» والتركي بالمعنى الرأسي والعرضي، مرة هنا في المنطقة إن في مفاصل الجغرافيا التركية، أو في مفاصل جغرافية «إسرائيل» فلسطين المحتلة ، ومرات هناك في جنيف وغيرها. وهذا يشكل في الواقع خاصرة اقتصادية رخوة للغاية أمن الطاقة التركي ، ولم يشفع الموقع الاستراتيجي والمحوري لتركيا، في حصولها على أمن في الطاقة وطاقة رخيصة الثمن مستوردة، وقد حلت أنقرة في المركز الثاني، بعد الصين، من حيث ازدياد الطلب على الغاز والكهرباء، حيث أنّ الصين هي الأشدّ عطشاً للطاقة على مستوى العالم، والثانية أي تركيا تماثلها في شدّة العطش. وتعتمد أنقرة، بشكل أساسي، على روسيّا في استيراد الغاز وبشكل منتظم وبأسعار عادية إلى حدّ ما ثمة عقوبات اقتصادية فرضتها موسكو على أنقرة بعد إسقاط طائرة سوخوي العسكرية الروسية، والتي كانت في مهمّة في الداخل السوري على جانب الحدود مع تركيا، فالعقوبات تدفع تركيا نحو عمق الحضن الإسرائيلي بخضوع شبه كامل لحالات الابتزاز ، مع استيرادها لكميات أخرى من إيران والعراق وأربيل وأذربيجان وقطر والجزائر، وهناك مسارات ضغوط تمارس على النخبة الحاكمة في أنقرة، لفتح شراكات مع «إسرائيل» لاستيراد الغاز الطبيعي منها، وعبر إنشاء خط من الأنابيب يمتد من حقول تقع غرب ميناء حيفا المحتلّ، وعبر قبرص اليونانية إلى الداخل التركي، وهذه المحاولة «الإسرائيلية»، عبر واشنطن، في غاية الخطورة، كونها تدخل كطرف أساسي في خطة الأمن القومي التركي بشكل عام وأمن الطاقة وأمن المجال الحيوي التركي وللتأثير على المجال الجيوبوليتيكي لمجتمع المخابرات التركي، إن لجهة الداخل التركي المُحتقن أصلاً بفعل الحدث السوري وارتدادات الإرهاب المدخل إلى الداخل التركي، أو لجهة الخارج التركي الساخن والمتحفّز أصلاً للهجوم على أنقرة وبفعل الحدث السوري، وتوظيفات أنقرة لورقة اللجوء السوري لممارسة الضغوط المطلوبة على القارة الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا التي تساوت مع تركيا في المواقف من حيث تداعيات الوضع السوري، في موقف غريب يخضع لمزيد من القراءات المختلفة من قبل مراكز الدراسات التي تقدّم توصياتها إلى مجتمعات المخابرات الإقليمية والدولية المعنية بالشأن التركي والألماني.

وبحسب آخر المعلومات، فإنّ العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، تضغط على تركيا من أجل الدخول في شراكة حقيقية مع كلّ من قبرص اليونانية والدولة العبرية، لتشكيل حلف اقتصادي ثلاثي لمواجهة القبضة الفولاذية الروسية على سوق الطاقة في هذه المنطقة بالذات، وللحدّ من طموحات إيران ذات الإمكانيات الكبيرة والمتسارعة في النمو، خاصةً بعد دخول الاتفاق النووي مرحلة التنفيذ، والتبعات الإيجابية لذلك طهران التي لم تقدّم تنازلاً واحداً للغرب والأميركيين منفردين أو مجتمعين أو حتّى لمجموعة خمسة زائداً واحداً طيلة مرحلة المفاوضات.

وأفادت معلومات استخبارات الطاقة المسرّبة وعن قصد كما نعتقد، بأنّ وفوداً مشتركة من شركات أميركية و«إسرائيلية» زارت تركيا للبحث في توقيع عقود طاقوية مع أنقرة بهدف إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي «الإسرائيلي» إلى القارة الأوروبية، وعبر قبرص وتركيا تحت سطح البحر بطول يزيد عن 500 كيلو متر من حقل لفيتان «الإسرائيلي»، والواقع غرب ميناء حيفا بمسافة 135 كيلو متراً وحتى مرفأ جيهان التركي، بسعة 16 مليار متر مكعب، ثم على امتداد الساحل القبرصي وبعمق ألفي متر لاستحالة مروره طبعاً على الساحل اللبناني والسوري، والأخير هو الممرّ الأفضل لهذا الأنبوب وبتكلفة ووقت أقلّ. وأضافت المعلومات أنّ تشغيل هذا الخط سيكون من منصّة إنتاج وتخزين وتفريغ عائمة على سطح البحر الأبيض المتوسط، قبل أن يتوجه نحو الشمال الشرقي باتجاه ساحل قبرص اليونانية كما أسلفنا.

وأمام هذا المشروع الطاقوي الخبيث، تحديات وعوائق كثيرة وهي ليست محصورة فقط بالأبعاد المالية واللوجستية والوقت الذي يحتاجه للتأسيس والتقنيات الضرورية، بل التحدي الأمني وما يمكن أن يتعرض له من أخطار وعمليات إرهابية، بفعل المجموعات الإرهابية الموجودة في سورية والمصنّع في لبنان المراد تسخينه سعوديّاً على الأقلّ الآن ، وارتداداته على تركيا و«إسرائيل» ودول الجوار الأخرى، فمن تكلفة مالية تزيد عن ثلاثة مليارات دولار، إلى تكلفة الإنتاج المرتفعة، إلى وجود مشاريع أخرى لنقل الغاز من إيران وقطر والسعودية ومصر، في إطار منطقة الشرق الأوسط وبجانب سورية ولبنان لاحقاً.

بالإضافة إلى كلّ هذه التحديات، هناك التحديات السياسية والثقة المفقودة بين أطراف هذا المشروع الثلاثي، والذي تهدف من ورائه الولايات المتحدة الأميركية، إلى تشكيل وتصنيع حلف «ناتوي» اقتصادي في مواجهة سلاح الطاقة الخطير الذي تملكه الفدرالية الروسية يقف على حدودها الجنوبية مع تركيا.

علاوة على ذلك، هناك تحدّي الشعور الشعبي حيث الشعور الشعبوي التركي كاره ومعاد بعمق لـ«إسرائيل»، والحكومة التركية الحالية لاذت بصمت أهل القبور، لعلمها أنّ أي تقارب مع تل أبيب ليس ورقة شعبوية ناجحة الآن، كما أنّ هناك عداء تاريخي بين أنقرة وقبرص اليونانية وعمره 44 عاماً، حيث يطالب القبارصة اليونانيون أنقرة بالاعتراف بهم وحلّ مسألة قبرص التركية، حتّى يتم السماح لهذا الخط بالمرور على امتداد الساحل القبرصي وبعمق يزيد عن 2000 كيلو متر، فقبرص اليونانية لا تثق كثيراً بتل أبيب، والأخيرة تعتبر الأولى بمثابة حصان طروادة في مشروع الأنابيب هذا.

وقبل التطرق إلى إدراكات مجتمع المخابرات التركي لأمن الطاقة وعلاقته مع فكرة الأمن القومي لتركيا، لا بدّ من الإشارة إلى ملاحظة في غاية الأهمية تتموضع في التالي: أميركا دعمت الوهّابية المسلّحة كقوّة ضاربة، زُرعت بدعم سعودي لوسطية إسلامية يقودها فتح الله غولن الداعية التركي الغامض والمُقيم في بلسنفانيا في أميركا، والذي عمل على فتح عشرين ألف مدرسة تنفق حتّى على إقامة وتغذية الطلاّب في مواقع مختارة من العالم، وعلى رأسها تركيا وجمهوريات وسط آسيا، وهكذا وقع الإخوان المسلمون في فخّ أميركي مُحكم، فأردوغان الإخواني الطامح إلى دور تاريخي، وجد تعاوناً ودعماً بلا حدود من الأميركيين والسعوديين والقطريين ومن فتح الله غولن، الذي أقنعه بأنّ مستقبل الإخوان لحكم العالم الإسلامي تحت رايته وعلمه، سيكون بإسقاط المظلة البريطانية ومسك المظلة الأميركية، وبلع أردوغان وأوغلو الطعم وبادرا أولاً إلى تصفية الجنرالات في الجيش التركي وأقنعا إخوان مصر بالتعاون مع غولن والأميركيين، فاستجاب إخوان مصر لهما ووقعوا هم أيضاً في فخّ استغلالهم كجسر لتصفية نفوذ رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك عبر ثورة، من مدنيين وعسكريين وتجديد حكم العسكر بفتح الطريق للضبّاط الشباب الأكثر ولاءً لواشنطن، وتمثل ذلك في عودة العسكر إلى الحكم في مصر، وقد وصفت تلك الحالة بأنّها حالة لتصحيح المسار والتوجه من بعض الأطراف الإقليمية والدولية.

وتشير معلومات إلى أنّ فتح الله غولن استطاع اختراق إخوان الأردن عبر إقناع أحد كوادرهم ومنذ سنوات وقبل ما سمّي بالربيع العربي بالتقارب مع الأميركيين فتمّت المناداة لأول مرة بالملكية الدستورية، ومبادرة زمزم الأخيرة لا يمكن بحثها بعيداً عن هذا السياق، خاصةً أنّها تعقد الورش لتدارس تحويلها إلى حزب سياسي برعاية رسمية من تحت الطاولة وبعد الأطاحة بمحمد مرسي عبر ثورة أخرى صحّحت الخطأ الثوري كما يعتقد البعض، انتبه أرودوغان وأوغلوا إلى الخطأ الفادح الذي ارتكباه، فسارعا إلى التصالح مع الجيش التركي والسعي إلى تصفية نفوذ فتح الله غولن.

وتشير معلومة أخرى إلى أنّ أرودوغان شعر أيضاً بالكارثة التي سبّبها لدعم ما سمي ثورة في سورية ضدّ نظام سوري يحمل مظلة بريطانية إلى حدّ ما، فأخذ اتجاهات أخرى أكثر كارثية ولكن بعد أن ورّط إخوان سورية بالتحالف مع الأميركيين.

يبدو أنّ مجتمع المخابرات التركي، خاصة مخابرات الجيش التركي ذي المظلّة الإنجليزية لجهة قياداته وكوادره، أدرك أنّ «إسرائيل» تعرف بعمق عطش تركيا للطاقة، وتدرك مخابرات الجيش التركي أنّ تل أبيب تسعى إلى استغلال نقطة الضعف التركية هذه، عبر رغبتها في شبك مصالحها الاقتصادية بأمن تركيا القومي عبر أمن الطاقة لغايات اللعب في الداخل التركي لصالح الأميركي والغربي و«الإسرائيلي» وبعض العربي المرتهن والتابع والأداة.

ما تم ذكره ومنذ البدء في هذا التحليل، يشكل مؤشراً بسيطاً للغاية إلى المؤامرة الكونية على الشرق وقلبه سورية بنسقها السياسي الحالي، والأعظم الحرب الكونية في سورية وعلى ديكتاتورية الجغرافيا السورية، هي حرب بالوكالة عن الغرب أوروبا وأميركا بأدوات من بعض العرب المرتهنين والمتبوصلين على ذات اتجاه البوصلة الغربية ـ الأميركية، إزاء منطقة الشرق الأوسط الساخنة والمتفجرة، ونتيجة لها حدثت المسألة السورية أو الحدث السوري أيّاً كانت التسمية، المهم هناك مأساة درامية سورية بامتياز، بسبب تآمر بعض ذوي القربي مع الآخر الغربي ذي الرغبة المفعمة بالطاقة على أنواعها المختلفة، خاصة الغاز، الذي ترصده كلّ رادارات الاستراتيجيات الغربية والأميركية.

وللمأساة السورية هذه بعد اقتصادي عميق أيضاً، يتموضع حول الطاقة وتفرعاتها وخاصة الغاز وقود الطاقة الرئيس في القرن الحادي والعشرين، ومسارات جغرافية تعرجات خطوط نقله من الشرق الأوسط إلى أوروبا وأميركا، من حقول إنتاجه في الشرق الأوسط إلى أسواق استهلاكه وتخزينه في الغرب. بعبارة أخرى، ولأنّ الغاز الطبيعي تحديداً، هو من يذكي ويفاقم لهيب نيران الصراع المجنون على الطاقة في هذا الشرق الأوسط الساخن المتفجر، فإنّ الصراع الأُممي يدور حول خطوط الغاز الطبيعي فيه. فهل ستتّجه خطوط نقله نحو أوروبا وواشنطن، من الشرق إلى الغرب ضمن خط إيران العراق شواطئ البحر الأبيض المتوسط على الساحلين السوري اللبناني ومنهما إلى أوروبا وتفرعاتها؟ أم سيتجه شمالاً من قطر فالسعودية كلاهما منتج للغاز وداعم للإرهاب في سورية عبر سورية وتركيا، والأخيرة مفترق طرق الطاقة المتميز بين شرق أكثر إنتاجاً للطاقة، وغرب أكثر استهلاكاً وتخزيناً استراتيجياً لها.

ويسعى البعض العربي ذو التيه الفكري إلى مذهبة مسار خطوط الغاز من إيران إلى العراق إلى سورية ولبنان ثم إلى أوروبا بوصفه مشروعاً إسلامياً شيعياً، ووصف مشروع مسار خطوطهم بالإسلامي السني باتجاه تركيا في الشمال فأوروبا. والغرب المخادع زارع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وراعي هذا الكيان وداعمه الولايات المتحدة الأميركية، وبالتحالف مع البعض العربي المرتهن والخائن، يسعون إلى إحلال مكنونات الصراع الشيعي السني مكان الصراع العربي ـ «الإسرائيلي» الاستراتيجي، خدمةً لمصالحهم ومصالح ربيبتهم «إسرائيل» وصوناً لأمن أبديّ للكيان الصهيوني لقطع نياط قلوبنا كعرب ومسلمين. فالغرب يبحث عن مصالحه فقط، حتّى ولو امتزجت الدماء بالذهب الأسود والأبيض الغاز الطبيعي ، لذلك فإنّ أصحاب الأنوف الكبيرة والصغيرة على حدّ سواء يشمّون روائح الدم والغاز الطبيعي من المأساة السورية.

تآمروا على الدولة الوطنية السورية، تحت عنوان الصراع من أجل الحريّة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومبادرات التمكين الديمقراطي وشعارات الشفافية وما إلى ذلك من سلال الكذب والخداع، كلّها ترسيمات وشعارات مزيفة ترمي وتهدف إلى التغطية على الأهداف الحقيقية لما يجري في المنطقة، ومختلفة تماماً عمّا سبق من عناوين برّاقة. هذا الغرب ومعه ذيوله من البعض العربي ذي التيه الفكري والذي يعاني من خلل بيولوجي، تتموضع وتتبوصل مقارباته التكتيكية والاستراتيجية على حدّ سواء للحدث السوري المأساوي، ضمن متتاليات هندسية وصف الحدث، باعتبار ووسم نفس المجموعات البشرية الإرهابية بأوروبا وأميركا، باعتبارهم مناضلين من أجل الحريّة في سورية. إنّها مفارقة عجيبة ستعود بالويل على الاستقرار في أوروبا وأميركا، ولنا في أحداث أيلول الأسود الأميركي خير دليل، حيث ذكراها المأساوية ما زالت ماثلة حتّى اللحظة.

الغرب وذيوله من العرب أعلنوا وبكلّ وقاحة، أنّ هدفهم في منطقة الشرق الأوسط وسورية أمّنا تحديداً، هو حماية القيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وتناست أوروبا وأميركا، البدء بنشر تلك القيم من الحلفاء العرب في مملكات القلق على الخليج، الذين يسعون إلى نتائجه إمّا عبر جهاد في السرير، أو الوصول إليه من دون منغصات وعراقيل من التزام ديني وأخلاقي وعقوبات قانونية، وتحت عناوين إباحية الفكر والتي ستقود في النهاية إلى الإباحية في الجسد لا بل فوضى إباحية الجسد، بنتائجها الصحيّة المأساوية عبر مرض السيدا منتج حرب بيولوجية غربية وأشقائه من الأمراض الجنسية الأخرى، وأثرها الاقتصادي الخطير على معدلات الإنتاج والنمو عبر إقصاء للمورد البشري المُصاب.

ملاحظة أخيرة: عندما نقول كاميكازي في منحنيات الثقافة اليابانية فهي تعني الرياح المقدّسة، واستخدمت لأول مرّة في إشارة إلى إعصار أنقذ اليابان من غزو المغول عام 1281م، وتمّ إسقاطها عمليّاً لوصف المقاتلين اليابانيين الانتحاريين الذي غاروا على خليج ليت للمرة الأولى في العام 1944م لاستهداف القطع الحربية الأميركية. وثمة ساسة ومخابراتيون ودبلوماسيون ومفكرون استراتيجيون وخبراء طاقة كاميكازي من بعض ترك، وبعض بعض عرب، من سعوديين وقطريين وغيرهم، يسعون ليلعبوا لعبتهم الأخيرة في ساحة المعركة على الميدان السوري، لعلّ تلك الرياح المقدّسة التي هبّت في عام 1281م، تهبّ من جديد وبعمق في العام 2016 عام الجبير وأوغلو، وتجلب لسلّة الكاميكازي المتنوعة، ما لم تجلبه لرفاقهم الأصليين في بحر اليابان الشرقي.

بعض بعض العرب، وبعض بعض المسلمين، يتذكر أنّه عربي ومسلم في وجه إيران فقط، أمّا في وجه «إسرائيل» فينسى هؤلاء أنّهم عرب ومسلمون، ويتذكرون أنّهم أعراب ومتأسلمين، والأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً بما فيهم المتأسلمين، وهم صعاليك شبه الجزيرة في عمق التاريخ ومنذ الجاهلية الأولى، وصعاليك القرن الحادي والعشرين في عمق جغرافية المنطقة، وثمة بوليصة تأمين كبيرة للحفاظ على أمن ثكنة المرتزقة، عبر إشعال فتنة سنيّة شيعيّة بامتياز عبر الفكر الوهابي.

نحن نؤمن بعروبة حضارية ثقافية ذات قيم ومبادىء ولا نؤمن بعروبة عرفية ، كما هو حال الأعراب والمتأسلمين، ومن دون سورية ومصر يتحول الآخرون إلى رخويات، فعلى مصر أن تخرج من المنطقة الرمادية إزاء ما يجري في سورية، وإلاّ فالدور قادم عليها وعبر ليبيا لجعلها سورية أخرى، ونقل ما يجري في الداخل السيناوي إلى داخل العمق المصري.

محام، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية

www.roussanlegal.0pi.com

mohd ahamd2003 yahoo.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى