«الأمر لك» يا عماد… من طهران إلى غزّة!

محمد صادق الحسيني

1 – للعالم أجمع:

قيصر الحرب والسلام من الشرق أطلّ علينا وعليكم يوم القسم، آمناً مطمئناً، واثق الخطوة محكم الخطاب، حازماً في الموقف والميزان، فارفعوا له القبعة قبل فوات الأوان.

المنتصر بالله وبشعبه المحتسب وجيشه البطل وأمّته الحرة سجّل يوم الأربعاء يوماً سورياً عربياً اسلامياً بامتياز، فهلا آمنتم بأن سورية سيدة الأكوان.

تحية لك ولشعبك وجيشك العظيمين ولحلفائك الأوفياء، حلفاء الدم والمصير والقيَم الأخلاقية العليا التي شرحتها باتقان واتزان، وها أنت تربّعت على عرش العالم رغم أنوف الحاقدين، فهلا آمن المتردّدون؟

لسورية السيدة، لسورية المنتصرة بالله، لسورية الصابرة والمحتسبة، لسورية الحبيبة، لسورية الوفيّة لفلسطين وللعروبة والاسلام، وفاضحة العربان والعثمان والغربان كلّ التقدير والاحترام والامتنان.

2 – إلى جميع المقاومين الفلسطينيين الأحرار:

حذار حذار من خيانات الأعراب والمتأسلمين في مصر أو في الدوحة أو في أنقرة…

الأصل هو استمرار المقاومة وإطلاق النار على المعتدي حتى تتحقق الأهداف المرحليّة على الأقلّ وأهمّها تركيع العدو عند جثامين الشهداء وإجباره على فك الحصار في جميع المعابر وإطلاق الأسرى المعتقلين، وإجباره على توقيع وثيقة الامتناع عن العدوان على غزة متى شاء.

في اختصار شديد، ثمة توازن ردع حصل في الميدان لا بدّ من أن يكرّس في أيّ وقف موقت للصراع، بمثابة استراحة محارب. فالأصل هو استمرار الحرب المفتوحة حتى إخراج المحتلّ المغتصب من كلّ شبر من أرضنا المقدسة والطاهرة، واسترجاع الحقوق، جميع الحقوق، كاملة غير منقوصة، من النهر الى البحر ومن حدودنا مع مصر الى حدودنا مع لبنان.

لا مكان لكيان سرطانيّ مزروع بيننا غصباً وعنوة. لا تفاوض بهدف التصالح البتة، ولو توّجوك بتاج الإمارة على الدنيا، فما بالك في أنقرة أو قطر أو حتى مصر…

3 – حقائق على هامش احتمال فرض تهدئة في غزة:

1 – عملية الخليل هي التي فجّرت عدوان غزة، نتيجة عجز الصهاينة أمام رجال عماد مغنية.

2 – حصلت التهدئة الآن أو تأخرت، فقد انهارت جميع دفاعات «إسرائيل» بفضل خبرات عماد مغنية التي أفرزت معادلة ردع صاروخي يمهّد لنصر أكبر في أي منازلة مقبلة.

3 – حرب غزة أثبتت من جديد أنّ سرّ نجاح أيّ مقاومة هو في أن تكون إسلامية أي في إطار الولاء والبراء وتحت الكساء… تذكّروا كلام سيّد الكلام في بنت جبيل.

4 – حصلت التهدئة الآن أو تأخرت، فإنّ الكلمة الفصل في استمرار القتال أو القبول باستراحة محارب هو للمجاهدين والمقاومين تحت الكساء… سيظهر ذلك جليّاً خلال الساعات المقبلة في مفاوضات استراحة المحارب.

5 – حصلت التهدئة الآن أو تأخرت فإنّ حرب غزة أثبتت للعالم كلّه أن الصمت القاتل لحزب الله والعصا الإيرانية الغليظة أمام سيد «تل ابيب» الأميركي الصهيوني في فيينا وغيرها هو من رتّب أوراق المنطقة وتقاطعاتها واستقطاباتها الإقليمية والدولية، وهو من سيفرز استراحة المحارب الغزاوي المنتصر لا محالة.

أخيراً وليس آخراً… أيّاً تكن المبادرات فإننا سنكون أمام معادلة نصر حرب تموز جديدة لا محالة.

4 – الى من لا يزال يدسّ رأسه في الرمال:

هنا الضاحية، هنا دمشق، هنا طهران، والعكس صحيح…

هذا المشهد أصيل ولا يقبل التفسير أو التأويل.

وقد أضيف إليه بعد كلّ ما جرى في المدى القريب.

هنا بغداد، هنا صنعاء، هنا غزة، والعكس صحيح…

هذا المشهد الجديد يريد البعض أن ينكره أو يفصله عن المشهد الذي سبقه.

هو حرّ في ما يرى ويقرأ طبقاً لمدى بصره وبصيرته!

أما نحن فنرى المشهدين متّصلين ومتواصلين.

بل اننا نرى العالم كلّه منقسماً بين «8» و«14».

كلّ من هو في جبهة «8» عليه أن يدافع عن العالم العربي كلّه والعالم الإسلامي بأجمعه، بل وحتى عن أواكرانيا والبرازيل، كأنه يدافع عن امن عاصمة بلاده، بل وعن أمن مدينته وبيته، وإلاّ فإنه سيؤكل وحيداً في غابة سباع أسياد الـ«14» الصهيو ـ أميركان!

أمّا الذين ينكرون هذا على الآخرين أو على أنفسهم فهم مساهمون بوعي أو من دون وعي في إشعال نار الحرب علينا جميعاً، أي على الأمة جمعاء بمن فيها وما فيها!

إذا كان عالِماً بما يفعل فتلك مصيبة، وانْ كان لا يعلم فالمصيبة أعظم!

لسبب بسيط هو أنّ الطرف الآخر يقاتل في جبهة «عهر» واحدة ضدّ كلّ ما ومن هو شريف ومقدّس في هذه الأمّة واسمحوا لي بهذا التعبير:

يقول المثل: الغشيم أخو إبن الحرام.

5 – طهران لواشنطن: كشّ ملك:

الإمام السيد علي خامنئي يقول نحن في حاجة الى 190 ألف جهاز طرد مركزي لتشغيل الدورة النووية الوطنية الإيرانية، في حين تملك إيران الآن 19 ألف جهاز طرد مركزي فحسب، ما يعني أنها تريد زيادة ما لديها بنسبة عشرة أضعاف وهي حاجتها الوطنية المشروعة.

الأميركيون الأغبياء طلبوا من المفاوضين الأميركيين في جنيف خفض العدد الى خمسة آلاف، ما جعل الإيراني يسخر منهم فتعثرت المفاوضات..

يوم الأحد الكبير المقبل سيجتمع وزراء خارجية الـ5+1 مع نظيرهم الإيراني، وسيحصل الاجتماع من دون حضور وزراء خارجية روسيا والصين.

ماذا تتوقعون أن يكون موقف المفاوض الإيراني غير عرض ما تفضل به أمامهم؟ وماذا تتوقعون من الأميركي غير أن يقف مشدوهاً أمام حائك السجاد الإيراني؟

انشقاق ما يُسمّى بـ«المجتمع الدولي» من خلال غياب وزراء خارجية بكين وموسكو، وصلابة الموقف الايراني وعزمه وإصراره على نيل حقوقه كاملة من خلال إعلان الإمام الخامنئي، يعني أنّ الغرب فشل في شق الصف الإيراني الداخلي مثلما كان يأمل، وبات عليه الاختيار بين أمرين أحلاهما مرّ: الإذعان لشروط طهران، أو نقض الاتفاق الذي لطالما هلّل له وطبّل وزمّر فأين المفرّ؟

هكذا تبقى اليد العليا لجبهة المقاومة والمشهد الدمشقي المشهور الذي يندفع غرباً نحو بغداد وجنوباً نحو اليمن وفلسطين والعاقبة للصابرين والقابضين على الزناد.

الأمر لك يا عماد ومعك جميع الشهداء، من طهران إلى غزة…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى