ألمانيا تشدد معايير منح اللجوء ومفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة يحذّر من انهيار شنغن

قال مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة ديميتريس أفراموبولوس إن عدم التوصل إلى نتائج بشأن تدفق المهاجرين من تركيا خلال 10 أيام سيؤدي إلى انهيار معاهدة شنغن، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي أمامه 10 أيام لإيقاف تدفق المهاجرين واللاجئين من تركيا، محذراً من أن النظام كله سوف ينهار.

وجاءت تصريحات أفراموبولوس إثر اجتماع وزراء العدل والشؤون الداخلية للاتحاد الأوروبي في بروكسيل، في محاولة لوضع حل أوروبي لأزمة اللاجئين.

جدير بالذكر أن عدداً متزايداً من دول الاتحاد الأوروبي أخذ يلجأ إلى تشديد الرقابة على الحدود من جانب واحد، ما يؤثر سلباً في منطقة شنغن وقد يؤدي إلى انهيارها.

جاء ذلك في وقت وسط جدل حول أعداد المهاجرين، تبنى البرلمان الألماني، معايير صارمة تضبط منح اللجوء للوافدين، وذلك بهدف كبح تدفقهم غير المسبوق إلى ألمانيا، حيث أقر النواب الألمان جملة من القيود التشريعية، منها ما يحظر لمّ شمل أسر بعض طالبي اللجوء قبل انقضاء عامين على إقامتهم في ألمانيا.

ووافق النواب أيضاً على قانون جديد لتسهيل ترحيل الأجانب ممن يتورطون في الجريمة، وذلك على خلفية اعتداءات تعرضت لها ألمانيات ليلة رأس السنة الجديدة أشارت أصابع الاتهام بارتكابها للاجئين.

وفي السياق، أعرب بيتر ألتماير، وهو أحد مساعدي المستشارة الألمانية، في تعليق على التشريعات الجديدة عن رغبة برلين في الحد من تدفق المهاجرين، مشيراً إلى صعوبة التكهن بعدد اللاجئين الذين سيدخلون ألمانيا هذا العام، أو خلال الأعوام المقبلة، وأن التقديرات الصادرة عن مسؤولين وزاريين حول عدد اللاجئين لا يمكن الأخذ بها رسمياً.

وأضاف: «لا توجد تقديرات موثوقة بهذا الصدد، ولا نعلم إلام ستؤول الأمور على خلفية الحرب الأهلية في سورية وما ستخلص إليه المفاوضات الأوروبية التركية التي يأتي عبرها كثير من اللاجئين بحراً إلى أوروبا».

وفي هذا الصدد، أكدت مصادر حكومية ألمانية صحة تقرير صحافي، أشير فيه إلى أن الوزارات الألمانية المعنية ترجح وصول 500 ألف مهاجر إلى ألمانيا سنوياً، خلال الفترة الممتدة بين عامين 2016 و2020. وأوضحت أن ألمانيا، استناداً إلى تسجيل 1,1 مليون مهاجر سنة 2015، قد تشهد تدفق 3,6 مليون مهاجر بحلول عام 2020.

الى ذلك، أفاد استطلاع للرأي بين البلدات والمدن الألمانية الكبرى بثته قناة «ARD» أن اللاجئين لا يمثلون عبئاً بالنسبة لغالبية المناطق، بل هناك نسبة كبيرة ترى إمكانية استيعاب المزيد.

وبناء على استطلاع للرأي بثه البرنامج التلفزيوني الشهير «مونيتور» بالقناة الألمانية الأولى «ARD» فإن 6 في المئة فقط من البلدات والمدن المشاركة في الاستطلاع قالت إنها تشعر بأنها تتحمل أكثر من وسعها.

أما نصف عدد البلدات والمدن الألمانية فقد أجابت أنها تستطيع تدبير أمورها في الوقت الحالي رغم مشكلة الموارد القائمة لديها، فيما أعرب 16 في المئة من المدن والبلدات إمكانية استيعاب المزيد من اللاجئين.

جدير بالذكر أن استطلاع الرأي تم طرحه على 373 إدارة محلية من إدارات المدن والبلدات الكبرى الـ700 في ألمانيا.

وأفاد استطلاع الرأي أن معدل توزيع اللاجئين في ألمانيا في بداية عام 2016 هو في المتوسط 14.5 لاجئ لكل 1000 مواطن.

إلا أن العديد من الفروقات بين المدن والبلدات المختلفة موجودة، حيث يبلغ متوسط عدد اللاجئين في بلدة «ليشتنفيلس» بولاية بافاريا 78 لاجئاً لكل 1000 مواطن، وهي القيمة الأعلى في ألمانيا.

في غضون ذلك، قالت وسائل إعلام أجنبية، أمس، إن لاجئين اثنين حاولا شنق نفسيهما، في ساحة «فيكتوريا» وسط العاصمة اليونانية أثينا.

ونقلت وسائل إعلام عن مصدر أمني يوناني قوله إن اللاجئين حاولا الانتحار احتجاجاً على رفض السلطات المحلية السماح لهما بمغادرة الأراضي اليونانية، وأشير إلى أن الرجلين الذين حاولا الانتحار يحملان الجنسية الباكستانية.

وكانت السلطات اليونانية منعت في الأيام الأخيرة آلاف المهاجرين من مغادرة البلاد بحجة إغلاق مقدونيا لحدودها، كما اتخذت إجراءات احتياطية تحسباً لإغلاق الحدود الأوروبية ما قد يجعل من اليونان مخيماً للاجئين.

كما نشرت وكالة الحدود الأوروبية «فرونتكس» إحصاءات تحدثت فيها عن وصول أكثر من 1.8 مليون لاجئ إلى دول الاتحاد الأوروبي في عام 2015، الغالبية العظمى منهم استخدمت تركيا مروراً باليونان كطريق لدخول دول الاتحاد، في حين فاق عدد اللاجئين الذين حطوا الرحال في دول الاتحاد الأوروبي، منذ بداية العام الحالي رقم 100 ألف لاجئ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى