حردان: من يتخلَّ عن فلسطين يخسر العروبة والكرامة معاً ومن ينحزْ إليها صادقاً يحفظ موقعه وكرامته وقوميته وعروبته
عرض رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان الأوضاع على الساحتين الفلسطينية والقومية مع الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الفلسطيني أمين عام منظمة الصاعقة فرحان أبو الهيجا، الذي زار مركز «القومي» على رأس وفد من ضمّ أمين سرّ منظمة الصاعقة في لبنان أبو حسن غازي وأعضاء القيادة: عبد راشد، أحمد الشيخ ومحمد أبو نظمي. وحضر اللقاء مدير الدائرة الإعلامية العميد معن حمية.
ابو الهيجا وضع حردان في صورة التحدّي الذي يواجه الفلسطينيين في لبنان، من جراء إجراءات منظمة «أونروا» بتخفيض تقديماتها لـ»اللاجئيين» الفلسطينيين، وهو تخفيض انحداري يصل في العديد من المجالات الإنسانية إلى حدّ الانعدام. محذراً من مخاطر السياسة التي تتبعها «أونروا»، وانصياعها للضغوط والإملاءات «الاسرائيلية» ــ الغربية بهدف مراكمة معاناة الفلسطينيين وتقويض حق العودة.
وأكد أبو الهيجا أنّ انتفاضة شعبنا في فلسطين ومواجهته الاحتلال الصهيوني، انما هي تعبير عن إرادة الصمود والمقاومة، والمطلوب أن تتوحد القوى والمؤسسات الفلسطينية كافة، لتعزيز هذا الصمود وهذه المقاومة في وجه الاحتلال.
وشدّد ابو الهيجا على ضرورة أن تكون الاهتمامات مشدودة، والطاقات مسخّرة، لدعم خيار صمود شعبنا ومقاومته، لأنّ كلّ الرهانات الأخرى سقطت، ولم يتبقّ سوى خيار المقاومة سبيلاً للتحرير والعودة.
حردان
من جهته أكد حردان، أنّ المسألة الفلسطينية هي جوهر الصراع، ونرى في انتفاضة شعبنا المتجدّدة داخل الأراضي المحتلة، في مواجهة الاحتلال «الإسرائيلي»، خياراً صحيحاً صائباً، يكرّس حق التحرير والعودة. وإننا ندعم هذا الخيار ونؤيده، باعتباره أولوية أساسية ونضالية تتبناها جميع القوى الفلسطينية، التي كافحت وتكافح من أجل فلسطين، وقدّمت خلال مسيرتها الكفاحية آلاف الشهداء.
ونبّه حردان من أنّ العدو «الإسرائيلي» يعمل على تكريس احتلاله بكلّ الوسائل، سواء من خلال عمليات الاستيطان والتهويد، أو من خلال الأعمال العدوانية الإرهابية بهدف قهر الفلسطينيين وتيئيسهم، وهذا العدو يستفيد من تخلي معظم الدول العربية عن قضية فلسطين، للوصول إلى تصفية المسألة الفلسطينية، وهذا من أخطر التحدّيات المصيرية التي تواجه شعبنا وقضيته.
واعتبر حردان أنّ كلّ ما يحدث في المنطقة، من إرهاب وفوضى، ومن تصعيد توتيري، يصبّ في مصلحة العدو «الإسرائيلي» ويسهّل له تحقيق أهدافه ومخططاته، لذلك فإنّ الدول العربية مطالبة بتحمّل مسؤولياتها تجاه فلسطين والفلسطينيين، لأنّ معيار الانتساب الى العروبة، هو بالوقوف الى جانب فلسطين ودعم مقاومتها وانتفاضتها في مواجهة الاحتلال.
وشدّد حردان على أنّ من يعقد لواء العزم من العرب وينحاز صادقاً الى فلسطين، هو الذي يحفظ موقعه وكرامته وقوميته وعروبته، ومن يتخلى عن فلسطين، ويتغاضى عن الممارسات الصهيونية العنصرية الاستيطانية العدوانية، فإنه يخسر العروبة والكرامة معاً.
وتوقف حردان أمام تنصّل منظمة «أونروا» من مسؤولياتها تجاه قضية «اللاجئين» الفلسطينيين في لبنان وتقليص خدماتها، معتبراً أنّ الإجراءات المتخذة من قبل «أونروا» بتقليص التقديمات الإنسانية للفلسطينيين، هي مؤشر على اتجاه يقضي بوقف هذا الدعم الإنساني، وهذا الأمر ليس مرتبطاً بنقص في التمويل، بل هو استجابة لضغوط «إسرائيلية» ولرغبات دولية، الهدف منها شطب قضية «اللاجئين» بوصفها الشاهد القانوني على احتلال فلسطين، وإلغاء لحق العودة. وهذا يتناقض مع الالتزامات والمواثيق الدولية بحق عودة «اللاجئين» إلى أرضهم في فلسطين.
ودعا حردان إلى حراك فلسطيني ـ لبناني يشمل سفارات الدول الكبرى والمعنية ووضعها في التداعيات الخطيرة التي ستنتج عن تخفيض تقديمات «أونروا»، سواء بالنسبة للفلسطينيين أم بالنسبة للبنان. كما شدّد على ضرورة تكثيف التحركات الشعبية والحزبية رفضاً لإجراءات «أونروا» وممارسة كلّ أشكال الضغط من أجل أن تعود إلى تحمّل مسؤولياتها كاملة وتعمل على مضاعفة تقديماتها، وليس تقليصها وخفضها.
وختم حردان محيّياً صمود أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة، والإرادة المصمّمة على النضال والمقاومة، في مواجهة إجرام الاحتلال الصهيوني وممارساته الوحشية. لافتاً إلى أنّ فعل الإرادة والصمود ومراكمة النضال والتضحيات، هو السبيل غلى التحرير والعودة، واستعادة الحق السليب.