تعويذة لرجل أحببته

سنتان من العزلة المقنّعة بالأثواب الملوّنة، من الوهم المسمّى كلّ الأسماء الممكنة، من الورد العالق في أشواكه وشرود عطره، من الحبّ الذي بقدر ما يستطيل بقدر ما يمسي الغياب القاتم.

سنتان أتعرّى منّي لتراني من دون أن أراني، وأدرك أيّ عشق كان عليّ أن أرتكب وأيّ وجود أضحك بعبثية أنك ترى نفسك مراراً في مرآتي المقعّرة، فيما أحتفي سرّاً بصلابة الأنوثة الغامرة، أضحك بمرارة لأنني تواطأت مع شياطينك ولم أصرخ بك أن توقف وعدْ أو لا تعدْ.

سنتان من الطواف المحموم حول حروف اسمك، من الفرح المعتَقل، من الخجل المغامر، من الجرأة الباطنية، من الألم الخلّاق، من الغياب الباهت، من الغياب المبهر، من الحضور، من الصمت العقيم، من الصمت الصادح، من اللغو، من اللغة ذات المرايا الألف، من الموسيقى، مما أصغيت إليه، مما لم تصغ إليه، من اللاشيء، من كلّ شيء، من الضوء الذي لم تره فظننتَه بهشاشة نملة، من الضوء الذي لن تراه، من العتم المحيي.

ها أنا أنغمس في حرير المساء من دون حضورك اللامرئي، من دون زرقة عينيك اللتين أردتُهما بحراً شاسعاً وأردتَهما عدستين ملتصقتين بمباهج المدينة. أطردك من شراييني لـتجالسني كرجل عاديّ الغياب. أقفل روحي من دون يديك وأدعوك باسمة أن تشرب معي نبيذ… سنتين!

نسرين كمال

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى