نور النهضة يزداد إشراقاً
د. شفيق أنطون
مع العقيدة القومية الاجتماعية التي وضعها باعث النهضة أنطون سعاده، انبعث الضوء كاشفاً طريق خلاص الأمة من تحت نير الاستعمار، ولانتظام حركة التاريخ بشكلها الصحيح، عبر استعادة وحدة سورية الطبيعية وانصهار أبنائها في وحدة اجتماعية بمواجهة محاولات التقسيم التي بدأت مع سايكس بيكو إلى محاولة سلخ فلسطين المحتلة بموجب وعد بلفور، فكان حزبنا رأس حربة الصراع بوجه قوى الاستعمار من جهة وبمواجهة القوى الطائفية الرجعية من جهة ثانية.
يتزامن عيد التأسيس الخامس والثمانين مع مئوية وعد بلفور المشؤوم، هذا الوعد الخبيث الذي أنتجته قوى الاستعمار والانتداب بالتنسيق والتعاون مع قوى الرجعية العربية التي باعت فلسطين وأهلها بثلاثين من الفضة، وها هي اليوم تبيع العراق والشام مقابل الحفاظ على عروش ملوكها وكراسي حكامها المستبدّين الذين يعيثون فساداً وخراباً وقتلاً ودماراً، وها نحن اليوم وبعد 85 عاماً نقف بوجه كلّ محتلّ وغاصب بنفس الإيمان الذي أقسم عليه القوميون الاجتماعيون وعاهدوا زعيمهم بأن يكونوا الجنود الملبّين دائماً لنداء الواجب، فكما سالت دماء القوميين في فلسطين ولبنان بمواجهة العدو اليهودي وأتباعه في الداخل، ها هي دماء القوميين من أبطال نسور الزوبعة تروي تراب الشام بمواجهة قوى الإرهاب، فتزهر الدماء الزكية نصراً تلو الانتصار فتتحرّر الأرض من الشام إلى العراق وتتعانق دماء القوميين ودماء أبطال الجيشين السوري والعراقي فترسم مشهدية الانتصار المقبل بعد طول صبر وانتظار.
خمسة وثمانون عاماً مرّت على بزوغ فجر التأسيس ونور النهضة القومية الاجتماعية يزداد إشراقاً وتألقاً، فأبناء الحياة ما زالوا ثابتين على العهد، مخلصين لمبادئهم التي أقسموا عليها بحقيقتهم وشرفهم ومعتقدهم حاضرون دوماً للفداء، غير آبهين بتحريض ممالك النفط والموت يؤمنون بأنّ الحياة كلها وقفة عزّ فقط، فتسقط عند أقدامهم أعتى القوى ويستحيل معهم الظلام فجراً معمّداً بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة.
ها هم القوميون الاجتماعيون يملأون ساحات الصراع ويتصدّون لأعداء الأمة بكلّ بطولة وصلابة، يثبتون أنهم القضاء والقدر لأمة الحياة، عاملين على إنقاذ شرف الأمة من جديد ويسيرون بخطى ثابتة نحو النصر المؤزّر، لأنهم يدركون أنّ حريات الأمم عار عليهم ان لم يكونوا من أمة حرة.