مخ: سعاده أسّس لحركة تسير في اتجاه نقيض للزمن الانحطاطي
أقامت منفذية الهرمل في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً لمناسبة عيد تأسيس الحزب، وذلك في صالة الزعيم ـ الهرمل، حضره إلى جانب المنفذ العام حسين التالا وأعضاء هيئة المنفذية، عضوا المجلس القومي أحمد أيوب وغسان عواد، وعدد من مسؤولي الفروع الحزبية، وفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.
استُهلّ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، ثمّ ألقت ناموس المنفذية وفاء المقهور كلمة تعريف رحّبت فيها بالحضور، وأضاءت على معاني المناسبة، وجاء في كلمتها: رائع هو تشرين بلادي، رياح تهبّ وتنثر البذار وأمطار تنهمر فتعمّر الديار، فيغدو تشرين حاضناً كلّ شهور السنة، فيجعل كلّ يوم تشريناً وكلّ يوم تأسيساً، هذا هو تشرين بلادي، هكذا هو التأسيس عملية فعل مستمرّ… لا ذكرى.
وتلا محصل مديرية الطلبة علي علوه بيان التأسيس الصادر عن عمدة الإذاعة، ثمّ ألقى النسر أحمد موسى كلمة الأشبال وجاء فيها: في السادس عشر من تشرين ينبلج نور سعاده ليعمّ أمّة لطالما رزحت في الظلام الحالك، إنه عمل الارتقاء بنا من التخلّف ومن الشخصانية والاقطاعية والعشائرية والمناطقية إلى الانتماء للأمة، ها هو فكر سعاده ومبادؤه التي نسير على نهجها، فهي العلاج الشافي لما تعاني منه سوريانا، إنه خلاصة الوعي في نفوس كلّ القوميين.
وختم: نحن أشبال هذا الحزب نجدّد العهد لزعيمنا بأننا لن نقبل بغير فكره وعقيدته، نبتاً صالحاً ينتشر في كلّ ربوع الأمّة.
كلمة الطلبة
ثمّ تحدّثت أصالة الفيتروني بِاسم الطلبة وأشارت في كلمتها إلى أن سعاده أسّس الحزب في أوساط الطلبة الذين اعتبرهم نقطة الارتكاز في العمل القومي، فهم يشكّلون عنصر تحرّر من القيود والنخبة القادرة على حمل الفكر وقضايا الأمة. وتابعت: نحن الطلبة وجدنا في عقيدة سعادة الأجوبة الموضوعية والمنطقية للأسئلة التي تؤرّقنا، بخاصة في هذه المرحلة القائمة على غربة أبناء الأمة عن قضاياها الأساسية. لقد شكّل الوعي القومي عاملاً موحّداً للقلوب والأفكار لنا كطلبة قوميين اجتماعيين، وعبّرنا عن هذا الوعي التزاماً وقَسَماً أقسمناه أن ننتمي لهذه النهضة عاملين لحياة جديدة لأمتنا ولبلادنا.
كلمة المديريات
بدوره، ألقى ناظر العمل حسين صالح كلمة المديريات فقال: في عيد التأسيس نسترجع نضال زعيمنا التحرّري ودعوته إلى تحقيق إرادة الشعب الساعي إلى السيادة على نفسه ووطنه، وتوحيد القوى في سبيل بناء قوة قادرة على حماية مصلحة الشعب العليا. لقد أيقظ سعاده فينا الشعور القومي عندما خاطبنا قائلاً: «لا إرادة تطغى بعد اليوم على إرادة شعبي، ولا قوّة لأيّ دولة أجنبية مهما طغت وبغت، أن تمنع أمتنا من تحقيق مثلها العليا في الحرّية والواجب والنظام والقوّة».
كما أشار صالح إلى أننا ومن خلال الاحتفاء بعيد التأسيس، إنما نؤكد على استمرارنا على نهج سعاده، نواجه الأوضاع الفاسدة في أمتنا مردّدين مع زعيمنا: «سواء فهمونا أم أساؤوا فهمنا، فإننا نعمل للحياة ولن نتخلّى عنها».
كلمة المنفذية
ختاماً ألقى ناظر الاذاعة هادي مخ كلمة المنفذية وجاء فيها: إن فعل التأسيس الذي قام به سعاده في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1932 أخرج الأمة من حالة التخبّط والفوضى إلى حالة الجلاء والوضوح، ووضع يد الأمة على المحراث اتجاهاً واحداً نحو المكان اللائق بها هادية للأمم، أمة تضع أسس الحضارة الإنسانية.
وتابع: لقد أسّس سعاده لحركة مناقبية أخلاقية في الدرجة الأولى تعمل لمصلحة الأمة، دليلاً على نزاهة عمل العاملين ينهلون من الفكر الذي تركه سعادة القائد والقدوة والشهيد، الشارع وصاحب الدعوة انتماءً خالصاً للنهضة وإيماناً ويقيناً بنصر لا فرار منه.
لقد أسّس سعاده لحركة تسير في اتجاه نقيض للزمن الانحطاطي وشكّل حالة انبعاث وتجدّد، لكلّ مكامن القوّة الفاعلة والمحيية والموحّدة والتي ستغيّر وجه التاريخ وستحفظ الجغرافيا، وطناً واحداً لا تنازل ولا تفريط بأيّ شبر من أيّ بقعة من بقاعه، مدافعين عن حدوده منذ أقسمنا يميناً ان نذكر فلسطين والأحواز والاسكندرون وكيليكيا.
وأضاف مخ: إنه التأسيس لحركة شكّلت عبر تاريخها الخطّة النظامية المعاكسة للخطة اليهودية الهادفة إلى اقتلاع شعبنا من أرضه، معلنة أن هذا العدو لن يكون له في أرضنا إلّا الهزيمة والانكسار، ولن يكون لنا معه إلّا اتصال النار بالنار والحديد بالحديد، وأنّ اليد التي ستمتدّ لتمنحه سلماً لا يسلّم للأمة بحقّها ستُقطع مع العنق، فكان لنا في حربنا معه ومع عملائه نسور عانقت المجد ببطولتها، من حسين البنا إلى ميشال الديك إلى وجدي وسناء ومالك ومريم ونورما، إلى نبيل العلم والمناضل حبيب الشرتوني الذي اقتلع رأس أفعى العمالة بتنفيذه حكم الأمّة وإرادتها ذات أيلول، في يوم مجيد من أيام البطولة حين قضى على المجرم والعميل والخائن بشير الجميّل.
وختم: في ذكرى التأسيس لا بدّ من التأكيد على ما قاله زعيمنا إنّ كلّ عقيدة عظيمة تضع على عاتق أتباعها المهمّة الطبيعية الأساسية الأولى، وهي تحقيق غايتها وانتصار حقيقتها. وكلّ عقيدة يصيبها الإخفاق في هذه المهمّة تزول ويتبدّد أتباعها، وإن انتصار عقيدتنا هو رهن بمدى تمسّكنا بهذا الفكر ومدى التزامنا بقَسَمنا السوريّ القوميّ الاجتماعيّ وبمدى الوعي القوميّ لدورنا، الذي جعل منّا جنوداً في هذه النهضة، وروّاد المقاومة وروّاد البطولة المؤمنة المؤيّدة بصحّة العقيدة.
وفي نهاية الاحتفال، تمّ قطع قالب الحلوى الذي أُعدّ للمناسبة، كما قُدّمت هدية تذكارية للحاضرين عبارة عن صورة للزعيم وشعار الزوبعة ونسورها قدّمتها مديرية الهرمل الأولى.