ردود منتقدة لكلام عودة عن المقاومة: غير بريء ويبرّر محاولة استهدافها
أثار كلام متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خلال قدّاس بذكرى اغتيال جبران تويني، غامزاً فيه من قناة المقاومة بقوله: “هذا البلد يُحكم من شخص كلكم تعرفونه ومن جماعة تحكمنا بالسلاح”، ردود فعل منتقدة بشدةّ له، معتبرةً أنه غير بريء على الإطلاق ويبرّر لمحاولة استهداف المقاومة.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أنّ “المقاومة هي التي حمت وتحمي لبنان، وهي التي تمنع العدو الإسرائيلي من أن يفكر في ارتكاب أي حماقة، في شنّ حرب جديدة على لبنان، لأنّ المقاومة فرضت على العدو معادلة توازن الرعب”.
وانتقد “الصوت الذي يخرج ويقول هذا البلد يحكمه رجل واحد، وتحكمه جماعة واحدة تستقوي بسلاحها، بكل بساطة، لا نريد أن نفتح سجالاً، هذا البلد أكبر وأهم من أن يُحكم من رجل واحد، مع تقديرنا واحترامنا واعتزازنا بهذا الرجل وعقله وحكمته ورشاده، لكن لأنه حكيم لا يسمح لنفسه بأن يحكم البلاد وفيها عقول أخرى وفيها مكوّنات أخرى، لكنّ هذا الكلام يصدر عمن يحاول أن يجهّل الأسباب الحقيقية للأزمة، ومن يحاول أن يغطي ويبرر لمحاولة استهداف المقاومة في لبنان، وهذا الكلام ليس بريئاً على الإطلاق”.
بدوره، أعرب الوزير السابق عدنان منصور عن أسفه للكلام الذي صدر عن عودة، معتبراً أنه “يأتي ضمن حملة إعلامية داخلية ودولية مشبوهة محمّلة بالكراهية والتهديد، تتناغم وتتوافق مع الحملات الإعلامية التي يطلقها العدو الإسرائيلي وعملاؤه ومرتزقته في الداخل والخارج”.
وتابع: “لا يا سيادة المطران، ليس من يحمي الأرض كمن يشرّعها للعدو. وليس من يستميت في الدفاع عنها كمن يجعلها مستباحة للغزاة. وليس الذي يستشهد ابنه دفاعاً عن الوطن والشرف كمن يحتضن العدو ويبارك عدوانه. لبنان يا سيادة المطران تعرف جيداً من يحكمه ويوجهه ويديره ويملي عليه الشروط والقيود. هناك يا سيادة المطران في الخارج من يريد أن يزجّ لبنان في صراع ومواجهة داخلية دموية بين أبنائه، فلا تجعلوا هكذا تصريحات تصب الزيت على النار، وتساعد على إثارة الفتنة في هذا الظرف العصيب. ما يحتاجه لبنان هو الحكمة والروية والبصيرة من الجميع ليقف في وجه كل المتربصين به، والوقوف في صف واحد بجانب من حرّر الأرض ودافع عن كرامة الإنسان اللبناني ولا يزال حتى لا يكون لبنان لقمة سائغة في يد الأعداء، وبين أنياب الذئاب يتفرج عليه كل عميل ومتخاذل ومأجور لا يقبل أن يكون للبنان كرامة ولا عزة ولا مقاومة ولا مقاوماً. لا يريد لبنان واللبنانيون من يؤجج للفتنة وللحريق الذي، اذا ما اندلع، سيلتهم كل شيء”.
وحذّر “من هكذا تصريحات لا تخدم إلاّ أعداء لبنان وتقوده إلى المجهول. فيا سيادة المطران الذي نحترم ونقدر، نريد صوتكم صوت الحكمة والوحدة لا صوتاً يثير الحساسيات ويقلّب المواجع ويعيدنا إلى لغة الإثارة والنعرات وإلى مواقع الخنادق”.
من جهته، لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح، إلى أن “لبنان يمر بأدق مراحل تاريخه الحديث، وليس مسموحاً لأحد أن يزيد النار تسعيراً، سواء أكان مطراناً أو شيخاً، بل الواجب الديني والأخلاقي يفرض عليه أن يسهم في إطفائه”.وتوجّه إلى عودة قائلاً: “هذا الشخص وتلك الفئة حرّرت وقاومت وحمت وصانت وأعادت الحرية والسيادة والاستقلال لبلد كان محتلاً ودولة كانت بين أنياب إبليس، حررت ولم تحكم، قدمت ولم تأخذ، أعطت لله وللوطن، قاومت وعينها على لبنان وليس على كراسيه”.