أنس وهب… موهبة تجمع بين الزخرفة والنحت والإبداع
} ديار نصر
أشكال ومجسّمات بالغة الصغر نحتها الطفل أنس عاصم وهب ابن الثلاثة عشر ربيعاً بدقة متناهية على بروات أقلام الرصاص أهّلته للمشاركة في المعرض المركزي للفنون الجميلة والذي أقامته وزارة التربية في خان أسعد باشا في دمشق قبل أيام، ونال عليها إحدى الجوائز الأربع الأولى على مستوى سورية.
أنس وهب إبن قرية العانات بريف السويداء الجنوبي، أوضح أن موهبته بدأت منذ الصغر وعمل على تنميتها ليلتحق لاحقاً بمركز الفنون التابع لدائرة المسرح المدرسي في السويداء منذ سنتين، حيث صقلها بشكل مدروس، لافتاً إلى دور واهتمام الأسرة خاصة والدته وشقيقته والمدرسين بتطوير موهبته.
يستعين وهب في تجسيد أشكاله ومجسّماته على بروة قلم الرصاص بمشرط صغير وخيال مبدع وعين ثاقبة منجزاً منحوتات عديدة ومنها كلمة «الله» والسيف الدمشقي شبيه النصب الموجود بساحة الأمويين بدمشق ومجسّم لقلعة وجرة وساعة يد وكرسي عليه تاج ومنحوتة لعصفور.
ونظراً لتأثره بوالده الراحل فقد أهدى أنس وهب روحه الجائزة التي استحقها مع ختام المعرض المركزي للفنون الجميلة بين 26 و29 من الشهر الفائت متمنياً عودة السلام إلى وطننا.
هبة الجرماني والدة وهب ذكرت أن موهبة ابنها ظهرت منذ الصغر بالفطرة مع تأثره بوالده الذي كان يعمل بالنحت والزخرفة على الرخام والحجارة والزجاج والذي اغتالته يد الإرهاب أثناء توجهه إلى عمله عام 2013، حيث تفرّد الطفل بصناعة المنمنمات الصغيرة وحرصت على تشجيعه و الاهتمام بموهبته ورعايتها وتنميتها.
المدرب في مركز الفنون في مدرسة الشهيد مزيد نعيم التابع لدائرة المسرح المدرسي يحيى السريوي أوضح أن موهبة وهب نادرة وأعماله متقنة وتحتاج إلى دقة ولديه أفق وخيال خصب يجعل الطريق أمامه مفتوحة على مزيد من الفن والإبداع.بدوره أكد رئيس دائرة المسرح المدرسي لؤي عماد أن وهب أظهر موهبة نادرة بالحفر والنحت على بروة قلم الرصاص مجسّداً مجسّمات صغيرة تحتاج إحساساً وانتباهاً عالياً في التعامل معها ويلزم المشاهد العادي مجهراً أو مكبراً ليكتشف مدى الدقة والإبداع فيها حيث لاقت أعماله وأعمال باقي الأطفال المشاركين من المحافظة إعجاب كلَّ من شاهدها واستحقت الجوائز.