انتهاء الفترة المحدّدة للحملات الانتخابية الرئاسية الجزائرية وصالح يعتبرها محطة بالغة الأهمية في مسار بناء دولة الحق والقانون
بدأ الجزائريون المقيمون في المناطق النائية أمس، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقرّرة الخميس المقبل تحت إشراف السلطة المستقلة للانتخابات، فيما أعلنت حركة مجتمع السلم وهي أكبر حزب إسلامي في البلاد أنها لن تدعم أيّاً من المرشحين الخمسة للرئاسة.
عملية التصويت انطلقت صباح أمس، في إطار الرئاسيات المقرر إجراؤها يوم 12 كانون الأول المقبل، بمناطق البدو الرحل في تمنراست.
وأعلن نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح عن «إسداء تعليمات لمصالح الأمن للتحلي بأعلى درجات اليقظة والجاهزية والتصدّي بقوة القانون، لكل من يحاول تعكير صفو الموعد الانتخابي أو التشويش عليه».
وطالب قايد صالح في خطاب جديد ألقاه أمس، على هامش زيارة عمل إلى قيادة الدرك الوطني من «الدرك الوطني، بالتنسيق مع وحدات الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية، اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بالتأمين التام والشامل لمراكز ومكاتب الانتخاب عبر مختلف مناطق الوطن، وتأمين المكاتب المتنقلة بالمناطق النائية، بغرض ضمان نجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة، خدمة للوطن ومصلحته العليا»، مع اقتراب يوم الاقتراع المقرّر يوم 12 كانون الاول الحالي.
وذكَر الفريق أن التعليمات الموجّهة لمصالح الأمن، تأتي في «إطار المسؤولية الوطنية الجسيمة التي نَعتَزُّ بتَحَمُّلها، حفاظاً على أمن واستقرار بلادنا، التي تستحق منا اليوم وكل يوم أن ندافع عنها في كل الظروف والأحوال ومهما كلّفنا ذلك من تضحيات، لِنَفي بالعهد الذي قطعناه مع الله والوطن والشعب».
كما اعتبر قايد صالح أن «الانتخابات الرئاسية هي التي سَتَرسُم معالم الدولة الجزائرية الجديدة التي طالما تَطَلَّعت إليها أجيال الاستقلال».
كذلك، أبرز أن «الانتخابات تُعَدّ مَحَطة بالغة الأهمية في مسار بناء دولة الحق والقانون»، مضيفاً أن «القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي ستُواصل مرافقتها للشعب الجزائري ولكافة مؤسسات الدولة إلى غاية إجراء الانتخابات الرئاسية».
وجدّد المسؤول العسكري توقعاته بشأن تسجيل مشاركة قوية في الرئاسيات قائلاً «إننا على يقين تام أنكم أنتم أبناء هذا الشعب الوطني والأصيل، الذين تمثلون فخر الجزائر، ستسطرون اليوم، من خلال مشاركتكم القوية في هذا الموعد الانتخابي الهام بل الحاسم، ملحمة عظيمة في سبيل وطنكم الجزائر سيحفظها التاريخ وتصونها الذاكرة الجماعية للمجتمع الجزائري».
وانتهت أول أمس، الفترة المحددة للحملات الانتخابية، بعدما استمرت ثلاثة أسابيع، واتصفت ببروز رفض شعبي واسع للمشاركة في الاقتراع، والهادف إلى اختيار رئيس جديد بعد استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في بداية نيسان، وحلول رئيس موقت مكانه.
وأدلى الجزائريون في الخارج بأصواتهم، وشدّد وزير الخارجية الجزائري صابري بوقادوم على رفض بلاده «أيّ تدخل خارجيّ في شؤونها الداخليّة».
وتؤكد المادة 173 من القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات أن «الحملة الانتخابية تكون مفتوحة قبل 25 يوماً، من تاريخ الاقتراع وتنتهي قبل ثلاثة أيام من تاريخ الاقتراع.
ووفقاً للمادة، في حالة دور ثانٍ للاقتراع، فإن «الحملة الانتخابية التي يقوم بها المترشحون لهذا الدور تفتح قبل 12 يوماً من تاريخ الاقتراع، وتنتهي قبل يومين من تاريخ الاقتراع».
وتتميّز الحملة الانتخابية للرئاسة، بإعداد «ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية» الذي سيوقع عليه السبت المقبل المترشّحون ومدراء المؤسسات الإعلامية.
ويتضمن الميثاق الذي سبق للمترشّحين أن تسلموا نسخاً منه ووافقوا على جميع بنوده، ضوابط لسير العملية الانتخابية تضمن نظافتها ونزاهتها، وتمنع التصرفات التي تمسّ بشفافيتها وبالمساواة بين المترشحين.وقدّم المرشحون للرئاسة في الجزائر برامجهم خلال مناظرة تلفزيونية غير مسبوقة في البلاد.