صالح: رئيس الوزراء يجب أن يحظى بقبول الشعب العراقي
تشييع جثمان الناشط الاعلامي وسط ساحة التحرير.. والأمم المتحدة تقول إن ميليشيات تستهدف ناشطين في التظاهرات
أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أمس، على ضرورة أن يحظى المرشح لمنصب رئيس الوزراء بقبول الشعب العراقي، فيما شدد على ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهرات ومجابهة الخارجين عن القانون.
وذكرت رئاسة الجمهورية في بيان، أنه «في إطار الجهود التي يواصلها رئيس الجمهورية في اللقاء والاستماع إلى وجهات نظر مختلف الأطراف الرسمية والشعبية، التقى الرئيس برهم صالح، في قصر السلام، في اجتماعات منفصلة، عدداً من رؤساء الجامعات والأكاديميين ورؤساء وممثلي النقابات المهنية والفعاليات الشعبية».
وأضافت أنه «جرى خلال اللقاءات بحث الأوضاع الحالية في البلاد والجهود والمساعي المبذولة من أجل ترشيح رئيس مجلس وزراء لحكومة مؤقتة ضمن التوقيتات والسياقات الدستورية والتأكيد على أهمية إشراك النخب المختلفة في حسم الخيار الوطني لرئيس وزراء الحكومة المؤقتة التي يكون واجبها الأساس تلبية استحقاق الإصلاح والتهيئة لانتخابات نزيهة وفق قانون انتخابي عادل».
وأشارت إلى أنه «تم أيضاً تأكيد ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهرات ومجابهة الخارجين عن القانون الذين يستهدفون المتظاهرين والأمن العام».
وأكد رئيس الجمهورية بحسب البيان، أن «يحظى المرشح لمنصب رئيس مجلس الوزراء بقبول الشعب العراقي ويلبي تطلعاته وآماله في حياة حرة كريمة وضمن التوقيتات والسياقات الدستورية».
من جهة أخرى عقد مجلس الوزراء، أمس، جلسته الاعتيادية برئاسة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي المستقيل، فيما أصدر قرارات عدة.
وأشار رئيس الوزراء المستقيل، في بداية الجلسة إلى «ذكرى يوم النصر على داعش ووصفه باليوم التأريخي في حياة العراقيين وللعالم ايضاً لما يمثله خطر داعش».
وأوضح عبد المهدي، أن «أهم عامل من عوامل النصر هو قدرة الشعب والقوات المسلحة من جيش وشرطة وحشد شعبي وبيشمركة وعشائر وتكوين جبهة واحدة ضد الارهاب ، والموقف المشهود للمرجعية الدينية».
ولفت إلى «تحقيق عمليات ارادة النصر نتائج مهمة في مختلف المحافظات وان زمام المبادرة بيد القوات العراقية البطلة التي بفضل تضحياتها وإنجازها تحققت أجواء الأمن والاستقرار والنشاط الاقتصادي، وكذلك الحراك الجماهيري الإيجابي والتظاهر السلمي للتعبير عن المطالب المشروعة لشعبنا» .
إلى ذلك، شاركت جموع غفيرة في تشييع جثمان الناشط العراقي علي اللامي إلى مثواه الأخير، الذي اغتيل برصاص مجهولين، فجر أمس.
وتناقل ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لآلاف المتظاهرين وهم يحملون نعش اللامي وسط ساحة التحرير في بغداد.
وانتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق خبر اغتيال اللامي، حيث بعث أصدقاء اللامي رسائل تعزية وشجب، منها «اغتالته قوى الظلام… ذنبه الوحيد أنه أراد وطناً وحقوقاً».
ويتعرض الناشطون والمتظاهرون في عموم محافظات العراق، لعمليات اختطاف، واعتقال، وقتل، ومحاولات اغتيال، بسبب مشاركتهم وتضامنهم في التظاهرات التي تشهدها البلاد، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان نشطاء عراقيون أفادوا بأنهم يعيشون حالة من الخوف والترقب الدائم بعد توالي أنباء اغتيال زملائهم، في وقت يواصل فيه المتظاهرون في بغداد، ومحافظات وسط وجنوب العراق، مع انضمام المعتصمين، في المدن الشمالية، والغربية، احتجاجاتهم للشهر الثالث على التوالي تحت المطر، وموجة البرد التي حلّت مؤخراً، ورغم استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، مطالبين بحل البرلمان، ومحاكمة المتورّطين بقتل المتظاهرين، وإجراء انتخابات مبكرة.
وفي سياق متصل، أصدرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، أمس، تقريراً جديداً، هو الثالث منذ بدء الاحتجاجات في الأول من أكتوبر الماضي.
وقالت في تقريرها الموسّع إنها «تلقت معلومات موثوقة تفيد بأن المتظاهرين والناشطين البارزين تمّ استهدافهم واعتقالهم من قبل القوات الأمنية والجماعات التي توصف بأنها ميليشيات».
وأضافت أن «المعلومات الموثوقة تشير أيضاً إلى أن القوات الأمنية ألقت القبض على أشخاص من منازلهم ومن مركباتهم واحتجزتهم بالحبس الانفرادي أثناء التحقيق، وربما كان اعتقالهم لأسباب تتعلق بالأمن الوطني».وأشارت إلى أن «الجماعات التي وصفت بأنها ميليشيات اختطفت ما لا يقل عن خمسة من الناشطين والمتظاهرين البارزين في بغداد، واحتجزتهم في الحبس الانفرادي في مواقع احتجاز غير رسمية لأيام عدة أثناء استجوابهم».