«أستانا» تعلن في ختام محادثاتها رفضها أيّ حكم ذاتي في سورية.. فتح الطريق الدولي الحسكة – حلب بعد استكمال انتشار وحدات الجيش الجعفري: مستقبل إدلب مرتبط بمستقبل سورية كلها.. والاحتلال الأميركي ينهب النفط ويبيعه لأنقرة
أعلن ممثل الحكومة السورية إلى مفاوضات «أستانا»، مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أمس، أن المشكلة الكبرى في منطقة إدلب تتمثل بحماية تركية أميركية للإرهابيين.
وقال الجعفري، خلال الجلسة النهائية للقاء «أستانا»: «ملف إدلب يتعلق بمكافحة الإرهاب، والمشكلة الكبرى فيها الآن وجود حماية تركية أميركية للإرهابيين فيها»، مضيفاً: «ملف إدلب يتعلق بمكافحة الإرهاب ويحق لسورية وحلفائها محاربة الاٍرهاب فيها»، وذلك حسب وكالة الأنباء السورية «سانا».
وأكد أن «تركيا تنقل الإرهابيين من ليبيا إلى إدلب ومن إدلب إلى ليبيا»، مشيراً إلى أن «مستقبل إدلب مرتبط بمستقبل سورية كلها».
كما لفت إلى «تطرقنا بالتفصيل إلى كل عمليات التتريك خلال اجتماعاتنا في محادثات أستانا»، متابعًا: «استمرار عمل اللجنة الدستورية السورية يقرره السوريون أنفسهم وليس أي طرف آخر».
وأضاف: «ليست هناك مسألة كردية في سورية والمكون السوري الكردي هو جزء من تاريخنا». وقال: «إن الاحتلال الأميركي ينهب النفط السوري ويبيعه للنظام التركي».
وكان الجعفري كشف في دردشة مع الصحافيين، أن بلاده لم تدع إلى قمة اسطنبول التي دعا لعقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول سورية في فبراير المقبل.
وقال الجعفري للصحافيين: «ليست لدينا علاقات دبلوماسية مع تركيا. لا، لم تتم دعوتنا». وأضاف: «هم ما زالوا يحتلون جزءاً من أراضينا، ويقفون بشكل كبير، وراء الأزمة السورية».
من جهته، رأى المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية، ألكسندر لافرينتييف، أن سورية يجب أن تدار مركزياً، لكن يمكن السماح بعناصر معينة من الحكم الذاتي، بحسب تعبيره.
وقال لافرينتييف، خلال مؤتمر صحافي، عقب الجولة الـ14 من المحادثات حول سورية في صيغة أستانا «يجب أن تكون الإدارة مركزية. بالطبع، يمكن السماح بعناصر معيّنة من الحكم الذاتي، ويجب مناقشتها وتطبيقها، إذا لزم الأمر».
وأضاف لافرينيتيف «نعتقد أنه تجب مناقشة هذه القضية ووضع اللمسات الأخيرة عليها عند صياغة دستور جديد».
وأوضح بهذا الخصوص «ما تمت الإشارة إليه (في البيان الذي أعقب المحادثات في نور سلطان) هو عدم قبولنا بمختلف أشكال الحكم الذاتي في سورية – ويُقصد هنا إنشاء هياكل من شأنها أن تعمل بشكل مستقل عن الحكومة المركزية».
وكانت الدول الضامنة شددت في البيان الختامي للجولة الرابعة عشرة لمحادثات أستانا حول سورية على رفض مبادرات فرض أي حكم ذاتي بذريعة مكافحة الإرهاب. مؤكدة أهمية حفظ سيادة سورية ووحدة أراضيها، وضرورة عمل اللجنة الدستورية من دون أي تدخل خارجي.
وأكدت روسيا وتركيا وإيران، في البيان الختامي للجولة الـ 14 للمباحثات بـ»صيغة أستانا»، أهمية الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها، مشددة على رفضها لمحاولات خلق واقع جديد، بما في ذلك مبادرات حكم ذاتي غير مشروعة، بذريعة مكافحة الإرهاب.
وقالت: «نرفض في هذا الصدد جميع المحاولات الرامية إلى خلق واقع جديد على أرض الواقع، بما في ذلك مبادرات الحكم الذاتي غير المشروعة، بذريعة مكافحة الإرهاب، ونُعرب عن عزمنا على الوقوف ضد الأجندات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سورية وسلامتها الإقليمية وكذلك تهديد الأمن القومي للبلدان المجاورة».
وأضاف البيان أن الدول الثلاث اتفقت على أن الاستقرار والأمن في شمال شرق سورية على المدى الطويل لا يمكن تحقيقه إلا على أساس الحفاظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها»، ورحبت في هذا السياق، بإبرام مذكرة 22 أكتوبر الروسية التركية بشأن الاستقرار في تلك المنطقة وأكدت أهمية اتفاقية أضنة لعام 1998.
وندّد البيان بالهجمات الإسرائيلية على سورية، باعتبارها تنتهك القانون الدولي وتقوّض السيادة السورية والدول المجاورة، كما عبرت الدول الثلاث عن «رفضها للاستيلاء والتوزيع غير المشروعين لعائدات النفط السوري، التي ينبغي أن تعود إلى الجمهورية العربية السورية».
وقررت الدول الثلاث عقد جولة جديدة من المباحثات بـ»صيغة أستانا» في مدينة نور سلطان في مارس عام 2020.
هذا وانتهت، أمس، في العاصمة الكازاخية نور سلطان، الجولة الـ14 من محادثات أستانا حول سورية، التي استغرقت يومين، بمشاركة الوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، ووفد الحكومة السورية، برئاسة مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، ووفد المعارضة السورية، برئاسة، أحمد طعمة، ووفد الأمم المتحدة بصفة مراقب، برئاسة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون.
على صعيد اللجنة الدستورية، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسن، أنه يواصل المشاورات مع ممثلي الحكومة والمعارضة في اللجنة الدستورية السورية لتحديد موعد للاجتماع الجديد للجنة.
وقال بيدرسون لوكالة «إنترفاكس» أمس، على هامش أعمال الجولة الـ14 لـ»مباحثات أستانا» حول سورية في العاصمة الكازاخية نور سلطان: «أبحث حالياً موضوع اجتماع الدستورية مع كل من رئيسيها عن الحكومة والمعارضة.
لم نتوصل بعد إلى إجماع (حول انعقاد اللجنة المصغرة)، وأستمر في العمل على ذلك آملاً بأن يتقدّما بأفكار تسمح بالتوصل إلى فهم مشترك». وأضاف: «عندما نحقق ذلك، سنمضي لنتفق على موعد اللقاء المقبل، وربما سيكون في يناير».
وكان الاجتماع الأول للجنة الدستورية المصغرة في نهاية الشهر الماضي في جنيف قد فشل بسبب الخلافات المستعصية بين وفدي دمشق والمعارضة حول أجندة العمل.
ميدانياً، نقل مصدر عن اللواء أحمد شريف أحمد القائد العسكري في محافظة الحسكة إعلانه إعادة فتح الطريق الدولي الحسكة – حلب M4 بعد استكمال انتشار وحدات الجيش السوري.
وأفاد مصدر بحصول تسريب لبعض بنود الاتفاق بين روسيا وتركيا، حيث تسحب تركيا وفق هذه البنود الفصائل الموالية لها لمسافة 4-5 كم شمال الطريق M4 كما تسحب «قسد» قواتها جنوب الـM4 وتمد تل أبيض ورأس العين بالكهرباء من محطة سد تشرين.
ويعتبر الطريق M4 الخط الأهم الذي ينقل عبره النفط والحبوب الى الساحل والداخل السوري، وتابع مراسلنا أن الشرطة العسكرية الروسية والقوات التركية ستقوم في فترات لاحقة بإجراء دوريات مشتركة على هذه الطريق.
ضبطت الأجهزة الأمنية السورية سيارة مفخخة معدة للتفجير وكميات من المواد المتفجرة والأسلحة والعبوات الناسفة والألغام والأحزمة الناسفة من مخلفات المجموعات المسلحة في ريف درعا الشرقي.
وقال ضابط أمن سوري، إن «كميات المواد المتفجرة التي تم ضبطها كافية لإحداث انفجارات هائلة وخسائر كبيرة، لا سيما لجهة وجود كمية كبيرة من مواد السيفور والـTNT شديدة الانفجار» منوّهاً بـ «تعاون الأهالي الشرفاء في عملية ضبطها.
ولفت إلى أن عناصر الهندسة حضروا مباشرة إلى موقع المزرعة وقاموا بتفكيك السيارة وجميع العبوات الناسفة والمواد المتفجرة.
من جهته أشار أحد ضباط الهندسة في القوى الأمنية السورية أن السيارة المفخخة كانت تحوي 11 لغماً مضاداً للدروع وعدداً من العبوات الناسفة كبيرة الحجم وكانت مجهزة للتفجير بطريقتين الأولى سلكية والثانية لاسلكية عن بُعد بهدف تأكيد عملية التفجير، لافتاً إلى أنه تم التعامل مع جميع المتفجرات وتفكيكها بشكل كامل.كما عثرت الجهات الأمنية خلال عمليات التمشيط في محيط المزرعة على عدد من الألغام بعضها صهيوني الصنع ورشاشات وذخيرة متنوّعة وأجهزة اتصال وعدد من العبوات الناسفة مختلفة الأحجام وبعضها مصنّع على شكل أحجار بازلتية إضافة لدراجات نارية مفخخة ومعدة للتفجير.