تحقيق أميركي يكشف تجنيد الإمارات لعملاء استخبارات أميركيين!
كشفت وكالة «رويترز»، من خلال تحقيق خاص لها، أن ثغرات في نظام التصاريح الأمنية لعملاء الاستخبارات الأميركيين سمحت للإمارات بالتعاقد معهم للعمل ضمن فريق «قرصنة واختراق» سرّي.
ويسلّط تقرير الوكالة على نقاط ضعف في كيفية إشراف واشنطن على جيش من عملاء الاستخبارات السابقين في مشاريع سريّة، مع الاحتفاظ بمزاياهم لدى الاستخبارات الأميركيّة.
وتتيح التصاريح الأمنيّة للعملاء الحصول على معلومات مصنّفة «سرية للغاية» في الولايات المتحدة.
ويكشف التقرير تورّط مسؤولين أميركيين سابقين، بينهم مدراء تنفيذيون في «البيت الأبيض»، في العمل على إنشاء وتطوير وإدارة مشروع استخباري إماراتي، تحت عنوان «وحدة تحليل واستثمار بحوث التنمية» «DREAD».
ويتيح المشروع للسلطات الإماراتية اختراق حسابات بريد إلكتروني، وحواسب لأشخاص وحكومات وهيئات تعدّهم الإمارات «خصوماً».
وقالت الوكالة إن «من بين الأهداف التي تعرّضت لهجمات المشروع الإماراتي، الذي أشرف عليه خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ابن ولي العهد الإماراتي، كلاًً من (FIFA) والأمم المتحدة ودبلوماسيين وعاملين في منظمات حقوق إنسان، إلى جانب شخصيات مثل الاقتصادي أحمد غيث السويدي والناشطة السعودية لجين الهذلول».
وتحدثت رويترز عن المسؤول السابق في «البيت الأبيض» في ملف «مكافحة الإرهاب»، ريتشارد كلارك، الذي كان الأول في سلسلة من المديرين التنفيذيين السابقين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع، الذين وصلوا إلى الإمارات بعد أحداث 11 أيلول، لبناء وحدة التجسس.
وقالت إن «كلارك استغلّ علاقته الوثيقة مع حكّام الإمارات، وهي علاقة بنيت عبر عقود من الخبرة، بصفته واحداً من صانعي القرار في الولايات المتحدة، للفوز بالعديد من عقود الاستشارات الأمنية في الإمارات».
وأضافت أنه «في مقابلة أجريت معه في واشنطن، قال كلارك إنه بعد التوصية بأن تنشئ الإمارات وكالة مراقبة إلكترونية، تمّ تعيين شركته (Good Harbour Consulting) للمساعدة في إنشائها.
ووفقاً للتقرير، فعلاقة كلارك بمحمد بن زايد بدأت قبل الحرب الأميركية ضد العراق في عام 1991، إذ ساعد بن زايد كلارك في الحصول على تصريح من الحكومة الإماراتية لشنّ عمليات قصف من المجال الجوي الإماراتي، كما قام بتحويل 4 مليارات لمصلحة المجهود الحربي الأميركي، وفي المقابل شهد كلارك أمام الكونغرس لمصلحة بيع الإمارات مروحيات عسكرية هجومية.
وتقول الوكالة إنه «بعد انضمام كلارك إلى شركة (Good Harbour) في عام 2003، منح بن زايد الشركة فرصة نادرة للمساعدة في بناء استراتيجية الأمن الداخلي في الإمارات من الألف إلى الياء…. وسرعان ما فازت الشركة بسلسلة من العقود الأمنية لمساعدة الإمارات على تأمين بنيتها التحتية، بما في ذلك العمل على حماية الموانئ البحرية في دول الخليج (الفارسي)، والمشاريع النووية، والمطارات، والسفارات والمنشآت البتروكيميائية»، وفقاً لمصدرين كانا على اطلاع مباشر على العقود.
ووفقاً للوكالة، فقد رأى كلارك أن «الإمارات تحتاج إلى وكالة تشبه وكالة الأمن القومي لديها القدرة على التجسس على الإرهابيين».
ولدى سؤاله عما إذا كان يشعر بالقلق من إمكانية استخدام الإمارات تلك القدرة لقمع النشطاء أو المنشقين، أكد كلارك أن «التركيز الرئيس كان على تنظيم القاعدة»، حسب قوله.
وبعد موجة الربيع العربي عام 2011، خشي خبراء الأمن الإماراتيون من أن تكون بلادهم التالية.
وقالت الوكالة إن أهداف «DREAD» بدأت في التحول من مكافحة الإرهاب إلى فئة منفصلة تسميها الإمارات «أهداف الأمن القومي»، وبدأت حملة واسعة ضد المعارضين وغيرهم ممن يُنظر إليهم على أنهم تهديد سياسي.
وقالت إنه «بين عامي 2012 و2015، تم تكليف الفرق باختراق حكومات منافسة بأكملها، حيث تحول تركيز البرنامج من مكافحة الإرهاب إلى التجسس ضد الأعداء الجيوسياسيين».
وقالت إن «أحد الأهداف كان قطر، بعد فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022». وفي عام 2014، استهدف نشطاء «DREAD» مدراء في «FIFA»، والمشاركين في تنظيم دورة كأس العالم في قطر.
وقالت إنه تم التخطيط لعملية القرصنة لـ»FIFA»، التي أُطلق عليها اسم «Brutal Challenge»، من قبل محلل سابق في وكالة الأمن القومي يُدعى كريس سميث.وأوضحت أن القراصنة أرسلوا رسائل على «فيسبوك» تحتوي روابط إلى موقع إلكتروني يُسمّى «Worldcupgirls». بالنقر على الرابط يدخل برنامج التجسس إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بالهدف.