رئاسيات 12/12 جاء بها الحراك الشعبي الجزائريون بدأوا الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للبلاد
انطلقت أمس، الانتخابات الرئاسية الجزائرية وسط أجواء هادئة نسبياً، وصوّت أمس، أكثر من 24 مليون ناخب مسجلين في الجزائر بينهم نحو 4 ملايين في الخارج لاختيار رئيس جديد للبلاد، وقد أعدّت السلطة المستقلة للانتخابات أكثر من 61 ألف مكتب اقتراع لتسيير العملية الانتخابية.
وقال رئيس السلطة المستقلة للانتخابات في الجزائر إن نسبة المشاركة في الانتخابات قبل ساعة ونصف الساعة بلغت 20.43%.
فيما كشف رئيس السلطة المستقلة للانتخابات محمد شرفي، أن حوالي 5% من مكاتب التصويت فقط هي التي شهدت حوادث وأعمال فوضى أدّت إلى تعطيل العملية الانتخابية بها.
شرفي أكّد أن انتخابات 12 كانون أول 2019، تشبه رئاسيات 1995 لجهة ارتفاع نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع، وقال إن نسبة المشاركة في الرئاسيات قبل ظهر اليوم بلغت 7.92 %.
ونقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لإقدام بعض المحتجين على اقتحام أحد مكاتب الاقتراع بمحافظة بجاية شرقي الجزائر، ولم تسجل أيّ حوادث أخرى تذكر، أما في محافظة قسنطينة فقد خرج بعض الشبان في وقفة احتجاجية في قلب المدينة للتعبير عن رفضهم للانتخابات، لكن دون التعرّض أو الاقتراب من مراكز الانتخاب.
هذا وأكّد رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين أن الشعب سيردّ بقوة على كل المشككين والمشوّشين على المسار الانتخابي، وشدّد عقب تصويته على أنه ما من خيار سوى صندوق الانتخاب لإعادة الشرعية إلى المؤسسات الدستورية.
وقال مرشح الرئاسيات الجزائرية عز الدين ميهوبي إن التاريخ سيكرّس الثاني عشر من ديسمبر يوماً لتكريس الإرادة الشعبية، معتبراً إياه يوم انتصار الجزائر. وعقب تأديته واجبه الانتخابي أضاف ميهوبي أن الشعب سيختار رئيسه بكل حرية وديمقراطية ونزاهة.
ودعا ميهوبي الجزائريين للتوجه بالملايين إلى صناديق الاقتراع لتحقيق ما وصفها بـ «السلطة الحقيقية»، مشيراً إلى أنه أدرك خلال حملته الانتخابية أن الجزائريين سيكونون في هذا الموعد الانتخابي.
من جهته، قال مرشح الرئاسيات، عبد القادر بن قرينة، إنّ «الشعب يجب أن يستمرّ في حراكه السلمي، للاستمرار في تفكيك العصابة»، وأضاف بن قرينة عقب أدائه واجبه الانتخابي، أن هذه الانتخابات جاء بها الحراك وليست هدية من السلطة.
ووعد بن قرينة بتلبية مطالب الحراك، وتحرير الصحافة، وشكر بهذه المناسبة الشعب الجزائري الذي احتضنه في المسيرات الشعبية وقاعات التجمّعات، مؤكّداً أنه «لم يكن أبداً في سفينة العصابة، وقال إن شرط نزاهة الانتخابات هي أن يخرج الشعب اليوم في ثورة سلمية للتصويت وحماية صناديق الاقتراع».
ووسط ارتفاع أصوات داعية للمقاطعة وأخرى تنادي بالخروج للاحتجاج في الشارع يوم الاقتراع، يأتي تنظيم الانتخابات الرئاسية في الجزائر بمثابة التحدي لتجنيب البلاد مخاطر الوقوع في فراغ دستوري، أو الانزلاق إلى فخاخ الاختراق أو التآمر الخارجي.
استحقاق رئاسي تتوجّه نحوه الجزائر وهي ترفض أيّ شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤونها قاطعة امتداد أيادي القوى الاستعمارية ومصالحها في تحديد مصير البلاد وخياراتها السيادية، ومتأهبة لإحباط محاولات زعزعة الاستقرار فيها.
وتراهن القوات المسلّحة الجزائرية بما لديها من خبرة وتدريب وإمكانيات على العبور بالبلاد إلى شاطئ الاستقرار عبر تأمين خيار الشعب الجزائري الحر والمسؤول.
الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح دعا الجزائريين إلى الاقتراع من أجل اختيار رئيسهم المقبل. بن صالح وفي رسالة إلى الشعب الجزائري قال الأربعاء إن الاستحقاق سيكون تاريخياً، مؤكّداً أن الدولة وفت بالتزاماتها لتمكين الشعب من اختيار رئيسه بكل حرية، وأضاف أن «عمليات التشويش صادرة ممن يتخذون من الديمقراطية شعاراً من دون الاحتكام إلى مقتضياتها».
من جهته، أعلن حزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر الأربعاء دعمه ومساندته المرشح للانتخابات الرئاسية، مرشح التجمّع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي. الحزب دعا في بيان له أنصاره إلى المشاركة الكثيفة في الانتخابات لضمان فوز ميهوبي، كما حث المحافظين ورؤساء اللجان الانتقالية على مواصلة تعبئة المواطنين وتشجيعهم على ضرورة المشاركة الكثيفة.
وقبل ساعات من عمليات التصويت تظاهر الآلاف في الجزائر رفضاً لإجراء الانتخابات الرئاسية. المتظاهرون تجمعوا في العاصمة رافعين لافتات باللون الأحمر للتعبير عن رفضهم إجراء هذا التصويت اليوم لاختيار خلف لعبد العزيز بوتفليقة، ويطالب المشاركون بحلّ النظام السياسي بأكمله رافضين الانتخابات التي يرون أنها مناورة من النظام ليحافظ على استمراريته.
وخرجت أيضاً في العاصمة الجزائرية تظاهرة باتجاه المحكمة العليا، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بحماية المؤسسات الدستورية وتأمين العملية الانتخابية. وتأتي التظاهرة بعد تعرّض عدد من الجزائريين في الخارج لحوادث اعتداء لفظي وجسدي بسبب مشاركتهم في الانتخابات.
وفي سعيها لمكافحة الفساد، أصدرت محكمة جزائرية قبل يومين أحكاماً بالسجن على الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال والوزير أحمد أويحيى ووزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب بعد اتهامهم بالفساد.
وانطلقت صبيحة الإثنين عمليات التصويت في مناطق الصحراء، بعد إدلاء الجزائريين في الخارج بأصواتهم، وشدّد وزير الخارجية الجزائري صابري بوقادوم على رفض بلاده «أيّ تدخل خارجيّ في شؤونها الداخليّة».ويتنافس في الانتخابات 5 مرشحين هم رئيسا الوزراء السابقان عبد المجيد تبون وعلي بن فليس والوزير السابق عز الدين ميهوبي الأمين العام لحزب التجمّع الوطني الديمقراطي وعبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل وعبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني.