ثقافة وفنونحديث الجمعة

احتراقي الأخير

كان الليل حالكاً وذاك السرداب الطويل لا ينتهي!! حافيةً أهرب فيلاحقني وجهك الذي لا يزال يرتديني كلعنة..

 أنا التي كنت مجرد عملةٍ رميتها يوماً عن ظهر أمنية..

 وها أنا ذا من يومها تتقاذفني العواصف من بلدٍ لآخر..

 أترك لك في كل بركة أمنيةً على شاكلة وطن!!

 أكتب على كل حائطٍ أسماء أولادك الذين استولوا على رحمي وقتلوا جميعاً!!

 أغانٍ لم نسمعها معاً أحلامك وخيباتك التي كانت تطفو على وجهي فصفعني بها بضربةٍ واحدة ذاك الوطن..

***

وعلى الجهة المقابلة رجل ترك سجادته وحيدةً على قارعة السماء ونسي أن يصلي..

 أخذ يحشو حزنه في صدري بين أصابعي وتحت إبطي ليتخلص منه فيغفو قليلاً..

أيُعار الحزن يا صديقي تساءلت؟؟

أنا التي لم أغفُ منذ الأزل،

فعيوني ملأى بالرحيل بغيابه الذي يتكاثر على الطرقات ويحوّلني معه غباراً فقط..

والجسد على حافة الارتعاشات لا يزال يحمل ذاكرة جلداته الأولى وفي الليل يهذي كموتٍ لا يأتي..

 ***

وأما تلك الموسيقا هناك فكانت تُعزف لي وحدي!!

 وأصابعي تلاحقها كموجات البحر على لحنٍ غجري..

 وأنا على طرف الشاطئ

 قدماي اللتان اعتادتا أن تدوسا ثوب الحلم وتمضي تواصل حمى الرقص بشغفٍ حتى احتراقي الأخير..

ريم بندك

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى