«عشق الصباح»
هل ترجع سهراتنا في الليالي المقمرات؟
همست في أذنه: قلبي يرتّل صلواته وأنت لم تبرح شغاف روحي. هي الدنيا تناقلنا في مساراتها يا رفيق حياتي.. سلمتك «لله» ووهبتك عمري.. ما أبعد هذه المسافة بين باب البيت وأول الطريق الذي سيأخذك مني. يا إلهي: لعل وراء هذا الليل الذي طال شمسٌ تشرق بوجهك.
وقفا على باب الحاكورة كأنهما مشدودان لبعضهما لا يريدان أن يفترقا.
الوداعات موجعة «ونحن في زمن قد لا تستعاد فيه اللحظة الحميمة التي تمنح اللقاء مرة ثانية..
تبادلا القبل وكان القمر ثالثهم قالت: علي.. بتحبني..؟ نظر في عينيها الحائرتين.. وقال: إي والله بحبك وحق كل هذي المقامات المنتشرة على سفوح الجبال بهذه الأرض الطيبة.. بحبك قد البحر.. قد السما.. وقد الأرض.. بحبك..
وضعت يدها على صدره جهة القلب وقالت: توقفت لحظات عن الحكي مترددة.. طيب، بتحبني قد «سورية» اغرورق الدمع في عينه «ما أصعبك!». وراح يهمهم بكلمات لم تفهم معانيها،
أخذها لصدره تنفس بعمق.. ثم رتّب ياقة بدلته العسكرية.. نظر إلى البحر وقال: سورية يا حبيبتي متل «الله» بعشق ترابها وماءها وسماءها.. بعبدا..! صمت.. كل شيء كان صامتاً إلا شهقاتها المتحشرجة في حلقها.. ووقع خطوات علي باتجاه الطريق المؤدي إلى الحافلة التي ستقله إلى الشمال، حيث رفاقه الذين ينتظرونه هناك. توقع ان يكون اليوم بدء الحسم لتحرير «أدلب» والاتجاه إلى شمال الفرات. الشمس والنخيل ينتظران «خفق العلم العربي السوري حان مواعيد اللقاء المؤجلة… -»شيابٌ يُغذيهم هوى وعقيدةٌ… ويجمعهم همُّ ويحفزهم ثأر «أرى وطن الأحرار قد طال ليلُ… غداً يشرق الصبحان البعث والفجر»؟.. رحمك الله شاعرنا الكبير سليمان العيسى.. كم تعلمنا من قصائد وتبقى في ذاكرتنا وذاكرة الأجيال التي ستواصل الدفاع عن سورية «ولن تضل الطريق».. حراس الفجر صباحكم بعبق البخور والحبق لنصر آتٍ يقين؟!
حسن إبراهيم الناصر