عون تابع مشاوراته لمعالجة الأوضاع أرسلان: طريقة تسمية رئيس الحكومة سابقة خطيرة وضربة للدولة المدنية
واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته أمس في قصر بعبدا، في إطار متابعته الاتصالات والمشاورات التي يجريها لمعالجة الأوضاع الراهنة، ولا سيما منها الوضع الحكومي.
وفي هذا السياق، استقبل عون رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان ووزير شؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال صالح الغريب، وأجرى معهما جولة أفق تناولت المستجدات الأخيرة.
بعد الاجتماع، قال أرسلان «كان اللقاء مناسبة للتداول في الأمور المطروحة على الساحة المحلية والمتعلقة بتشكيل الحكومة. أبدينا رأينا بوضوح لفخامته في ما خصّ الشكل والمضمون حول مسألة تسمية رئيس الحكومة».
أضاف «من حيث الشكل، إن التسمية وفق الطريقة التي حصلت فيها، هي، بكلمة ملطّفة: غير لائقة، ولا تمتّ إلى الروحية الدستورية أو القانونية المتّبعة في البلد. وتالياً، الأمر يشكّل سابقة خطيرة إذا ما أردنا الاعتماد على هذا الأسلوب لتطبيق ما يسمّى بين هلالين: الميثاقية.»
ورأى أن «الميثاقية تعطي الشرعية المذهبية للشخص المكلّف، إنّما لا تعطيه تحت هذا الشعار حق تأليف الحكومة سواء كانت من 10، أم 14، أم 24، أم 30 وزيراً. من هنا يجب ألاّ يتم التلاعب على هذا الموضوع أو تدوير الزوايا حوله. ليس هناك من خلاف حول مبدأ أن الرئيس سعد الحريري يمثّل الأكثرية عند إخواننا في الطائفة السنية. هذا الأمر لم يكن في حاجة إلى موقف نسمعه من هنا أم من هناك، لكونه معروفاً. لكن الكلام والشكل اللذين صدرا بهما لا يبشران بالخير على مستوى تطبيق النصوص الدستورية في البلد واحترام المؤسسات الدستورية فيه.»
واعتبر «أن ما حصل، في الشكل والمضمون بتسمية رئيس الحكومة استباقاً لأي استشارات نيابية، كأنه يوجّه بطريقة غير مباشرة رسالة بأنه ضد الدولة المدنية، لأن هذا الموقف لا يتلاءم مع الدولة المدنية. وهنا يكون قد بدأ التناقض مع الحراك، قبل أن نتكلم على الأمر في السياسة.»
وأكد «أننا مستعدون أن نقبل بحكومة اختصاصيين ونعطيها كامل الثقة، لكن شرط نجاح حكومة كهذه هو ألاّ يتم إلباس أحدهم فيها يوماً عباءة سياسي وفي اليوم التالي عباءة اختصاصي. إذا كان المطلوب حكومة اختصاصيين، فلتكن كذلك من رئيسها إلى وزرائها. تفضلوا إلى ذلك، فما من مشكلة في هذا الموضوع.»
وأوضح أن «هذه هي النقاط التي احببت طرحها مع فخامة الرئيس وإعطاء رأيي في شأنها كقوة سياسية وكحزب سياسي، لأنه علينا أن نحترم الحراك الذي نزل الى الساحات في 17 تشرين وكان صوته مدوياً بمطالبه الواضحة. والشعب اللبناني بكل فئاته يطالب بها».
وكرّر «أن ما حصل في الشكل بتسمية رئيس الحكومة هو ضربة موجّهة في اتجاه الدولة المدنية لأي نظام سياسي نريد للبنان. وهذه سابقة خطيرة».واستقبل عون سفير اليونان فرانسيسكوس فاروس، في زيارة وداعية مع انتهاء مهامه في لبنان.