جونسون يؤكد على بريكست في الموعد المحدّد وميركل وبوتين يأملان الحفاظ على علاقات شراكة جيدة مع لندن
هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، البريطاني بوريس جونسون، على فوزه بمسؤولية رئيس للوزراء، معرباً عن ثقته في تطوير الحوار والتعاون بما يفي مصلحة روسيا وبريطانيا.
ونقل موقع الكرملين، أمس، عن بوتين، قوله إنه «على ثقة من أن تطوير الحوار البناء والتعاون في مختلف المجالات من شأنه أن يلبي مصالح شعوب بلادنا والقارة الأوروبية بأكملها».
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد قال، أمس، عقب فوزه بمقعده في أوكسبريدج، إن نتائج الانتخابات ستمنح حزب المحافظين «تفويضاً جديداً وقوياً» لإنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال جونسون: «في هذه المرحلة يبدو أن هذه الحكومة المحافظة نالت تفويضاً جديداً وقوياً ليس لإنجاز بريكست فحسب لكن لتوحيد البلاد والنهوض بها».
أكد رئيس حزب المحافظين بوريس جونسون في كلمة له أمس، بعد فوزه بالانتخابات وفق النتائج الأولية، أنّ بلاده ستغادر الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد أي 31 من الشهر المقبل.
وقال جونسون لأنصاره المحتفلين: «سننجز بريكست في الوقت المحدد بدون أعذار أو تحفظات أو احتمالات».
الرئيس المحافظ انتقد أمام مناصريه أكثر من ثلاثة أعوام من الجدالات السياسية بشأن بريكست. وقال: «سأنهي كل هذا العبث وسننفّذ بريكست في موعده».
وفاز حزب المحافظين برئاسة جونسون بالأغلبية في البرلمان البريطاني. فبحسب النتائج الرسمية سيشغل حزبه 368 من مقاعد مجلس العموم البالغ عددها 650، مما يمهد الطريق لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وفي أول تعليق له، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني أن نتائج الانتخابات «أعطت حكومته تفويضاً جديداً وقوياً لإنجاز الخروج من الاتحاد الأوروبي».
من جهته هنأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جونسون على فوزه «الرائع» في الانتخابات التشريعية، معتبراً أن ذلك سيفتح المجال لإبرام اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة.
وكتب ترامب في تغريدة له على تويتر: «تهانيّ إلى جونسون على فوزه الرائع. بريطانيا والولايات المتحدة ستصبحان الآن حرّتين في إبرام اتفاق تجاري جديد وهائل بعد بريكست»، مؤكداً أن هذا الاتفاق «يمكن أن يكون أكبر بكثير ومربحاً أكثر من أيّ اتفاق آخر يمكن أن يُبرَم مع الاتحاد الأوروبي».
وكان جونسون قد تحدث عن احتمال إبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة في حال فاز المحافظون في الانتخابات.
فيما أكد حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين أنّه «لن يقود الحزب في الانتخابات المقبلة»، بعد أن أقر بأنّ نتائج الانتخابات «كانت مخيّبة للآمال».
كوربين أوضح بعد فوزه بمقعده الانتخابي في شمال لندن إن «الحزب الآن بحاجة إلى فترة من التأمّل وإنه سيقود الحزب في الوقت الذي يناقش فيه مستقبله».
وتحدّث كوربين عن أن «الانقسام داخل البلد بشأن بريكست من بين أسباب فشل حزب العمال في الانتخابات البرلمانية».
وشكر رئيس حزب المعارضة كل مَن صوّت له في تغريدة على «تويتر»، مذكراً أنّه وعد أنّ حزبه «سيدير أكبر حملة مدعومة من قبل الناس في بلدنا». وأضاف: «أنتم قلب حزبنا، وقمت بحملة دون كلل من أجل الفوز حتى نتمكن من بناء بلد أكثر عدالة».
من جهته، أكد المفوّض الأوروبي الجديد للسوق الموحّدة والرقمية تييري بروتون اليوم، رغبة المفوضية الأوروبية في «إعادة بناء العلاقات مع لندن خصوصاً في القطاع التجاري».
وتمنّى بروتون «عقد مفاوضات تجارية متوازنة مع لندن».
بدورها، صرحت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أمس، بأن «قادة الاتحاد الأوروبي أعربوا خلال قمة بروكسل عن سعادتهم بنتائج الانتخابات في بريطانيا».
وقالت ميركل، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل: «بصراحة، سُررنا للغاية بسبب النتيجة التي ظهرت واضحة وأنه لن يكون هناك «برلمان معلّق». نحن جميعاً نأسف لأن المملكة المتحدة تغادر الاتحاد الأوروبي، ولكن الآن لدينا بعض الثقة في أن الاتفاق الذي عملنا عليه يحتفظ بقوته، وهذا يعني أن خروج بريطانيا غير المنظم من الاتحاد الأوروبي، في العموم، لم يعد حقيقة واقعة».
ولفتت ميركل، إلى أنه في القمة «تمّ الاعتراف أيضاً من وجهة نظر مهنية» بأن، بوريس جونسون، تمكن من إقناع المواطنين، مضيفة أنها ترى أنه من الإيجابي أنه لدى رئيس الوزراء البريطاني يوجد الآن «تفويض واضح» يسمح له بالتفاوض مع الشركاء الأوروبيين.
كما أعربت المستشارة الألمانية عن أملها في أن تتمكن بريطانيا والاتحاد الأوروبي من الحفاظ على علاقات شراكة جيدة.
فيما أعلن ممثل وزارة الخارجية الألمانية، أمس، أن بلاده تعتقد بأنه بعد الانتخابات البرلمانية في بريطانيا، أصبح خروج الأخيرة الناجح من الاتحاد الأوروبي وارداً بحلول نهاية كانون الثاني 2020.
وقال الممثل، في مؤتمر صحافي: «نحن ننطلق من حقيقة أن احتمال التصديق الناجح كبير. ينبغي على البرلمان الأوروبي التصويت أيضًا على هذه القضية. ونتيجة لهذا، من المحتمل أن يكون لدينا خروج «بريكست» في 31 كانون الثاني 2020. وسنرى بعد ذلك كيفية بناء العلاقات في المستقبل».
وبدوره أشار ممثل وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية، إلى أن «برلين تعوّل على الوضوح فيما يتعلق بتطور الأحداث بعد الانتخابات في بريطانيا».
وقالت بهذا الصدد: «لقد أخذنا في الاعتبار نتائج الانتخابات في بريطانيا، ونأمل أن يعطي هذا الاعتبار الوضوح للشركاء الأوروبيين والاقتصاد الأوروبي. يجب أن تكون هناك مرحلة انتقالية تحددها اتفاقية الانسحاب ثم مرحلة ثانية ستحدد العلاقة المستقبلية».
وذكر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أنه «بعد الانتخابات لدينا فهم للطريقة التي سوف تسير بها بريطانيا، بعد سنوات عدة من عدم اليقين الذي أثقل على المواطنين والشركات ليس فقط في بريطانيا، إنما أيضاً وفي ألمانيا وبقية الاتحاد الأوروبي».
وقال إن «الفترة الانتقالية يمكن تمديدها لعام: «من المحتمل جدًا أن يحدث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل منظم في نهاية كانون الثاني 2020. ستكون لدينا فترة انتقالية قبل 31 كانون الأول 2020، ليتمكن المواطنون والشركات من التكيف مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي».وفي سياق متصل، ارتفع سعر الباوند البريطاني (الجنيه الإسترليني) مقابل الدولار الأميركي، بعد فوز حزب المحافظين بقيادة جونسون.