من تاريخ المهجر الأميركي
إعداد: لبيب ناصيف
شَهدت ولاية تكساس، وبالأخص مدينةِ هيوستن، حضورًا قوميًا اجتماعيًا ناشطًا، لعلَّ أوّلَ مدير لمديريتها في سبعينات القرن الماضي كانَ الرفيق عارف عكر(1)، فيما عرفتُ العديدين من الرفقاء الذين تولّوا المسؤوليات وَ أو نشطوا حزبيًا.
اذكرُ منهم علي برجي(2)، بدر الراعي، وديع الحاج(3)، ديران الصيفي(4)، فؤاد علم الدين(5)، محمد حامد(6)، جورج ابو مراد، حاتم بركات بعد ان غادر إليها(7)، وعرفتُ أيضًا مجموعة من الرفقاء الذين تواجدوا في مدينة «الباسو»، فشكّلوا فرعًا ناشطًا، وأقاموا عملًا إذاعيًا جيدًا، تولّاه الرفيق الراحل الدكتور سامي زيدان، تميّز منهم الرفيق جهاد قاسم عبد الخالق(9)، والمواطن الصديق رشيد نصّار(10) ولا أنسَى الرفيق الأب جهاد ميخائيل(11)، والمواطن الصديق غَسان قاسم عبد الخالق، واذكر ان الرفيق سامي حداد(8) كان يقيم في Las Cruses في ولاية «نيو مكسيكو» ويتردد الى «الباسو» لحضور المناسبات الحزبية..
* * *
من الكثير من الأنشطة الحزبية التي كانت أقامتها مديرية هيوستن، احتفالها في الثامن من تموز عام 1986، وقد نشرتهُ مجلّة «البناء– صباح الخير» في عددها بتاريخ 26/8/1986:
«أقامت مديرية هيوستن التابعة لمنفذية الجنوب الاميركي، احتفالًا بذكرى استشهاد الزعيمْ في الثامن من تموز وذلك في مقر نادي النهضة، وقد حضر الاحتفال بعض القوى الوطنية، وبعض مسؤولي الوحدات الحزبية في المنطقة.
افتتح الاحتفال بالنشيد الرسمي للحزب ثُمَّ تلتهُ كلمة التعريف من الرفيقة نبيلة أبو مراد(12) التي تكلمت عن الثامن من تموز وعن الاستشهاد ورمزهِ للقوميين الاجتماعيين، ثُمَّ القى المواطن يوسف مصرية كلمة من وحي المناسبة تلتها كلمة المنفذية ألقاها الرفيق الياس حنا(13) والتي تكلم فيها عن التضحيات التي قدمّها الزعيم من أجل بقاءِ حزبهِ من بعدهِ.
وقد عرضَ في نهايةِ الاحتفالِ فيلم العرض العسكري الذي أُقيمَ في ضهور الشوير في الثامن من تموز 1987 وقد كان لهُ تأثيرهُ العميق على الرفقاء والمواطنين وهم يرون هذهِ الصفوف البديعة النظام .
* * *
كلمة المواطن يوسف مصرية:
في الثامن من تموز، اعتادَ السوريون القوميون الاجتماعيون أن يشعلوا النيرانَ فوقَ القِمَمِ يحتفلوا بهذا الاسلوب للرمز للنور الذي انبثقَ من أرض سوريا ليرفع شعلة النهضة والتقدم، يحتفلون بذكرى استشهادِ ذلك الرجل الفذ الذي استطاعَ بفكرهِ الثاقب، ورؤياه الواضحة أن يُحدّد أسبابِ تخلّفُ بلادنا، وأن يضع الحلول العلمية والمنطقية الصحية للانطلاقِ والتقدم للأمام والأرقى بالطرق المُثلى.
في الثامن من تموز، واجهَ انطون سعاده المامورين بتنفيذِ حُكم الاعدام بوفقة عز، وقفة بين القديم المتآكل والجديد الناهض، انطون سعادة قدم فكره هدى للأجيال القادمة، ولكن الذين اغتالوه ماذا قدموا؟ غير المزيد من التأخرِ والذلِ والانحطاطِ للأمة؟ فكانت لسعاده الأجيال القادمة ولهم مزبلةُ التاريخ، وضعَ الأسس الصحيحة للنهوض، ليسَ فقط لمنطقة الهلال الخصيب، ولكن للعالم العربي كلهُ، سينهض العالم العربي بنهوض سوريا، وقيادتها لهذا العالم، بهدايةِ الفكر السليم المبني على الأسس العلمية السليمة، لتاخذ هذهِ المنطقة مكانها اللائق تحتَ الشمس.
* * *
كلمة المنفذية:
يعود السوريون القوميون الاجتماعيون اليوم، يحتفلون بذكرى الثامن من تموز، ذكرى استشهاد الزعيم والقائد، الذي استشهدَ على أيدي ذابحي لبنان اليوم.
إنَّ الثامن من تموز 1949 سيبقى محفورًا في قلوب السوريين القوميين الاجتماعيين، وسيبقى، تاريخًا مشهودًا على مدى السنين والأجيال، وهذا التاريخ هو نقطة انطلاق من العدم والفناء إلى الوضوحِ والحقيقة لأننا نحنُ القوميون الاجتماعيون، عندما نحتفل بذكرى استشهاد سعاده، فائدنا ومعلمنا سعاده، ليس من أجلِ أن نذرف الدموع عليه، بل أن نتذكر وقفة العز التي وقفها كالبطل الصنديد رافع الرأس وعالي الجبين غير مهاب لرصاصاتِ الغدرِ والخيانة التي خرقت جسده، ولتكون هذهِ وقفة العز المشعال لنا لتنير دربنا إلى التحرير والنصر، فسعاده العظيم كانَ على حق عندما أجابَ الكاهن الذين عرفه بقوله، أنا لا يُهمني كيف أموت، بل من أجلِ ماذا أموت، وقال: أنا أموت أمّا حزبي باق.
أيُّها المواطنون: أُيُّها الرفقاء: كان سعاده دومًا يحذر أبناء أُمته من انسياب النفوذ الأجنبي إلى حياتهم الاجتماعية والمدنية، لكن، رجال الاقطاع الفكري، المالي والديني، تكتلوا وتكالبوا لمحاربته، فكريًا وجسديًا، نعم حاربوه وتآمروا عليه وتمكنوا من فكره لأن هذا الفكر، ولد له ابنًا بكر قوي البنية والعزيمة، ولد له الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي استمرَ منذ نشوئه وهو يزرع النبتة تلو النبتة في الأرض السورية الخصبة الخيرة، حتى اضحت هذه النبتات تعم جميعَ الأرض السورية وأصبحت شجرة وافرة الأغصان والأوراق، ومع كل ما اعطي الحزب السوري القومي الاجتماعي لأبناء امته من فكر وتوعية وتضحية في سبيل تحرير الانسان السوري والأرض السورية، ما زال هناك فئات من هذا الشعب قد أصمّت أُذنيها وأُغمضت عينيها عن الحقيقة، الحقيقة التي هي تصميم الأمة على قرارها الذي اتخذته عبر الحزب السوري القومي الاجتماعي، أن تضع حدًا للفتوحات الخارجية لبلادنا، كما قالَ سعاده المُعلّم والقائد، وليعلم هؤلاء الناس الذين ربطوا مصيرهم بمصير الأجبني، انهم لم ولن ينالوا من عزيمة الأمة واصرارها على تحرير نفسها وأرضها منهم ومن الدخيل الآتي بواسطتهم ولو طال ذلك أمدًا بعيدًا.
وأن ننسى، فلن ننسى فلسطيننا الحبيبة الجريحة والمحتلة من اليهود بمؤازرة ودعم الذكاء العالمي وتخاذل الأنظمة العربية، وهناك من حاول ويحاول أن يلف وينقض على ثوار الجيل الجديد الذين دوّخوا دهاقنة السياسة العالمية، ثوار ذخيرتهم حجارة أرضهم، ومدافعهم سواعدهم الغضّة، ولكن ليعلم هؤلاء المحاولين للنيل من ثوار الحجارة انهم لم ولن يتمكنوا من ذلك، وان ثورتهم ستستمر نيرانها مشتعلة حتى تحرق كل من يقف في دربها، وحتى تحرير كامل التراب الفلسطيني المقدّس الذي دنسته أقادم أحفاد اولئك الصيارفة الذين طردهم منها يسوع الناصري ابن سوريا البار، ولأبطالنا الأطفال نقول لهم، انكم لمنتصرون على اعدائكم وأن كل القوى الوطنية والقومية في العالم العربي والعالم معكم وتساندكم بكل ما لديها من امكانيات.
وأن ننسى، فلن ننسى لواء اسكندرون السوري السليب الذي سلخته الدولة الفرنسية الخائنة لآمانتها وبيعه للدولة التركية، وأن نسنى، فلن ننسى جزيرة كليكيا التي اقتطعتها دولة فرنسا المجرمة وأهدتها للدولة التركية كذلك وأن ننسى، فلن ننسى اقليم الأحواز الغني بالنفط والذي اقتطعته بريطانيا المجرمة من الأراضي السورية وضمته لمملكة العجم.
هوامش:
1 – عارف عكر: من بلدة «كفرحزير»، الكورة، رافقتهُ مديرًا ناجحاً مع بداية تولّيي مسؤولية رئيس مكتب عبر الحدود، وعرفت نشاطهُ الجيد وتفانيه، مُنِحَ رُتبة الأمانة.
2 – علي برجي: من مدينة صور، تولّى مسؤولية منفذ عام، ونشطَ جيدًا، خاصة في المجال السياسي، توقّفَ عن العمل الحزبي بعد أن كان لهُ حضوره المتقدم على صعيد الجنوب الامريكي، وخارجهُ.
3 – وديع الحاج: عرفتهُ جيدًا، وأشهد لهُ بنشاطه وتفانيه، شقيق المدير الاداري السابق لجريدة «البناء» الرفيق زياد الحاج.
4 – ديران الصيفي: عرفتهُ في ستينات القرن الماضي ناشطًا في بلدته بشمزين إلى أن غادرَ إلى هيوستن مُستقرًا فيها ومُحققًا نجاحًا ماليًا واقتصاديًا جيدًا.
5 – فؤاد علم الدين: من بلدة «بتاتر»: عرفتهُ في ستينات القرن الماضي، إلى أن غادرَ إلى مدينةِ أوستن على ما اذكر، مُحققًا نجاحًا ماليًا واقتصاديًا جيدًا.
6 – محمد حامد: من بلدة بتاتر أيضًا، رافقت نشاطهُ الحزبي في ستينات القرن الماضي إلى أن غادرَ مع رفيقهُ وصديقهُ فؤاد علم الدين.
7 – حاتم بركات: من «بشمزين»، وأحد أوائل مؤسسي العمل الحزبي في كلية الآداب – الجامعة الّلبنانية، للاطلاع على النبذة المُعمّمة عنهُ مراجعة الموقع المذكور آنفًا.
8 – سامي حدّاد: من عمار الحصن (الشام)، شقيق الرفيق الدكتور حسني حدّاد، (مراجعة موقع شبكة المعلومات السورية القومية www.ssnp.info )، والرفيق المهندس منير حدّاد والد الرفيق الراحل سامي، (مراجعة الموقع المذكور آنفًا).
9 – جهاد قاسم عبد الخالق: من حاتم بركات: من «بشمزين»، وأحد أوائل مؤسسي العمل الحزبي في كلية الآداب – الجامعة الّلبنانية، للاطلاع على النبذة المُعمّمة عنهُ مراجعة الموقع المذكور آنفًا.
10 – بلدة «مجدلبعنا». نشط حزبياً في ستينات القرن الماضي واستمر عندما هاجر الى ليبيريا، فإلى الولايات المتحدة، تميّز بوعيهِ والتزامهِ الحزبي، كان صديقًا عزيزًا إلى أن وافتهُ المنية مؤسسًا مع عقيلتهِ الفاضلة، عائلة قومية اجتماعية (مراجعة الموقع المذكور آنفًا).
11 – رشيد نصّار: صديق الطفولة في «سوق الغرب»، ما زلتُ أكُن لهُ الكثير من المحبّة والارتياح، الشقيق الأكبر للنائب أنيس نصّار.
12 – الأب جهاد ميخائيل: اذكر أنَّ الأمين سميل رستم كانَ أبلغني انه رفيق ومن بلدة «مقعبرة»، فأحلت ذلك إلى فرع الحزب في مدينة «ألباسو»، فتعاونَ معهُ حزبيًا.
12 – نبيلة أبو مراد: ابنة الرفيق جورج أبو مراد، شقيق الأمين عساف أبو مراد. كانَ يملك محل «ميني ماركت»، مقابل سجن القلعة، وطالما كان يرتادهُ الرفقاء والمواطنون المتوجهون إلى السجن لزيارة الأُمناء والرُّفقاء الأسرى بعد العام 1961.
14 – الياس حنّا: تولّى مسؤوليات في مدينة «هيوستن» وفي كل تكساس والجنوب الاميركي، من مدينة «القامشلي»، غادرها إلى مدينة عاليه حيثُ كانَ مديرًا لمديريتها، تُمَّ توجّهَ إلى ولاية «تكساس»، تعرّضَ لقرار فصل لاسباب مالية، ثُمَّ انقطعَ عن العمل الحزبي، كان تولّى المسؤوليات المالية في الجنوب الامريكي، فمنفذًا عامًا.
ندعو حضرة الامين عارف عكر الى ان يدوّن الكثير مما يعرفه عن فترة تولّيه مسؤولية مدير مديرية هيوستن، وعن نشاطها وابرز الرفقاء الذين كانوا نشطوا.