«العمليات المشتركة» تنفي عودة «داعش» إلى حوران في الأنبار.. وعراقيّون «ينتقمون» من ترامب وقادة خليجيين على طريقتهم الخاصة عبد المهدي: نستنكر إدراج «الخزعلي» في قائمة العقوبات الأميركية
بالتزامن مع تواصل القوى السياسية العراقية مشاوراتها لتسمية رئيس جديد للوزراء قبل انقضاء المهلة الدستورية غداً الثلاثاء، استنكر رئيس الحكومة العراقية المستقيل عادل عبد المهدي إدراج أسماء شخصيات عراقية لها تاريخها ودورها في محاربة داعش في قوائم عقوبات دول للعراق معها علاقات واتفاقات، في إشارة إلى العقوبات الأميركية على أمين عام عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي وشقيقه.
وفي بيان نشره عبر صفحته على «فيسبوك» و»تويتر»، استنكر عبد المهدي إهانة متظاهرين عراقيين أعلاماً وصور قادة دول، رافضاً في المقابل إهانة متظاهرين أسماء وصور شخصيات عراقية معروفة.
ورأى أن هذه الممارسات مضرّة بالعراق وبشعبه وتشجع على الكره والعنف، وتسيء لسمعة العراق.
عبد المهدي أكد أن هذه الممارسات مضرّة بالعراق وبشعبه وتشجع على الكره والحقد والعنف وتسيء لسمعة العراق.
ويُعتبر موقف عبد المهدي الرد العراقي الرسمي الأول بعد إدراج الخزعلي على لائحة العقوبات الأميركية.
المكتب السياسي لحركة «صادقون» الجناح السياسي لـ «عصائب أهل الحق» أكد من جهته موقفاً حازماً من القرار الأميركي.
أما الشيخ الخزعلي نفسه فقد أبدى سخرية من إدراج اسمه على لائحة العقوبات بمزاعم فساد وانتهاكات لحقوق الإنسان، وقال إن هذه الخطوة يراها متأخرة كثيراً وأنها شرف لم ينله منذ زمن.
بدوره، وصف النائب عن تيار الحكمة حسن فدعم العقوبات الأميركيّة على تيارات عراقية بالوقحة، مشدداً على أن حادثة الوثبة مؤلمة وأنها تشوّه صورة التظاهرات الشعبية.
هذا وشهدت محافظات عراقية عديدة والعاصمة بغداد تظاهرات بعد دعوات واسعة إلى التظاهر رفضاً للتدخلات الأجنبية في الشؤون العراقية الداخلية.
وكان الوضع في بغداد هادئ أمس، لكن محافظتي كربلاء وذي قار تشهدان تحركات في الشوارع.
وأفيد بقطع أنصار «عصائب أهل الحق» عدداً من الطرق في منظقة الكرادة جنوب العاصمة العراقية استنكاراً للعقوبات الأميركية التي طاولت الشيخ الخزعلي، حيث نظم أنصاره مسيرة في ساحة الفردوس في العاصمة بغداد داسوا خلالها على العلم الأميركي.
مصدر طبي في دائرة صحة مدينة كربلاء، قال إن عدد الإصابات بين صفوف المتظاهرين في اشتباكات حي البلدية وسط المدينة وصل إلى 21 مصاباً بين جروح واختناق، بسبب القنابل المسيلة للدموع والرشق بالحجارة.
وبالتزامن نفسه، أعلنت وزارة الداخلية العراقية إلقاء القبض على خمسة متهمين بجريمة ساحة الوثبة.
إلى ذلك، تجمع مئات الأشخاص السبت وسط بغداد احتجاجاً على العقوبات الأميركية التي استهدفت 4 عراقيين، بينهم 3 من قادة الحشد الشعبي ورجل أعمال.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة المحتجين وهم يدوسون أعلام الولايات المتحدة و«إسرائيل» بأرجلهم، ملوّحين بالأعلام العراقية. كما نصبوا «مشانق رمزية» لعدد من القادة الخليجيين والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران وحلفاءها في العراق من «رد حاسم»، على خلفية استهداف قواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات أميركية، كان آخرها هجوم صاروخي على قاعدة قرب مطار بغداد.
ميدانياً، نفى المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق، اللواء تحسين الخفاجي، أمس، الأنباء المتداولة بشأن وجود تهديدات من قبل عناصر عصابات «داعش» الإرهابي وعودتها إلى وادي حوران في الأنبار.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية «واع» عن الخفاجي قوله «إن القوات الأمنية متمركزة في وادي حوران وكذلك في مناطق جبال حمرين، وتنفذ عمليات استباقية لملاحقة فلول داعش الإرهابي، بناءً على المعلومات الاستخبارية».
وأضاف أن «القوات الأمنية تعمل على ملاحقة الدواعش، إضافة إلى أنها، تأسر عدداً منهم، وتقتل عدداً آخر»، مؤكداً أنه «لا صحة لتهديد داعش أو عودتها».
وتابع «هذه الأنباء مجرد دعايات ترسل من قبل التنظيمات الإرهابية، هدفها إعادة نشاطهم وتواجدهم كما كان في السابق».
كما أشار إلى أن «جميع قطعاتنا الأمنية متواجدة، ولا توجد ثغرة واحدة، أو مكان في الصحراء يضمّ هؤلاء الإرهابيين».
وأكد الخفاجي أن «ما تقوم به العمليات المشتركة من عمليات نوعية هدفها مطاردة ما تبقى من عصابات داعش الإرهابية»، موضحاً أن «القيادة يوم بعد يوم تتقدّم لدحر العصابات الإرهابية».وأعلن العراق، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد نحو 3 سنوات، ونصف من المواجهات مع التنظيم الإرهابي الذي احتلّ نحو ثلث البلاد في حينها.