أزمة لبنان الكيانية في عين العاصفة فهل من مجير؟
} عمر عبد القادر غندور*
في العام 1979 قال رئيس مجلس الوزراء ضمير لبنان الدكتور سليم الحص في كلمة ألقاها بالانكليزية في احتفال أقيم في الجامعة الأميركية في بيروت، إنّ أزمات لبنان معقدة وعميقة يتعذر معها إيجاد الحلول الناجحة لأنها أزمات طائفية وولاءات الناس لطوائفها دون النظر إلى مصلحة الوطن!
وبعد أربعين سنة مضت على كلام الرئيس الحص ماذا تغيّر؟
بلدنا اليوم في أسوأ حال، والأزمة تواصل حفرها تخريباً في بنية وطننا الذي لم يكن وطناً حقيقياً في يوم من الأيام، وصدق الفنان زياد رحباني يوم قال «نحن قرطة عالم مجتمعين».
فالأزمة أكثر تعقيداً وأشدّ عمقاً كما قال الرئيس سليم الحص عافاه الله، ولن نجد لها حلاً على المدى المنظور وخاصة في زمن رؤساء الحكومات من وزن الرئيس الحص، فكيف بنا اليوم؟
الاجتماع الذي انعقد مؤخراً في باريس طالب بحكومة لبنانية فاعلة لم يحدّد مواصفاتها سواء كانت حكومة تكنوسياسية أو من ذوي الاختصاص. إلا أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال لا يستطيع الخروج عن رغبة من طلب منه الاستقالة والإصرار على حكومة تكنوقراط، ولا يهتمّ بالانهيار الاقتصادي وتداعي الأمن الغذائي والاستشفائي والاجتماعي في ضوء التحفظ على إيداعات اللبنانيين في المصارف، وهو ما يؤكد ضراوة الحرب على المقاومة لرغبة أميركية بمشاركة بعض القوى المحلية ولو أدّى ذلك إلى خراب لبنان لا بل ضياعه لمنفعة صهيونية وساعتئذٍ لن يبقى للبنانيين ما يبكون عليه.
بالأمس طالب الرئيس سعد الحريري مساعدة البنك الدولي الذي لا يتدخل أبداً إلا في حالات تصفية وإفلاس الدول وزوال عملتها، وكأننا نتابع مخطط الاستدانة الذي دمّر لبنان وجعله من البلاد الأكثر فساداً في العالم بفضل الاستدانة والخصخصة وشراء الذمم منذ ثلاثة عقود.
وبالأمس أطلّ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مستعرضاً الأزمة بالوقائع والغايات والعلاجات الممكنة ورسم خارطة طريق للخروج من الأزمة لا تستثني أحداً، داعياً الجميع إلى تحييد عواطفهم وطوائفهم ومذاهبهم وأحزابهم لإنقاذ بلد الجميع شركاء فيه، وترك الباب مشرعاً على ما تبقى من ضمير ووطنية ووفاء ووقت متبقّ لا يحتمل المزيد من المناورات والمكر.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي