الهاربون
} جهاد الحنفي
الهاربون من السؤالِ
إلى أعالي الصمتِ
لا «جوديَّ» هذا اليوم يعصمُكم
من الطَّوفانِ
لا تستعذبوا فرحَ الخطى
نحو المنافي
فالصعودُ هو الهروبْ
ما كنتَ تحسبُه الشَّروقَ هو الغروبْ
بعضُ الشُّروقِ
سرابُ عينيكَ الكْذوبْ
الهاربون من المرايا
إنها لغةُ الظِّلالِ
بلا استعاراتٍ
فقلْ شكراً
ولا تنثرْ غبارَك فوقَها
لترى «أناكَ» الواضحهْ
لا تنفعلْ
إنَّ الحقيقةَ جارحهْ
أشفقْ عليكَ ولا تحطِّمْها
فإنَّك بعضُها… أو كلُّها
لا تخدعنَّك نشوةُ النصرِ المؤقَّتِ
كلُّ ما فينا… مرايا فاضحهْ
إقبلْ هزيمتَك اختياراً …
لا إضراراً …
لا انكساراً
أنتَ بين خسارتيْن
هما الحروبُ أو الدروبْ
اخسرْ حروبَكَ… لا تفرِّطْ بالدروبْ
ما كنتَ تحسبُه الشَّروقَ هو الغروبْ
بعضُ الشُّروقِ
سرابُ عينيكَ الكْذوبْ
الهاربون من الحنينِ
تمرُّدُ النبضاتِ أقوى
من سجونِ الصمتِ… لا
لا تستعينوا بالقيودِ على الحنينِ
فلن تموتَ الفكرهْ
ستظلُّ تحرقُ في الرمادِ الجمرهْ
لا تقتلوا الطيرَ المغرِّدَ في القلوبْ
إنَّ الأغاني لم تكن يوماً ذنوبْ
ما كنتَ تحسبُه الشَّروقَ هو الغروبْ
بعضُ الشُّروقِسرابُ عينيكَ الكْذوبْ