طهران تنفي وجود أيّ مفاوضات سرية مع الرياض ولا خطط لتتفاوض مع واشنطن وظريف يدعو إلى حل سلمي لجميع الخلافات في المنطقة
نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس الموسوي، «وجود أي مفاوضات سرية بين طهران والرياض»، مشيراً إلى أنه «في المقابل هناك دول تسعى إلى التوسط بين البلدين».
من جهته، دعا وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى «حلّ سلمي لجميع الخلافات والتجاذبات الراهنة في المنطقة عبر انتهاج مبادرة هرمز للسلام، والارتقاء بمستوى العلاقات في المنطقة»، لافتاً إلى أن «غرب آسيا يعاني من فوضى شديدة».
وأكد ظريف خلال كلمته في منتدى الدوحة 2019، أن «إيران تسعى بواسطة مبادرة هرمز للسلام إلى تحقيق أهدافها العريقة المتمثلة بتعزيز التماسك والفهم المشترك والعلاقات والتعاون السلمي والودي بين دول المنطقة»، مشيراً إلى أن «السبب الجذري للأزمات المتعددة والمزمنة التي تواجهها المنطقة هو اضطراب إدراكي، اضطراب لا يؤثر فقط على بلدان المنطقة بل أن القوى العالمية أيضاً تتأثر به».
ووصف وزير الخارجية الإيراني منتدى الدوحة بأنه «فرصة فريدة لمراجعة الفرضيات وإعادة بنائها والتناغم فكرياً حول مخرج من المحنة الإقليمية الراهنة».
واستنكر ظريف أن يكون البعض «مازال يتصور أنه حتى في عالمنا المعاصر كل شيء مرتبط ومتصل ببعضه البعض، وأن طرفاً واحداً بإمكانه أن ينتفع على حساب الآخرين وتحقيق الأمن لنفسه عبر حرمان جيرانه من الأمن»، مشدّداً على أن «هذا النهج لم ولن ينجح أبداً، وأن الأمن أشبه بالتغييرات الإقليمية لا يعرف الحدود ولا يقبل التقسيم».
وأوضح أن بعض اللاعبين الدوليين يعتبرون أن المنطقة قاعدة خصبة لتوسيع تمركزهم العسكري وتسويق المزيد من الأسلحة لجميع الأطراف تقريباً، لكن هذا التمركز الأجنبي لم يؤد سوى إلى وقوع الكارثة، لافتاً إلى أن واردات الأسلحة في منطقة الخليج بين العامين 2014 و2018، بلغت ربع إجمالي واردات الأسلحة في العالم، كما أن حجم وارداتها من الأسلحة خلال هذه الفترة بلغت ضعف ما كانت عليه قبلها بخمس سنوات.
وأشار ظريف إلى أنه «ليس من المستغرب أن معظم هذه الأسلحة الفتاكة تم شراؤها من الولايات المتحدة الأميركية».
ووصف الاقتراح الأخير للرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أطلق عليه مبادرة هرمز للسلام، بأنه استمرار «لتعهد إيران القديم بضرورة إيجاد إطار إقليمي شامل للتعاطي البناء»، وقال إن هذه المبادرة «تسعى إلى الاعتراف رسمياً بمسؤولية جميع اللاعبين في المنطقة وصولاً إلى ضمان السلام والاستقرار والازدهار فيها»، لافتاً إلى أن «هذا الأمر يتوقف على أن هذه المنطقة والعالم لديهم مصلحة مشتركة وحيوية في الحفاظ على حرية الحركة والطاقة للجميع».
في هذه الأثناء، يتوجّه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الجمعة المقبلة، إلى طوكيو، في زيارة تعدّ رداً لزيارة رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي.
ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية عن عباس عراقجي، كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني: «يزور الرئيس الإيراني حسن روحاني العاصمة اليابانية طوكيو، يوم الجمعة المقبل رداً على زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي».
وأضاف عراقجي: «لا توجد خطة حول تفاوض إيراني أميركي على جدول أعمال زيارة روحاني إلى اليابان».
وكان أوضح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أمس الاثنين، أن زيارة الرئيس الإيراني لليابان لا علاقة لها بالولايات المتحدة «الأصدقاء اليابانيون يحملون رسائل أو مبادرات نرحب بها لسماعها، وسندرسها بجدية ولكن ليس لدينا خطط محددة مسبقاً».
وكان قد أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، قبل أيام، أن طوكيو تجري مباحثات بشأن زيارة من المحتمل أن يقوم بها الرئيس الإيراني حسن روحاني للبلاد، في وقت لاحق هذا الشهر، في محاولة لحل الخلاف النووي بين إيران والولايات المتحدة.
أضاف أن اليابان ترغب في بذل أقصى جهد ممكن من أجل إقرار السلام في الشرق الأوسط.
وتحافظ اليابان على روابط صداقة مع كل من الولايات المتحدة وإيران، وحاولت في السابق تخفيف حدة التوتر بين البلدين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ قطعها بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.وقال آبي إن بلاده ستبذل كل الجهود الممكنة لإقرار السلام في الشرق الأوسط، لكنه لم يحدد متى من الممكن أن يصدر قراراً بإرسال بحارة يابانيين إلى المنطقة لحراسة السفن التي تنقل الإمدادات إلى اليابان.