مناورات بحريّة مشتركة بين روسيا وسورية في المتوسط.. والجيش يبدأ تمهيداً هو الأعنف على معاقل النصرة جنوب إدلب الأسد يبحث مع بوريسوف مشاريع كبرى لإعادة بناء الاقتصاد السوري
استقبل الرئيس بشار الأسد أمس، يوري بوريسوف نائب رئيس الوزراء الروسي والوفد المرافق له.
وتناول اللقاء العلاقات السورية الروسية وتعاون البلدين في المجال الاقتصادي وسير تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الجانبين حيث تم التطرّق إلى المعوقات وسبل تجاوزها والإجراءات والتسهيلات الممكن اتخاذها بغية تسريع تنفيذها.
كما تطرق اللقاء إلى آفاق التعاون المستقبلي بين البلدين وسبل تعزيزه في المجالات كافة وخاصة في ما يتعلق بالطاقة والبنى التحتية وإقامة مشاريع استثمارية وصناعية جديدة بما يحقق المصالح المشتركة لشعبي البلدين الصديقين.
وأعرب الرئيس الأسد وبوريسوف عن ارتياحهما لتطور التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين والذي يسير بخطى ثابتة للوصول إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية التي تربط سورية وروسيا على الصعيدين العسكري والسياسي.
كما تمّ استعراض استعدادات الجانبين لاجتماعات اللجنة السورية الروسية المشتركة المقرّر انعقادها أواخر العام الحالي.
وقال بوريسوف: «في كل مرة عند القدوم إلى سورية، من الجيد أن نرى الحياة السلمية تجري استعادتها. لكن لا يزال أمامنا الكثير مما يجب عمله في ما يتعلق بالانتعاش الاقتصادي».
وأضاف بوريسوف: «ناقشنا مع الرئيس الأسد بعض المواضيع المهمة وقبل أي شيء المواضيع المتعلقة بتحقيق المشاريع الكبرى التي ستستخدم في إعادة بناء الاقتصاد السوري، بما فيها مشاريع إعادة البنى التحتية للمطارات السورية والسكك الحديدية والطرق العامة».
ولفت بوريسوف إلى أنه جرت مع السلطات السورية مناقشة تقديم المساعدة والطرق والأساليب لجذب الاستثمارات لتحديث معمل الأسمدة الموجود في منطقة حمص الذي يعاني من وضع بيئي صعب.
ووفقا لبوريسوف، فإن هذه الزيارة إلى سورية تتم قبل اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة في موسكو، قائلاً: «سنعقد اجتماعاً للجنة الحكومية المشتركة في ديسمبر، لقد جئت خصيصاً لمناقشة التفاصيل».
وأضاف المسؤول الروسي: «نشهد تحسناً واضحاً في مناطق شرق الفرات، وننطلق من الموقف الواضح بأن جميع الموارد الطبيعية الموجودة على الأراضي السورية يجب أن تكون تحت ملكية الحكومة السورية الشرعية وملكاً للشعب السوري».
وأكد بوريسوف على أن روسيا تقدم الدعم لسورية، بما في ذلك الدعم السياسي، منوّهاً بأن روسيا تجري مباحثات مع جامعة الدول العربية بغية تحسين الوضع الاقتصادي في سورية.
ووصل بوريسوف، نائب رئيس الوزراء الروسي، الاثنين، إلى سورية، لمناقشة موضوع ميناء طرطوس وتصدير المنتجات الزراعية السورية إلى روسيا.
على صعيد آخر، بدأت القوات البحرية الروسية وسلاح البحرية التابع للجمهورية العربية السورية بتدريبات مشتركة في البحر المتوسط.
وأوضح مركز القاعدة البحرية الروسية «طرطوس»، للصحافيين، بأن «اختيار ميناء طرطوس ميداناً للتدريبات لم يتم بالصدفة، إذ تقدم السفن الحربية الروسية قبالة سواحل سورية مساهمة كبيرة في مكافحة الإرهاب الدولي».
وأضاف، «دمرت الصواريخ الروسية المجنحة من طراز «كاليبر» أهداف الإرهابيين في سورية أكثر من مرة».
وتابع، «أن قاعدة «طرطوس» الروسية هي الوسيلة الرئيسية لتزويد مجموعة القوات في سورية، مما يخلق ضرورة التحسين المستمرّ لتدريب أطقم السفن ووحدات القوات الساحلية. لهذا السبب بالذات أصبح الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط منطقة تدريب مشتركة».
وأفاد مركز القاعدة «طرطوس»، بأنه ستشارك في المناورات السفن السطحية الروسية والطائرات من قاعدة «حميميم» الجوية وقوارب الصواريخ وكاسحات الألغام التابعة لقوات البحرية السورية.
وكما أفاد قائد التدريبات اللواء بحري ألكسندر يولداشيف، بأن المناورات تُقام على خلفية عملياتية واحدة، يتم خلالها حل العديد من المشاهد التكتيكية.
وأشار يولداشيف: «تقوم المجموعات التكتيكية للسفن التابعة للبحرية الروسية والبحرية السورية في البحر بإطلاق نيران المدفعية، وإجراء مناورات مشتركة.
وأكد أن «على الشاطئ تعمل وحدات الحراسة والدفاع على معالجة قضايا مكافحة الطيارات بدون طيار، ومكافحة التشكيلات المسلحة غير الشرعية».
ووفقاً ليولداشيف، تهدف التدريبات إلى زيادة التفاعل بين القوات المسلحة الروسية والسورية – من أجل مكافحة الجماعات المسلحة غير الشرعية والإرهاب الدولي بنجاح وتعزيز التعاون بين البلدين.
ميدانياً، بالتزامن مع القصف الصاروخي الإرهابي لجبهة النصرة على الأحياء المدنية في حلب، بدأ الجيش السوري تمهيداً نارياً هو الأوسع خلال الأشهر الأخيرة على معاقل التنظيم في مناطق عدة بريف إدلب، بعدما استكمل تعزيزاته العسكرية على جبهات المحافظة الجنوبية.
وقال مصدر في حلب إن المجموعات الإرهابية استهدفت، مساء الاثنين، أحياء حلب الجديدة والسريان والخالدية بعدد من القذائف الصاروخية، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية كبيرة بممتلكات المدنيين تزامناً مع سقوط قذائف على بلدة الزهراء بريف حلب الشمالي أسفرت عن إصابة 3 مدنيين بجروح خطرة.
ونقل عن مصدر ميداني، أن مدفعية الجيش السوري ردت على مصادر الإطلاق مستهدفة مقار عدة للتنظيم الإرهابي، في الليرمون وحريتان والراشدين.
القصف المدفعي السوري تزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش، وبين المجموعات الإرهابية على محور الراشدين الغربي لمدينه حلب.
وأشار المصدر إلى، أن وحدات الجيش السوري رصدت محاولة تسلل للمجموعات المسلحة وبدأت بالتعامل معها عبر وسائط نارية عدة، وما تزال الاشتباكات مستمرّة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وعلى التوازي نفسه، تشهد محاور ريف إدلب الجنوبية والجنوبية الشرقية تمهيداً نارياً واسعاً من قبل الطيران الحربي السوري الروسي المشترك باتجاه مواقع المسلحين وتحركاتهم على محاور عدة.
وقال مصدر مطلع في ريف إدلب، إن الحربي السوري الروسي المشترك استهدف مواقع لمسلحي (هيئة تحرير الشام) و(حراس الدين) و(أنصار التوحيد) على محاور بنش وسرمين والدير الشرقي ومحيط معرة النعمان.
ونقل عن مصدر ميداني قوله، إن عملية التمهيد الناري تعد الأوسع التي ينفذها الجيش السوري خلال الأشهر الأخيرة على مواقع المسلحين في ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وأكد المصدر أن الغارات نجحت بتدمير عدد من مواقع وتجمعات المسلحين، بينها مراكز تدريب وغرفة عمليات وعدة آليات، وتم تسجيل مقتل اكثر من 40 مسلحاً.وتابع المصدر، أن الجيش السوري استكمل في وقت سابق تعزيزاته العسكرية على محاور ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي تحسباً لأي طارئ قد تشهده هذه الجبهات، وخاصة مع استمرار التصعيد من قبل المجموعات المسلحة المنتشرة في المنطقة منزوعة السلاح.