عزل الحريري أميركياً وسعودياً يُخفي قراراً بتفجير لبنان علوش لـ«البناء”: المستقبل لن يُسمّي أحداً والتكليف لن يتمّ اليوم إلا إذا…!
محمد حمية
مع إعلان الرئيس سعد الحريري عزوفه عن التكليف لتأليف حكومة جديدة، ازداد المشهد الحكومي تعقيداً وغموضاً، فحتى ساعة متأخرة من ليل أمس لم تتوصل المشاورات والاتصالات على الخطوط الرئاسية والسياسية كافة، الى اتفاق على اسم بديل عن الحريري رغم التداول بأسماء عدة منها الوزيران السابقان خالد قباني وحسان دياب والنائبان بهية الحريري وتمام سلام.
وحمّل الحريري في بيانه مسؤولية انسحابه من سباق المرشحين للتأليف للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بشكل غير مباشر، بقوله إن «المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميتي هي مواقف غير قابلة للتبديل، فإنني أعلن أنني لن أكون مرشحاً لتشكيل الحكومة المقبلة، وأنني متوجّه غداً للمشاركة في الاستشارات النيابية على هذا الأساس، مع إصراري على عدم تأجيلها بأي ذريعة كانت».
وتترقب أوساط بعبدا والقوى السياسية الموقف النهائي لكتلة المستقبل التي ستعقد اجتماعاً صباح اليوم لتحديد موقفها قبيل توجّهها الى بعبدا، رجّح عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل د. مصطفى علوش ألا تسمّي كتلة المستقبل أحداً في استشارات اليوم إلا اذا تم الاتفاق على اسم خلال مشاورات الساعات الفاصلة عن بدء الاستشارات، وأوضح علوش لـ»البناء» أن «الأسماء المتداولة كالنائب بهية الحريري وغيرها من أعضاء المستقبل ليست حلولاً عملية ولا تختلف عن الرئيس سعد الحريري، وبالتالي لا تغيّر شيئاً في المعادلة والعقد تبقى نفسها في التكليف والتأليف»، واستبعد علوش أن «تسمّي كتلة المستقبل نواف سلام بسبب رفض ثنائي أمل وحزب الله لهذا الاسم كما أن الحريري لا يريد أن «يزعل» الرئيس نبيه بري»، كما اعتبر أن «المستقبل لا يوافق على تسمية النائب فؤاد مخزومي»، لكن علوش رجح أن «لا يتم تكليف رئيس وحتى إن حصلت استشارات اليوم، بسبب صعوبة الاتفاق على اسم بين القوى السياسية».
وفي سياق ذلك، علمت «البناء» أن «المشاورات استمرّت حتى وقت متأخر أمس، بين الحريري وثنائي أمل وحزب الله على اختيار أحد الأسماء من المستقلين الذين يحظون بدعم الحريري كالوزيرين السابقين خالد قباني وحسان دياب، فضلاً عن النائب الحالي تمام سلام».
وعن موقف القوات اللبنانية التي امتنعت عن تسمية الحريري وتصريح النائب ستريدا جعجع بأن اتصالها بالحريري أدّى الى تأجيل الاستشارات الإثنين الماضي وانسحابه في ما بعد من قبول التكليف، لفت علوش الى أن «القوات تحاول أن تفتعل بطولات وهمية بأنها هي مَن دفعت الحريري لاتخاذ خيار الانسحاب»، مشيراً الى أنه «حتى وإن سمّت القوات الحريري فإن موقف تكتل لبنان القوي والوزير جبران باسيل والرئيس عون لن يسهّل له لا التكليف ولا التأليف بسبب موقفه بالبقاء خارج الحكومة وإيداع أصوات تكتّله في عهدة رئيس الجمهورية الأمر المخالف للدستور، وما لم يوافق عليه الرئيس الراحل رفيق الحريري لن يسير به سعد الحريري».
وردّ مستشار الحريري الوزير غطاس خوري على جعجع بقوله على «تويتر»: «من الواضح أن النائب ستريدا جعجع لم تُحسِن قراءة بيان الرئيس الحريري وبخاصة قوله إن قراره نتج عن المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميته رغم أنه كان أثبت التزامه القاطع بحكومة اختصاصيين!».
وبُعيد موقف الحريري تداعت الكتل النيابية للاجتماع والتشاور لتحديد مواقفها النهائية، وبحسب مصادر نيابية فإن موقف كتلة المستقبل سيكون بوصلة للكتل الأخرى، فعلى ضوء موقف المستقبل تتحدّد مواقف الكتل الأخرى، في وقت جرى تواصل أمس، بين الرئيس عون والتيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل والأحزاب الحليفة وجرى نقاش كافة الاحتمالات والسيناريوات بما فيها خيار تهريب مرشح أميركا نواف سلام بخدعة سياسية دستورية، ولفتت لـ»البناء» الى أن «فريق العهد والمقاومة سيتعامل مع كل خيار حسب اتجاه كتلة المستقبل».
وإذ أفيد عن احتمال تأجيل الاستشارات لمنح فرصة إضافية للأطراف للاتفاق، لفتت أوساط بعبدا إلى أن الاستشارات قائمة حتى الساعة ولا اتجاه لتأجيلها». وشددت على أن قرار التأجيل عند رئيس الجمهورية فقط، وغدًا صباحًا يُقدّر الظروف واذا كانت استثنائية تقتضي التأجيل فسيؤجل».
وكان الرئيس بري، بحسب معلومات “البناء” اقترح على الحريري أن يقبل التكليف ويجري تأمين نواب مسيحيين من الكتل النيابية لتسميته للتعويض عن نواب التيار الوطني الحر والكتائب والقوات لاعتبار أن الميثاقية لا تتجلى بالتكليف بل بالتأليف، وبعد ذلك يبدأ الحريري مشاوراته مع الكتل النيابية لا سيما المسيحية وتحديداً التيار الوطني الحر والقوات ويجري توفير الميثاقية المسيحية حينها في الحكومة، أما اقتراح بري الثاني فهو أن يبادر الحريري الى تسمية أحد غيره”. كما طرح بري بحسب المعلومات إنجاز استحقاق التكليف لإراحة البلد وتهدئة الأجواء ثم يصار الى البدء بالتأليف وصيغة بري للحل ليست تكنوسياسية ولا تكنوقراط بل حكومة إنقاذية جامعة”. وتشير مصادر “البناء” الى أن “الولايات المتحدة لم تعد تريد الحريري في رئاسة الحكومة، وكذلك السعودية”، محذّرة من أن “إزاحة الحريري تخفي مشروعاً كبيراً للبنان يجري تنفيذه على حلقات للوصول الى الفراغ في المؤسسات والفوضى والانهيار حتى استجابة لبنان للشروط الدولية”.