“سيزر”.. محاولة أميركية يائسة لقلب الحقائق
صدّق مجلس الشيوخ الأميركي ما يُسمّى بـ”قانون سيزر” أو “قانون قيصر” لاستهداف حكومة سورية وداعميها في محاولة الولايات المتحدة لقلب الحقائق والتعويض عن فشلها في مخططاتها في سورية.
وصوّت مجلس النواب الأميركي ذو الأغلبية الديمقراطية، ليل أول أمس، على ميزانية وزارة الدفاع الأميركية، التي تتضمن “قانون حماية المدنيين السوريين” المعروف بـ”قانون قيصر (سيزر)” لمعاقبة الحكومة السورية وحلفائها. وسيصوّت مجلس الشيوخ، ذو الأغلبية الجمهورية، على الميزانية اليوم، في حين سيوقعها الرئيس دونالد ترامب، غداً.
ويعتبر الخبراء قانون قصير بأنه يشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، حيث يسمح للإدارة الأميركية باتخاذ إجراءات جديدة ضد داعمي الحكومة السورية بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد.
وأقرّ مجلس الشيوخ الأميركي حزمة وثائق وتشريعات تدخل ضمن الميزانية الدفاعية للولايات المتحدة والتي تصل قيمتها إلى 738 مليار دولار، وبينها قانون قيصر بزعم “حماية السكان المدنيين في سورية”.
وتزعم الولايات المتحدة بأن قانون قصير يأتي في سياق “حماية المدنيين في سورية”، في حين أن تقارير وتسجيلات عدة تؤكد بأن واشنطن هي التي دعمت وسلحت الجماعات الارهابية المختلفة، بما فيها داعش وجبهة النصرة، لترتكب جرائم إنسانية وجرائم حرب ضد المدنيين السوريين، فضلاً عن الغارات التي شنّها التحالف بقيادة أميركا على المناطق السكنية خاصة في ديرالزور والرقة مما أدى إلى مقتل العديد من السكان المدنيين فيها.
النجاحات التي حققها الجيش السوري على مرور الأعوام الأخيرة ضدّ الجماعات المسلحة، بالرغم من دعم واشنطن وحلفائها الإقليميين إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، أثارت استياء السلطات الأميركية لأن الجيش السوري أفشل المخططات ضدّ الشعب والحكومة السورية وحلفائها.
واستطاع الجيش السوري تحرير المناطق التي كانت تحت احتلال الجماعات المسلحة وإعادة الأمن والهدوء إليها بعد الجرائم البشعة التي ارتكبتها العناصر المسلحة ضد المدنيين، بدعم مباشر أو غير مباشر، من أميركا وحلفائها، حيث تؤكد التقارير الموثوقة بالصور والفيديوات ارتكاب هذه الجرائم من قبل أولئك العناصر.
وينص “قانون قيصر” على اتخاذ إجراءات إضافية ضد الجهات التي تدعم العمليات العسكرية للقوات الموالية للحكومة السورية، وخاصة روسيا وإيران في حين أن حلفاء سورية هم الذين ساعدوها لاستتباب الأمن والاستقرار في مختلف مناطق سورية من خلال التصدّي للجماعات المسلحة فضلاً عن حماية المدنيين من ممارسات الإرهابيين.
واستطاعت الحكومة السورية بدعم شامل من إيران وروسيا من دحر الإرهابيين وتحرير المناطق على الصعيد الميداني، وذلك بالتزامن مع المسار السياسي الذي انتهجته الحكومة السورية لمعالجة الوضع سياسياً بدعم من موسكو وطهران في إطار مفاوضات أستانة وسوتشي.
وفي ظل هذه الإنجازات والنجاحات على الصعيدين الميداني والسياسي، فإن الحكومة السورية تتجه نحو بدء مرحلة إعادة إعمار سورية وأن الولايات المتحدة التي ترى بأنها فشلت في تحقيق مآربها وحلفائها كافة في سورية تحاول من خلال وضع قانون قيصر عرقلة جهود دمشق لإعادة إعمار الدمار التي سببته الولايات المتحدة نفسها مع حلفائها.
يرى المراقبون بأن تصديق مجلس الشيوخ الأميركي على قانون قيصر، ليس إلا مؤشراً على فشل واشنطن في تحقيق أي من أهدافها في سورية بعد كل التكاليف التي دفعتها جراء دعمها للإرهابيين بالمال والسلاح عبر وكلائها الإقليميين وعدم جدوى استثمارها فيهم، وكذلك استيائها الشديد من إنجازات دمشق والتنسيق القائم بينها وإيران وروسيا ونجاحاتها.ويؤكدالمراقبونبأنإصدارقانونقيصريأتيفيإطارالتسترعلىالجرائماللاإنسانيةوجرائمالحربالتيارتكبتهاالإدارةالأميركيةوحليفاتهافيالمنطقةعنطريقالجماعاتالمسلحةوتحميلالطرفالمقابلمسؤوليةهذهالجرائمفيقلبللحقائق.