لبنان في الوقت بدل الضائع
} عمر عبد القادر غندور*
في ضوء التطورات قبل وبعد تأجيل الاستشارات إلى اليوم الخميس بناء لطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال… هل الانهيار السياسي يسابق الانهيار الاقتصادي؟
وكان من الطبيعي ان يطلب الرئيس الحريري تأجيل الاستشارات بعد ان فوجئ بموقف القوات اللبنانية التي رفضت تسميته الى جانب موقف التيار الوطني الحر!
سمير جعجع قال انّ قرار القوات ينسجم مع حركة الشلرع ومع مزاج القاعدة القواتية…
وهكذا بين ليلة وضحاها أصبح رئيس حكومة تصريف الأعمال الفائز بأحادية التمثيل السني حسب قرار سماحة مفتي الجمهورية يشترط حكومة تكنوقراط هو يختار أفرادها الى جانب صلاحيات استثنائية لم تتوفر لغيره، يستجدي تأجيل الاستشارات حتى يتسنّى له لملمة ما تبقى له من أوراق! وقد أدرك انّ تسميته لرئيس مكلف لم تعد مضمونة، وإذا كانت ستحصل فبأصوات ضئيلة لا تتحمّل تعقيدات مفاوضات التشكيل!
مما لا شك فيه انّ الدائرة المحيطة بسعد الحريري من مستشارين ومساعدين و «غيارى» كانت تكذب عليه كما كانت تكذب على والده فيتداركها بكاريزما ليست منوفرة في ابنه! وآخر إنجازات هذه الدائرة توريطه في تجاوز قانوني ارتكبه رئيس الجمهورية ولم يحصل ما استدعى رداً قاسياً من بعبدا؟ فاضطر الى استعمال السلاح السري وهو شدّ العصب المذهبي قائلاً: موقع رئاسة الحكومة ليس كرة تتقاذفها التيارات والأحزاب وهو تكرار لخرق دستوري الذي سبق وواجهه والده في عهد فخامة الرئيس تاعماد إميل لحود، الذي عاد وأوضح أنّ الأمر ليس خرقاً دستورياً وهو حصل سابقاً في عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي أيضاً!ً
بينما نحن نستهلك الوقت بطرح حلول مستحيلة كحكومة تكنوقراط او اختصاصيين من كوكب آخر.
رئيس حكومة تصريف الأعمال وريث الحريرية السياسية التي أوصلت البلد، أو ساهمت في خروج الناس الى الشوارع قرفاً وكفراً ورفضاً للطبقة السياسية، لا بدّ انه سمع ما يقوله الناس ومن بينهم من لا ينقصه الفهم ولا البصر والبصيرة، وانّ سعد الحريري مغلوب على أمره وانّ «حليفه» سمير جعجع لا يخرج على الإرادة السعودية والأميركان اعطوه الفرصة تلو الفرصة فصدّق انّ بإمكانه فرض المستحيلات حتى وصل الى ما نحن عليه الآن.
اللبنانيون اليوم هم أكبر وأعز وأشرف من يقوم بقيادة بلدهم، وانّ وطنهم لا شيء يتقدّم عليه ولا بدّ من حكومة إنقاذية يجب ان تبصر النور في غضون أيام.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي